أكدت رئيسة البرلمان الأوروبي، روبيرتا ميتسولا، خلال جلسة خاصة «إماراتية أوروبية» عقدها المجلس الوطني الاتحادي، برئاسة رئيس المجلس، صقر غباش، أمس، أن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودولة الإمارات تشهد مرحلة جديدة من الشراكة المتجددة، تقوم على ركائز السلام والازدهار والانفتاح على المستقبل، مشيرة إلى أن الإمارات تمثل نموذجاً عالمياً في التعايش والتقدم، وبناء شراكات قائمة على الحوار والثقة والمسؤولية المشتركة.

وقال صقر غباش، خلال الجلسة التي حضرها عدد من الوزراء، وكبار المسؤولين، وسفراء دول الاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى الدولة، إن زيارة روبيرتا ميتسولا، والوفد المرافق، على أرض دولة الإمارات تؤكد أن الحوار البناء، والانفتاح الصادق على العالم، والتسامح بين البشر، تمثل مفاتيح الخير والسلام في العالم.

وأضاف: «إننا ونحن سعداء بوجودكم بيننا ضيوف شرف، فإننا أيضاً نحتفي بكم شركاء في حوار القيم البرلمانية التي هي تعبير حي عن توافق الضمائر في رحاب الإنسانية، وعن سعي مشترك بيننا لتكريس السياسات النبيلة التي تضع الإنسان في صدارة الأولويات، كما رسّخها مؤسس دولتنا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسارت على نهجها قيادة دولتنا الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة».

وأردف: «ننظر إلى زيارتكم هذه بأنها تأكيد وترسيخ لمسار أرحب من التعاون البرلماني بين المجلس الوطني الاتحادي والبرلمان الأوروبي، مسار يتجاوز حدود الجغرافيا ليمهد لمبادرات مستقبلية في قضايا يشترك فيها ضميرنا السياسي والإنساني، مثل قضايا السلام، والتنمية المستدامة، والسلامة المناخية، وحماية المجتمعات من خطاب التطرف والكراهية».

وأكد أنه انطلاقاً من تلك القيم والمبادئ التي يشترك فيها مجلسنا الوطني الاتحادي والبرلمان الأوروبي، والتي تضع السلام وكرامة الإنسان وحقوقه في صدارة الأولويات، فإننا نؤكد أهمية إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، يضمن للشعب الفلسطيني حقه المشروع في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً للمرجعيات الدولية ومبادئ القانون الدولي، ومبادرة السلام العربية.

وقال إن ما نشهده اليوم من تدهور إنساني مأساوي في قطاع غزة يدعونا جميعاً إلى تعزيز صوت الحكمة، والدعوة إلى وقف التصعيد، وضمان حماية المدنيين، والتوصل إلى تهدئة تفضي إلى حل سياسي يعيد الأمل بالأمن والسلام للشعب الفلسطيني.

وأضاف أنه من المنطلق ذاته، فإننا نؤكد على الموقف الإماراتي الذي نعرب فيه عن قلقها البالغ من استمرار التوتر في المنطقة، ومن استهداف المنشآت النووية الإيرانية، لما لذلك من تداعيات خطرة، وانزلاق المنطقة إلى مستويات غير مسبوقة من عدم الاستقرار. ونشدد هنا على الموقف الإماراتي الثابت بضرورة تغليب الدبلوماسية والحوار لحل الخلافات، وضمان مقاربات شاملة تحقق الاستقرار والازدهار والعدالة، فالحكمة والمسؤولية في هذه الظروف تقتضيان الانخراط الجاد في معالجة القضايا المزمنة في المنطقة عبر التفاوض.

من جانبها، ثمّنت رئيسة البرلمان الأوروبي، في كلمتها أمام المجلس، جهود دولة الإمارات في تعزيز الحوار البرلماني والدبلوماسي، ودورها الريادي في دعم السلام العالمي.

وقالت: «أقف اليوم أمام المجلس الوطني الاتحادي ممثلة لـ450 مليون مواطن أوروبي، وأحمل معي رسالة أمل وتفاؤل بأن هذه الزيارة ستشكل انطلاقة جديدة نحو تعزيز علاقاتنا الثنائية، وتوسيع آفاق الشراكة بين البرلمان الأوروبي ودولة الإمارات، من خلال الحوار والتعاون البنّاء».

وأضافت: «مالطا وطني تقع عند تقاطع ثلاث قارات، ولغتنا المالطية ترتكز على أصول عربية، ما يعكس الارتباط التاريخي والثقافي العميق بين شعوبنا، وهذا القرب الثقافي يعزز أهمية التعاون بين أوروبا والمنطقة العربية».

واستعرضت التحديات الأمنية والسياسية التي يشهدها العالم، مؤكدة أن السلام لم يكن يوماً خياراً سهلاً، وأن الأوضاع الإقليمية تتطلب مواقف حازمة وجهوداً جماعية لصون الأمن والاستقرار، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي يواصل دعواته لوقف إطلاق النار في غزة، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، والإفراج عن الرهائن، ودعم حل الدولتين كسبيل وحيد لتحقيق سلام دائم في المنطقة، مشيدةً باتفاقات السلام التي أطلقتها دولة الإمارات، ووصفتها بأنها «خطوة شجاعة أحدثت تحولاً تاريخياً نحو السلام».

وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي يُعد ثاني أكبر شريك تجاري لدولة الإمارات، حيث بلغت الاستثمارات المتبادلة 328 مليار يورو، مضيفة أن السياحة والتبادل التعليمي والثقافي يمثلان محاور رئيسة في تعزيز الشراكة الثنائية.

كما تناولت أهمية التعاون في قطاع التعليم، مشيدة بزيادة أعداد الطلبة الإماراتيين في الجامعات الأوروبية، إلى جانب وجود نحو 28 ألف طالب من دول الاتحاد الأوروبي يدرسون في دولة الإمارات، داعية إلى تعزيز برامج التبادل الأكاديمي والثقافي بين الجانبين.

وأكدت رئيسة البرلمان الأوروبي أن الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ودولة الإمارات تدخل اليوم مرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي، وأن الإرادة السياسية الصادقة والتفاهم المشترك كفيلان بنقل هذه العلاقة إلى آفاق أرحب من السلام، والتنمية، والازدهار.

• 28 ألف طالب من دول الاتحاد الأوروبي يدرسون في دولة الإمارات. 

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

المصدر: الإمارات اليوم

شاركها.