كشف مركز الفجيرة للمغامرات عن صدور قانون سيطبق بداية الموسم المقبل، يقضي بمنع قيادة الأفراد أو المجموعات في المسارات الجبلية بالإمارة دون الحصول على اعتماد رسمي كقائد جبلي معتمد أو مساعد قائد، في إطار جهود الإمارة لتعزيز سلامة النشاطات الجبلية، والحفاظ على الأرواح، عبر تنظيم هذا القطاع الحيوي المتنامي.

وصرح مدير مركز الفجيرة للمغامرات عمرو زين الدين، لـ«الإمارات اليوم» أن المركز يعمل حالياً على إعداد منظومة متكاملة من القوانين واللوائح المنظمة لأنشطة المغامرات، بالتنسيق مع الجهات الحكومية والخاصة ذات الصلة، بهدف تحقيق بيئة ميدانية آمنة ومستدامة تحمي الأشخاص، وتدعم تطور الشركات العاملة في المجال.

وأضاف أن المركز أطلق منصة إلكترونية شاملة، تعد الأولى من نوعها في المنطقة، تتيح تسجيل الرحلات والمسارات الجبلية، وتحتوي على مكتبة رقمية تشمل إصدارات المركز، ومواد مرئية مترجمة عن أفضل الممارسات العالمية، فضلاً عن قسم تدريبي يقدم برامج معتمدة دولياً لتأهيل القادة الجبليين والمرشدين، بالتعاون مع الاتحاد الدولي لتسلق الجبال، موضحاً أن التسجيل يمنح المشاركين شهادات رسمية تؤهلهم لمزاولة النشاط بشكل قانوني وآمن.

وأضاف زين الدين أن المنصة تتضمن أيضاً قسماً خاصاً بالتدريب، يقدم برامج معتمدة دولياً لتأهيل القادة الجبليين والمرشدين المحليين، بالتعاون مع الاتحاد الدولي لتسلق الجبال، مشيراً إلى أن «أي شخص يرغب في العمل في هذا المجال يمكنه الآن التسجيل والحصول على شهادة رسمية وعالمية تؤهله لممارسة النشاط بشكل قانوني وآمن، بما يضمن بناء جيل من الخبراء القادرين على إدارة الأنشطة الميدانية وفق أعلى معايير السلامة والجودة».

ولفت إلى أن «الهدف من هذا النظام هو الحد من الحوادث والمخاطر التي قد يتعرض لها الأشخاص بسبب قلة الخبرة أو عدم معرفة تضاريس المناطق الجبلية»، مشدداً على أن المركز يعمل على تطبيق هذه الأنظمة بشكل تدريجي تمهيداً لاعتمادها رسمياً خلال الموسم القادم.

وبيّن أن المنظومة الجديدة تميز بين القائد الجبلي والمرشد المحلي، فالأول يمثل القائد التجاري المعتمد من الشركات والمنصات، فيما يعد المرشد المحلي ابن المنطقة الخبير بتضاريسها وثقافتها وتاريخها، ويمتلك معرفة تفصيلية بالبيئة الزراعية والقصص التراثية والعادات المحلية، ما يثري تجربة السائح، ويجعلها أكثر عمقاً وارتباطاً بالمكان.

وأشار زين الدين إلى أن اهتمام المركز لم يتوقف عند تطوير البنية الرقمية أو الميدانية فحسب، بل شمل أيضاً البعد الإنساني والثقافي للمنطقة، إذ يصف المرشد المحلي بأنه «حارس الذاكرة الجبلية»، لما يحمله من معرفة دقيقة بتاريخ المكان وبيئته الطبيعية والاجتماعية، ليصبح جزءاً من التجربة السياحية لا مجرد دليل على الطريق. وكشف أن المركز منح ثمانية مرشدين محليين تصاريح رسمية تخولهم استقبال الضيوف وتنظيم الرحلات السياحية بالتعاون مع الشركات المتخصصة، إلى جانب السماح لهم ببيع منتجاتهم المحلية من مزارعهم الخاصة، بهدف دعم الاقتصاد المحلي، وتمكين سكان المناطق الجبلية من الاستفادة المباشرة من النشاط السياحي.

وأكد أن المبادرة شهدت إقبالاً كبيراً من أهالي المناطق الجبلية في دبا ووحلة ومناطق الفجيرة الجبلية الأخرى، موضحاً أن المشروع يعزز مشاركة المجتمع المحلي في تنمية سياحة المغامرات المستدامة، ويسهم في الترويج للمنتج المحلي كجزء من التجربة السياحية المتكاملة التي تقدمها الإمارة لزوارها.

وبيّن زين الدين أن «الفجيرة تمتلك مقومات فريدة في تضاريسها الجبلية وسواحلها ووديانها، ما يجعلها وجهة مثالية للمغامرين من مختلف دول العالم»، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تحولات نوعية في تنظيم السياحة الجبلية، من خلال الجمع بين التشريعات الحديثة، والتدريب المهني، وتمكين أبناء المناطق ليكونوا واجهة الإمارة في هذا القطاع الواعد.

وأشار إلى أن من أهم النقاط التي ناقشها الملتقى توقيع شراكة جديدة بين مركز الفجيرة للمغامرات وشركة الفجيرة للتأمين، موضحاً أن هذه الخطوة جاءت لتسهيل عمل الشركات، وتنظيم إجراءاتها، بما يضمن سلامة المشاركين، وحماية الشركات الصغيرة من الأعباء المالية في حال وقوع الحوادث.

وقال إن «التأمين الجديد مخصص لشركات المغامرات، ويقدم بأسعار رمزية جداً مقارنة بما تقدمه من حماية شاملة، ما يجعله جزءاً أساسياً من متطلبات العمل في هذا القطاع»، مضيفاً أن من اشتراطات الترخيص في إمارة الفجيرة مستقبلاً، إلزام الشركات والمجموعات الحصول على هذا النوع من التأمين قبل مباشرة أي نشاط ميداني.

 

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

المصدر: الإمارات اليوم

شاركها.