«التسمم بالفيتامينات».. خطر يصيب من يتناولها بعشوائية
حذر أطباء مختصون من تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية دون وصفة طبية أو بدون إشراف أطباء، إذ قد تؤدي هذه الممارسة إلى ما يعرف طبياً بـ«التسمم بالفيتامينات»، نتيجة لزيادة نسبة بعضها في الدم عن الحد المسموح به، ما يسبب مضاعفات صحية خطرة. وشددوا على ضرورة تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية باعتدال، والإلمام بطبيعة كل نوع ومخاطر نقصانه وزيادته في الدم.
وتفصيلاً، أفادت استشارية طب الأسرة الدكتورة ابتهال مكي، بأن المراهقين يعتبرون الأكثر استخداماً للفيتامينات لأغراض مختلفة، منها تقوية الشعر أو بناء جسم مثالي، مشيرة إلى وجود فيتامينات لا يمكن أن تؤخذ عشوائياً، مثل الحديد و«P12»، كونها تترسب في الكبد وينتج عن زيادتها أعراض خطرة، كذلك فإن تناول فيتامين «D» بشكل يزيد عن حاجة الجسم يسبب التسمم، مؤكدة ضرورة الاعتماد على الطعام كمصدر أساسي لتلبية حاجة الجسم من الفيتامينات، وفي حال الحاجة إلى تناولها تكون تحت إشراف طبي.
من جهته، أفاد استشاري طب الأسرة والصحة المهنية، الدكتور منصور حبيب، بأن هناك أنواعاً من الفيتامينات غير قابلة للذوبان بسهولة، يمكن أن يتخلص منها الجسم بسهولة مثل فيتامينات (أ، ب، د، هـ، ك)، إذ يمكن أن تؤدي زيادتها عن الحد المسموح به إلى تراكمها في الجسم والتسبب في مضاعفات صحية خطرة، فيما يختلف الوضع مع أنواع أخرى مثل (ب، س) التي تذوب سريعاً ويتخلص منها الجسم بسهولة.
ولفت إلى أن العديد من الشباب في الفترة الأخيرة يلجأون إلى تناول مكملات غذائية دون وصفة طبية أو دون الحاجة إليها، الأمر الذي يزيد من احتمالية تعرضهم للتسمم، مشدداً على ضرورة الإشراف الطبي على هذه الممارسات الخاطئة.
من جهته، أكد أخصائي طب الأسرة في مستشفى التداوي في دبي الدكتور ماجد شراب، أن «التسمم بالفيتامينات» ظاهرة تستحق التوقف عندها، والحد منها، خصوصاً في ظل توافر فيتامينات ومكملات غذائية على أرفف المحال وتباع دون وصفة طبية.
ولفت إلى أن أكثر أنواع الفيتامينات استخداماً بشكل عام هو فيتامين «د»، الذي إذا زاد عن حده يسبب مضارّ للكبد والكلى، كذلك إذا زاد فيتامين «أ» عن الحد المطلوب فقد يسبب صداعاً ومشكلات صحية. وشدد على ضرورة مراعاة الحفاظ على النسب الطبيعية لكل نوع من أنواع الفيتامينات تحاشياً لأضرارها.
من جانبه، حذر رئيس جمعية الإمارات للأورام واستشاري الأورام في جامعة الشارقة، البروفيسور حميد بن حرمل الشامسي، من الاستخدام العشوائي للفيتامينات، حيث يمكن أن تؤدي بعض أنواعها إلى زيادة حدة وشراسة الأورام السرطانية، كما يمكن أن تتعارض مع علاجات أخرى يأخذها مريض السرطان.
وشرح أن الإسراف في تناول فيتاميني «سي» و«أ» يؤدي إلى زيادة نمو الخلايا السرطانية، حسب دراسات حديثة نشرت أخيراً. ونصح بعدم استخدام مرضى السرطان للفيتامينات بشكل عشوائي، حيث تتعارض مع العلاج الكيماوي، وإنما يجب أن تستخدم باعتدال دون إفراط مع استشارة الطبيب المعالج.
فيما قال استشاري طب الأسرة الدكتور عادل سجواني، إن الفيتامينات تعدّ من أهم العناصر للحصول على جسم صحي ومثالي، مؤكداً أن المصادر الطبيعية للفيتامينات أفضل بكثير من المصادر الصناعية، مثل الحبوب والمكملات والإبر الوريدية التي لا يستفيد الجسم منها بالشكل المطلوب.
ولفت إلى وجود نوعين من الفيتامينات، أحدهما يذوب في الدهون والآخر يذوب في الماء، الأول مثل فيتامين «د»، فإذا حصل الجسم على زيادة عن الحد الطبيعي فإنه يتم تخزينه في الدهون، وقد يسبب حصوات في الكلى أو فشلاً كلوياً، أما النوع الثاني الذي يذوب في الماء مثل فيتامين «ب»، فعند تناوله بجرعات زائدة عن الحد الطبيعي يخرج في البول، وقد ينتج عنه مشكلات صحية، مثل الصداع وآلام في الجسم.
طعام صحي
قال استشاري طب الأسرة الدكتور عادل سجواني: «يجب الابتعاد عن تناول الفيتامينات بشكل عشوائي، والحرص على تناول الطعام الصحي للأطفال والكبار، ولا تعطى الفيتامينات إلا بعد استشارة الطبيب»، مشيراً إلى أن نقص الفيتامين يسبب آلاماً مختلفة في الجسم، تختلف حسب نوع الفيتامين الناقص، والتي تذهب بعد إمداد الجسم بالنسبة المطلوبة منه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
المصدر: الإمارات اليوم