«التأقلم على الجاذبية الصغرى».. أولى مهام سلطان النيادي في الفضاء
بدأ رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، أمس، أول أيام مهمته في محطة الفضاء الدولية، بعد وصوله بصحبة طاقم crew6، حيث انضم إلى طاقم البعثة 68 المكون من روّاد فضاء «ناسا» و«روسكوزموس»، ليبدأ طاقم الفريقين، الذي يشمل 11 شخصاً، العمل حتى مغادرة Crew5.
وتشمل مهمة البعثة 68/69 المشتركة، العمل على تركيب الأجزاء النهائية (الألواح الشمسية) لـ«iRosa»، في محطة الفضاء الدولية، إضافة إلى إجراء التجارب والأبحاث العلمية، قبيل مغادرة طاقم البعثة 68.
وكشف رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري، عن الخطوة المقبلة بالنسبة لطاقم المهمة، قائلاً: «راقبت لحظة بلحظة وصول والتحام المركبة (دراغون) واستقبال طاقم crew6 من مركز التحكم بالمهمة في مركز جونسون.. المرحلة المقبلة للروّاد الجدد هي عملية التأقلم على الجاذبية الصغرى في الأسبوع الأول لهم على متن المحطة».
وقال سيف النيادي، والد سلطان النيادي: «ندعو المولى عز وجل أن يوفقه ويعينه وييسر أمره ويحفظه ويحرسه بعينه التي لا تنام، وأن يعيده سالماً غانماً، رافعاً اسم بلاده والعرب جميعاً».
من جانبه، أكد مركز محمد بن راشد للفضاء، أمس، أن طبيبة رائد الفضاء سلطان النيادي، الدكتورة حنان السويدي، تواكب حالته الصحية خلال أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، بعد أن رافقته خلال التحضيرات، حيث كانت قد قامت بهذا الدور خلال أول مهمة إماراتية إلى محطة الفضاء الدولية عام 2019.
وخلال المهمة، سيجري سلطان النيادي 19 تجربة علمية، بالتعاون مع وكالة «ناسا»، ووكالة الفضاء الأوروبية، ووكالة الفضاء الكندية، والمركز الوطني لدراسات الفضاء في فرنسا، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية (جاكسا)، تشمل مجموعة من المجالات، أبرزها نظام القلب والأوعية الدموية، وآلام الظهر، واختبار وتجربة التقنيات، وعلم «ما فوق الجينات»، وجهاز المناعة، وعلوم السوائل، والنبات، والمواد، إضافة إلى دراسة النوم، والإشعاعات.
وتستهدف تجربة «نظام القلب والأوعية الدموية» توفير الدراسة العلمية لجهاز القلب والأوعية الدموية في المهمة منصة لاستكشاف الآليات المحتملة والمساعدة في تطوير التدخلات لإبطاء شيخوخة الأوعية الدموية، وتحسين الصحة وجودة الحياة، فيما تستهدف تجربة «آلام الظهر» ليس فقط الإبلاغ عن التدابير الوقائية لتقليل مخاطر الانزلاق الغضروفي لدى رواد الفضاء، بل أيضاً لتوفير رؤى ثاقبة حول استقرار العمود الفقري المتعلق بتحسين صحة الظهر لدى عامة الناس، كما تسعى تجربة «اختبار وتجربة التقنيات» إلى تمهيد الطريق للبحث والتطوير المتقدم على متن منصات الفضاء المستقبلية، ومعالجة فجوات تطوير منتجات الأجهزة والتصنيع المتقدم ونشر التكنولوجيا.
وتسعى دراسة «علم ما فوق الجينات» إلى الإسهام في الفهم الأساسي للظواهر الجينية مع تطبيقات في تطوير التدابير الاحترازية للظروف الطبية الحيوية وتوليد استراتيجيات متكاملة للطب الشخصي، فيما توفر دراسة «جهاز المناعة» الدراسات حول كيفية تأثير المهمات الفضائية على الجهاز المناعي، بينما تتيح دراسة «علم السوائل» البحث حول هذا الموضوع في الفضاء، بما يساعد على فهم السوائل ضمن بيئة منعدمة الجاذبية. وتسهم دراسة «علم النبات» في تطبيق المعلومات الجديدة المكتسبة من الأبحاث المقامة على متن محطة الفضاء الدولية لتزويد رواد الفضاء بالغذاء خلال مهماتهم الفضائية. ويساعد «علم المواد» في تحسين فهمنا لمعالجة المواد وخصائصها. أما دراسة النوم فتساعد على تحليل النوم على متن محطة الفضاء الدولية، وأخيراً دراسة الإشعاعات التي تساعد على تطوير وتعزيز القدرات للتنبؤ بالتعرض للإشعاع الفضائي لمهمات الاستكشاف المستقبلية.
وأفادت وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، أن طاقم Crew6 سيتمكن خلال وجوده في محطة الفضاء الدولية من مشاهدة وصول مركبات الشحن الفضائية، بما فيها مركبة الشحن «سبيس إكس دراغون»، و«بروجريس»، كما سيكون أمامهم فرصة للترحيب برواد فضاء مهمة «أكسيوم 2»، ورواد طاقم مهمة اختبار الطيران المداري من بوينغ.
وسيجري رواد فضاء طاقم Crew6 تجارب علمية عدّة، يتضمن بعضها أبحاثاً علمية جديدة للتحضير للمهمات البشرية خارج مدار الأرض المنخفض، ومن ثمّ الاستفادة من نتائجها في مختلف علوم الحياة على الأرض.
وتعد محطة الفضاء الدولية محطة معيارية (قمر اصطناعي قابل للسكن) في مدار أرضي منخفض، وهو مشروع تعاوني متعدد الجنسيات، يضم خمس وكالات فضاء مشاركة، هي: «ناسا» الأميركية، ووكالة الفضاء الروسية (روسكوزموس)، ووكالة «جاكسا» اليابانية، ووكالة الفضاء الأوروبية، ووكالة الفضاء الكندية.
وتُحدد ملكية واستخدام المحطة الفضائية بموجب المعاهدات والاتفاقيات الحكومية الدولية.
وتعمل المحطة كمختبر لأبحاث بيئة الفضاء والجاذبية الصغرى، إذ يتم إجراء البحث العلمي في علم الأحياء الفلكي وعلم الفلك وعلم الأرصاد الجوية والفيزياء ومجالات أخرى.
وتعد محطة الفضاء الدولية المكان المناسب لاختبار أنظمة المركبات الفضائية والمعدات اللازمة للبعثات المحتملة طويلة الأمد في المستقبل إلى القمر والمريخ.
انبثقت فكرة إنشاء برنامج محطة الفضاء الدولية من مشروعين: الأول لـ«ناسا» اسمه (Space Station Freedom)، وهو اقتراح أميركي صُمم عام 1984 بهدف بناء محطة تتحرك في مدار حول الأرض، وتكون مأهولة بشكل دائم. أما المشروع الثاني المعاصر للأول، فكان مشروع «مير 2» السوفييتيالروسي، الذي اقترح عام 1976 بأهداف مماثلة.
ومحطة الفضاء الدولية هي المحطة الفضائية التاسعة التي تسكنها أطقم فضائية، فقد سبقها محطات عدة، صنعت من قبل برامج «ساليوت»، و«ألماز»، ومحطة «مير السوفييتية» (الروسية لاحقاً)، ومحطة «سكاي لاب» الأميركية.
وتعتبر محطة الفضاء الدولية أكبر محطة من صنع الإنسان في الفضاء، وأكبر قمر اصطناعي في مدار أرضي منخفض، ويمكن رؤيتها بالعين المجردة بشكل منتظم من سطح الأرض.
وتحافظ محطة الفضاء الدولية على مدار متوسط ارتفاعه 400 كيلومتر (250 ميلاً) عن طريق ما يسمى بمناورات الارتفاع، تستخدم فيها المحطة المحركات المثبتة على وحدة الخدمة (زفيزدا). تدور محطة الفضاء الدولية حول الأرض في نحو 93 دقيقة، لتكمل 15.5 دورة في اليوم.
وتنقسم المحطة إلى قسمين: الجزء المداري الروسي (ROS) الذي تديره روسيا، والجزء المداري للولايات المتحدة (USOS) الذي يتم تشغيله من قبل الولايات المتحدة، إضافة إلى العديد من الدول الأخرى.
ووافقت وكالة الفضاء الروسية (روسكوزموس) على استمرار تشغيل الجزء المداري الروسي من المحطة حتى عام 2024، بعد أن كانت قد اقترحت سابقاً استخدام عناصر من هذا الجزء لبناء محطة فضائية روسية جديدة تسمى «أوبسيك».
وأطلق أول أجزاء محطة الفضاء الدولية في عام 1998، ووصلت أول بعثة لرواد فضاء على المدى الطويل إلى المحطة في الثاني من نوفمبر 2000، ومنذ ذلك الحين ظلت محطة الفضاء الدولية مأهولة بالبشر بشكل مستمر لمدة 21 عاماً و86 يوماً، وهي أطول فترة متواصلة للوجود البشري في مدار أرضي منخفض، متجاوزة بذلك الرقم القياسي السابق، البالغ تسع سنوات و357 يوماً الذي سجلته محطة مير الفضائية الروسية.
• «المحطة الدولية.. مختبر لأبحاث بيئة الفضاء وتدور حول الأرض في 93 دقيقة».
والد النيادي:
• «ندعو المولى أن يوفقه وييسر أمره، ويعيده سالماً رافعاً اسم بلاده والعرب جميعاً».
المصدر: الإمارات اليوم