تواصل دولة الإمارات توظيف علاقاتها الدولية وحضورها الدبلوماسي الفاعل في سبيل حل الأزمات التي يشهدها العالم، وذلك انطلاقاً من ثوابت سياستها الخارجية التي تلتزم مبادئ العمل المشترك، وإعلاء قيمة الحوار كوسيلة للتعامل مع التحديات.

يأتي ذلك فيما تستعد دولة الإمارات لمشاركة العالم الاحتفاء بـ«اليوم الدولي للسلام»، الذي يصادف اليوم (21 سبتمبر من كل عام)، وسط تنامي دورها في العديد من الملفات الإقليمية والعالمية كوسيط موثوق ومؤثر، قادر على تقريب وجهات النظر، وبناء جسور التعاون بين الأطراف المختلفة.

حماية الحقوق الفلسطينية

وبرزت خلال العام الجاري تحركات ومساعٍ حثيثة للدولة لنزع فتيل العديد من الأزمات التي شهدها العالم، وفي مقدمتها الحرب على قطاع غزة، حيث أكدت خلال جلسة مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري التي عقدت في الرابع من سبتمبر الجاري، أهمية حشد أكبر دعم دولي لوقف العدوان الإسرائيلي على القطاع، وتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة دون عوائق، إضافة إلى وقف التدهور في الأوضاع بالضفة الغربية والقدس، ومواجهة الممارسات الإسرائيلية غير الشرعية، وتغوّل المستوطنين والمتطرفين.

ودعت إلى تحرك جماعي دولي مسؤول يضمن حماية الحقوق الفلسطينية، ويؤسس لسلام عادل ودائم، يستند إلى حل الدولتين، ويكفل قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.

وأدانت الإمارات في بيان مشترك مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، مصادقة الكنيست الإسرائيلي على الإعلان الداعي إلى فرض ما يسمى «السيادة الإسرائيلية» على الضفة الغربية المحتلة، باعتباره خرقاً سافراً ومرفوضاً للقانون الدولي، وانتهاكاً صارخاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

ورحّبت الإمارات بالخطوات التي اتخذتها العديد من الدول بخصوص الاعتراف بدولة فلسطين الشقيقة، مؤكدة أن هذه المواقف تعكس تنامي الدعم الدولي للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

ولم تدخر الدولة جهداً في استمرار توفير الدعم الإنساني والإغاثي للأشقاء الفلسطينيين عبر عملية «الفارس الشهم 3»، وبكل الطرق البرية والبحرية والجوية.

الاحتياجات الإنسانية للسودان

وأكدت الإمارات تمسكها بموقفها الثابت من الصراع في السودان الشقيق، الذي دعم على الدوام الحلول السلمية التي تحفظ وحدة البلاد، وتحقن دماء أبناء الشعب الواحد، وهو ما جسدته الجهود الدبلوماسية التي بذلتها منذ بداية الأزمة.

وعقدت الإمارات وجمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية والاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) في 14 فبراير الماضي «المؤتمر الإنساني رفيع المستوى من أجل شعب السودان» في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

وأعلنت عن تقديم تمويل إضافي بقيمة 200 مليون دولار لدعم الجهود الإنسانية في السودان.

وشاركت الإمارات في الإطلاق المشترك لخطة الاحتياجات الإنسانية والاستجابة للسودان، والخطة الإقليمية للاستجابة للاجئين في السودان، كما شاركت بصفتها مانحاً إنسانياً رئيساً لشمال إفريقيا في الاجتماع الثالث لكبار المسؤولين الإنسانيين التابع للاتحاد الأوروبي حول السودان.

 الهند وباكستان

أكدت الإمارات أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل الخلاف ووقف التصعيد العسكري الذي وقع في مايو الماضي بين الهند وباكستان، داعية البلدين إلى ضبط النفس والتهدئة.

وشددت خلال اتصالات مع البلدين على ضرورة ترسيخ الاستقرار في منطقة جنوب آسيا، مؤكدة أن الدبلوماسية والحوار هما الوسيلة المثلى للتوصل إلى حلول سلمية للأزمات.

ورحّبت في 10 مايو الماضي بإعلان وقف إطلاق النار بين البلدين.


إيران.. والأمن والاستقرار الإقليميان

قاد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، جهوداً مكثفة لاحتواء آثار الاستهداف العسكري الإسرائيلي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في يونيو الماضي، والعمل على وقفه حفاظاً على أمن واستقرار المنطقة.

وأجرى سموه اتصالات هاتفية مكثفة مع قادة دول عربية وأجنبية، للتباحث في تداعيات العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الأمن والاستقرار الإقليميين.

وأعرب سموه، خلال اتصال مع رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الدكتور مسعود بزشكيان، عن تضامن الإمارات مع بلده وشعبها خلال تلك الظروف.

وانضمت الإمارات للبيان الصادر عن عدد من الدول العربية والإسلامية، الذي أكد رفض وإدانة الهجمات الإسرائيلية ضد إيران، وأكد أهمية إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل، كما دعا إلى العودة لمسار المفاوضات في أسرع وقت ممكن.

وفي 24 يونيو الماضي، رحّبت الإمارات بالإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين، معربة عن أملها في أن يُشكل هذا التطور خطوة نحو تهيئة بيئة داعمة للاستقرار الإقليمي.

تضامن إماراتي كامل مع قطر

سارعت الإمارات للإعلان عن تضامنها ووقوفها إلى جانب دولة قطر الشقيقة، إثر الهجوم الإيراني الذي استهدف في 23 يونيو الماضي قاعدة العديد في الأراضي القطرية.

وأجرى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، اتصالاً هاتفياً مع أخيه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر الشقيقة، أعرب سموه خلاله عن إدانة الإمارات الهجوم على قطر الشقيقة، مؤكداً دعم الإمارات جميع الإجراءات التي تتخذها للحفاظ على سيادتها وأمنها وسلامة شعبها.

وقام سموه بزيارة أخوية إلى الدوحة في 10 سبتمبر الجاري، جدد خلالها تضامن الإمارات الكامل مع قطر، ودعمها جميع الإجراءات التي تتخذها للحفاظ على سيادتها وسلامة أراضيها وشعبها.

وفي اليوم ذاته، وصل سموه إلى المنامة، والتقى أخاه صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل مملكة البحرين الشقيقة، حيث تم البحث في الاعتداء الإسرائيلي على دولة قطر الشقيقة، وإدانته، لما يمثله من انتهاك صارخ للسيادة القطرية، وخرق للقانون الدولي، وتهديد للأمن والاستقرار الإقليميين.

وشكل الاعتداء الإسرائيلي على أراضي دولة قطر جانباً مهماً من مباحثات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع أخيه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عمان الشقيقة، خلال الزيارة الأخوية التي قام بها سموه إلى العاصمة مسقط في 11 سبتمبر الجاري.

وجدد صاحب السمو رئيس الدولة، وجلالة سلطان عمان، إدانة البلدين هذا الاعتداء، مؤكدين تضامنهما مع قطر، ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات من شأنها حماية أمنها وسيادتها وسلامة مواطنيها.

واستدعت الوزارة نائب السفير الإسرائيلي لدى الدولة، دايفيد احد هورساندي، وأبلغته إدانة واستنكار دولة الإمارات الشديدين للاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف دولة قطر الشقيقة، والتصريحات العدوانية الصادرة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

السعودية «خط أحمر»

عبّرت الإمارات، في فبراير الماضي، عن إدانتها واستنكارها الشديدين للتصريحات غير المقبولة والمستفزة لبنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بشأن إقامة دولة فلسطينية في أراضي المملكة العربية السعودية.

وأكدت رفضها القاطع لتلك التصريحات التي تعتبر تعدياً سافراً على قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وأعربت عن تضامنها الكامل مع السعودية، والوقوف معها في صف واحد ضد كل تهديد يطال أمنها واستقرارها وسيادتها، مؤكدة أن سيادة السعودية «خط أحمر».

نجاح مستمر لعمليات تبادل الأسرى

واصلت دولة الإمارات خلال العام الجاري مساعيها الرامية إلى إنجاح جهود التوصل إلى حل سلمي للنزاع في أوكرانيا، والتخفيف من الآثار الإنسانية الناجمة عنه.

وأثمرت جهود الوساطة الإماراتية إنجاز العديد من عمليات تبادل الأسرى بين روسيا الاتحادية وجمهورية أوكرانيا، والتي وصل عددها إلى 17 وساطة، تم خلالها تبادل 4641 أسيراً بين البلدين، وذلك منذ اندلاع الأزمة بينهما.

ويجسّد النجاح المستمر لعمليات تبادل الأسرى مدى التقدير الذي تحظى به دولة الإمارات من قبل طرفي الأزمة، ومكانتها كوسيط موثوق يعمل على كل ما من شأنه دعم المساعي الرامية لحل الأزمة بينهما.


سورية موحدة ومستقرة وآمنة

واصلت الإمارات موقفها الداعم للأشقاء في الجمهورية العربية السورية، وكل ما يصب في مصلحتهم، ويسهم في تحقيق تطلعاتهم نحو التنمية والاستقرار وبناء مستقبل مزدهر.

وشاركت في المؤتمر الدولي حول سورية، الذي عقد في فبراير الماضي في العاصمة الفرنسية باريس، مؤكدة حرصها على دعم استقلال وسيادة سورية على كامل أراضيها.

ورحّبت، في مايو الماضي، بإعلان رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، رفع العقوبات عن سورية، معتبرةً أن هذه الخطوة تمثل دعماً مهماً لجهود تعزيز النماء والازدهار في البلاد.

وشاركت في المحادثات المكثفة التي أجراها عدد من وزراء الخارجية العرب إلى جانب وزير خارجية الجمهورية التركية، في يوليو الماضي، حول تطورات الأوضاع في سورية، وتعزيز الجهود المشتركة لدعم الحكومة السورية.

وفي 16 يوليو الماضي، رحّبت الإمارات بإعلان وقف إطلاق النار في السويداء، مؤكدة دعمها لجهود استعادة الأمن والاستقرار في المنطقة، كما رحّبت بإعلان الحكومة السورية في 17 سبتمبر الجاري الوصول إلى خريطة الطريق لحل الأزمة في المحافظة.

وعبّرت عن إدانتها واستنكارها للغارات الإسرائيلية على سورية، مؤكدة رفضها التام لانتهاك سيادة سورية وتهديد أمنها واستقرارها.

أرمينيا وأذربيجان

أثمرت الجهود الحكيمة التي قادها صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، التمهيد للإعلان المشترك الذي وقّعت عليه أرمينيا وأذربيجان في واشنطن، في أغسطس الماضي.

وكانت الإمارات استضافت في يوليو الماضي لقاءً بين رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف، ورئيس وزراء جمهورية أرمينيا نيكول باشينيان، بحثا خلاله العلاقات الثنائية بين بلديهما.

وأعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عن تقديره لاختيارهما الإمارات للقاء والحوار.

المصدر: الإمارات اليوم

شاركها.