كشف منتدى دبي للمستقبل عن إعلانًا عالميًا غير مسبوق، اذ تم تنفيذ أول معاملة تجارة إلكترونية عبر وكيل ذكي يعمل بالذكاء الاصطناعي في العالم .
وأكد وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد عمر سلطان العلماء أن الإمارات تُعد البيئة الأنسب عالميًا لتجربة التقنيات الخارقة
جاء ذلك خلال جلسة “القيادة في عصر الذكاء الاصطناعي والتحولات العالمية” التي أدارها عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، مستضيفا مايكل ميباخ، الرئيس التنفيذي لشركة ماستركارد، الذي كشف تفاصيل تنفيذ أول معاملة تجارة إلكترونية عبر وكيل ذكي يعمل بالذكاء الاصطناعي عالميا.
وقال ميباخ: “نفّذنا أول عملية شراء كاملة عبر وكيل ذكي… وتمت أمام الحضور بنجاح كامل”.
أوضح ميباخ أن ماستركارد، بالتعاون مع شركة “موندولين”، نجحت صباح اليوم في تنفيذ أول معاملة حقيقية عبر وكيل ذكي، حيث جرى شراء تذكرتين لعرض سينمائي من خلال محادثة ذكية فقط، دون الحاجة لفتح مواقع إلكترونية أو استخدام منصات بحث أو دخول صفحة دفع.
وقال ميباخ: «المستخدم اليوم يضطر للبحث، ثم الانتقال إلى الموقع، ثم اختيار البضاعة، ثم الدفع… أما الآن فكل ذلك يتم داخل محادثة واحدة تعتمد على ذكاء يفهم تفضيلاتك ويستخلص خياراتك وينهي عملية الدفع خلال ثوانٍ».
وأضاف أن الوكيل الذكي يستطيع اعتمادًا على سجل التفضيلات اقتراح فيلم، تحديد الوقت الأنسب، واختيار أقرب صالة، ثم تنفيذ الدفع عبر بطاقة مخزّنة بطرق آمنة، مشيرًا إلى أن العملية جرى تنفيذها أمام الوزراء والحضور «بسلاسة كاملة».
وأشار إلى أن هذه الخطوة «هي بداية تحوّل سيغير مستقبل التسوق والسفر والخدمات»، لكنه حذّر من ضرورة بناء نظم حماية صارمة، قائلاً:
«عندما يبدأ الذكاء الاصطناعي باتخاذ قرارات شرائية نيابة عن المستخدم، يجب أن تتوفر أنظمة أمان تمنع الاحتيال وتضمن حق المستهلك حين يقول: لم أقصد هذه المعاملة».
كما ركز على أهمية البيانات المنظمة، مضيفًا: «الخطر الأكبر ليس في الذكاء الاصطناعي، بل في عدم امتلاك البيانات المنظمة. إذا أصبحت بعض الدول قادرة على الاستفادة من البيانات وأخرى محرومة، سنخلق فجوة بين العالم الرقمي المتقدم والعالم الرقمي المتأخر».
من جهته، أكد عمر سلطان العلماء خلال إدارة الجلسة أن الإمارات تُعد البيئة الأنسب عالميًا لتجربة التقنيات الخارقة، قائلاً: «في الإمارات لا نسأل: لماذا نفعل ذلك؟ بل نسأل: لماذا لا نجربه؟ لأن المستقبل لا ينتظر أحدًا، بل يحتاج إلى دول تُقدم وتبادر».
وأضاف: «مهمتنا ليست فقط تبنّي التكنولوجيا، بل التأكد من أنها آمنة، عادلة، ومفيدة لكل فرد في المجتمع، وأنها لا تخلق فجوة بين من يمتلكون الوسائل الرقمية ومن لا يمتلكونها».
وأشار إلى حساسية المرحلة الحالية، موضحًا: «تنظيم الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون ذكيًا ومتوازنًا؛ نحمي الناس دون أن نخنق الابتكار. العالم لن يتوقف، والفرص كبيرة، ومن واجبنا أن نضمن أن يستفيد منها الجميع».
وتطرق العلماء إلى ما سيحدث في سوق العمل العالمي: «الكثير من المهام الروتينية ستتحول إلى الأتمتة، لكن التفكير، الإبداع، التواصل الإنساني، والذكاء العاطفي ستظل مساحات بشرية خالصة لا يستطيع الذكاء الاصطناعي استبدالها».
تحول عالمي انطلق من دبي
واختُتمت الجلسة بالإشارة إلى أن إطلاق أول معاملة تجارية عبر وكيل ذكي من دبي يعكس مكانة الدولة كمختبر عالمي للابتكار، ونموذج في كيفية دمج الذكاء الاصطناعي بأمان ومسؤولية وحوكمة متطورة.
وأكد ميباخ أن التجربة «ستصبح واحدة من أهم حالات الاستخدام في السنوات المقبلة»، بينما شدد العلماء على أن الإمارات «ستبقى مركزًا عالميًا لتجربة وصناعة مستقبل الذكاء الاصطناعي».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
المصدر: الإمارات اليوم
