افتتاحيات صحف الإمارات
الجمعة، ٢١ يوليو ٢٠٢٣ ٨:٥٥ ص
أبوظبي في 21 يوليو /وام/ تنوّعت اهتمامات الصحف الإماراتية الصادرة صباح اليوم ما بين الشأن المحلي متمثلا بالجهود التي تبذلها الإمارات لإغاثة الشعب السوري والتخفيف من معاناته في ظل الظرف التي يعيشها وخصوصا اللاجئين من أبنائه، والخليجي من ناحية الترابط الوثيق والعمل المشترك بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والدولي من حيث التحديات المستجدة التي باتت تواجهها البشرية وتهدد بأزمات غير مسبوقة على الصعد كافة.
صحيفة “الاتحاد” نوّهت بما تبذله دولة الإمارات من جهود للتخفيف من حدة الأوضاع الإنسانية على السوريين، من خلال تحركاتها الدبلوماسية عبر الهيئات الأممية لدعم إيجاد أرضية مشتركة تضمن إغاثة ملايين السوريين، وتأكيدها موقفها الثابت بضرورة تمديد الآلية التي اعتمدها مجلس الأمن قبل تسع سنوات لإيصال المساعدات عبر الحدود كتدبير استثنائي استجابة للتداعيات الإنسانية الخطيرة للأزمة السورية.
وقالت في افتتاحيتها تحت عنوان “احتياجات إنسانية”، إن الإمارات تنطلق في موقفها بتعزيز إيصال المساعدات، من مصلحة الشعب السوري الشقيق أولاً، إضافة إلى المسؤولية الأخلاقية التي تقع على عاتق الجميع والتي تحتم فصل الواجب الإنساني عن أي اعتبارات سياسية، ما يؤكد أهمية الابتعاد عن الانقسامات التي شهدها مجلس الأمن على ملف إنساني بحت، لا سيما بعد الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا، وجاء في وقت كانت فيه الاحتياجات الإنسانية في أعلى مستوياتها.
وأشادت الصحيفة بقرار الحكومة السورية منح الأمم المتحدة إذناً بإدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى، لمدة ستة أشهر، وقالت إنه موضع ترحيب إماراتي، كونه يأتي في وقت مُلح وبالغ الأهمية للتخفيف من الظروف المعيشية الصعبة للسوريين، مشيرة إلى استمرار دولة الإمارات في جهودها الإنسانية على الساحة السورية، وسعيها مع المجتمع الدولي لإيجاد حل سلمي ودائم يعالج أبعاد الأزمة السورية، أمنياً وسياسياً وإنسانياً.
على الصعيد الخليجي أكدت صحيفة “الوطن”، أن العمل الخليجي ضرورة استراتيجية لتحقيق التنمية والتأسيس للمستقبل ومضاعفة دور ومكانة وتنافسية دول الخليج إقليمياً ودولياً، خاصة وأن التكاتف الأخوي أثبت فاعلية استثنائية في المراحل كافة، التي مرت بها المنطقة والعالم وكان له الدور الأكبر في ضمان الأمن والاستقرار وتعزيز مسارات التنمية واستدامة التقدم والازدهار.
وقالت تحت عنوان “التعاون الخليجي.. مسيرة تاريخية رائدة”، إن دول الخليج العربي تنعم بقوة الترابط الأخوي ومتانة وعمق العلاقات التي تجمعها والثوابت التي تنتهجها ومستوى التنسيق المشترك والعزيمة المتبادلة على الصعد كافة وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، خلال ترؤس سموه وفد الدولة في اللقاء التشاوري الثامن عشر لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في جدة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة.
وأضافت أن دول مجلس التعاون الخليجي تقدّم النموذج الأكثر أهمية على مستوى العمل المشترك ونوعية العلاقات التي تحرص عليها مع جميع الدول لتعزيز التعاون الهادف لاستدامة الازدهار والاستقرار والأمن وتحقيق مصالح جميع الأطراف، وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خلال ترؤسه وفد الدولة في القمة الخليجية الأولى مع دول آسيا الوسط أوزبكستان، وتركمانستان، وطاجيكستان، وقرغيزستان، وكازاخستان، مبيناً أهمية القمة لما تمثله من فرصة لتوثيق روابط التعاون من خلال الشراكة بين دول مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى، ومشدداً على مواصلة الشراكة ودفع التعاون نحو آفاق أرحب عبر مزيد من التنسيق، انسجاماً مع رؤية الإمارات نحو تعزيز جسور التواصل وتأكيدها لأهمية التعاون الدولي والعمل متعدد الأطراف وتفعيل الدبلوماسية والحوار كأدوات لمواجهة التحديات العالمية على الصعد كافة، وضرورة بناء الثقة وحل الخلافات وإرساء دعائم السلام الدولي.
في سياق مختلف قالت صحيفة “الخليج” إن المرحلة التي يمر بها المجتمع البشري دقيقة وحرجة، وتتطلب عملاً متعدد الأطراف، وتنسيقاً مخلصاً بين كل القوى الفاعلة، لمجابهة كل التحديات الماثلة، وأهمها أن الزيادة الكبيرة في عدد سكان الأرض مع غياب العدالة في توزيع الموارد والثروات، تدفع الأوضاع إلى الصراعات والحروب، لا سيما عندما يصبح التنافس بين القوى المختلفة فعلاً متطرفاً لا يؤمن بالتعاون البنّاء أو بالمصير المشترك، محذرة من أن استمرار هذا النهج في السنوات القليلة المقبلة على هذا النحو، سيؤدي إلى عواقب سيئة، وليست في مصلحة أحد، وداعية إلى العمل على تعديل السياسات العرجاء، والبحث عن أطر للتعايش والتضامن بين كل الناس، لأن ذلك سيسمح بتذليل كل العقبات على الأرض، ويضمن حق الحياة والكرامة للجميع.
وقالت في افتتاحيتها تحت عنوان “تحديات غير مسبوقة للبشرية”، إن أوضاع التطورات الاقتصادية والسياسية والأمنية والبيئية التي تجتاح مختلف أرجاء العالم، تنذر بالتدهور في بعض المجتمعات، حتى تلك التي تنتمي إلى بلدان متقدمة كالدول الأوروبية، فهناك أكثر من مشكلة تكبر كل يوم، وأزمات عديدة تتشكل وتتراكم، ولا تجد الحلول، مشيرة في هذا الصدد إلى بعض الظواهر التي تشير إلى انقلاب في المعادلات المألوفة، ومنها أن يواجه ملايين الأشخاص في بريطانيا شبح الجوع، بسبب الارتفاع غير المسبوق في أسعار المواد الغذائية، وفق ما أشارت إليه دراسة أعدها معهد التنمية في جامعة ساسكس أواخر يونيو الماضي.
وأضافت “الخليج”، أن الأوضاع في الدول الفقيرة والمتوسطة، أسوأ بكثير وتتدهور بشدة، فمعظم البلدان الإفريقية لم يعد يسأل عنها أحد، وهي غارقة في أتون من الأزمات والصراعات والتحديات، لافتة إلى أن تداعيات جائحة “كورونا”، والحرب في أوكرانيا، زادت معدلات الفقر والجوع، وأدت إلى أن بعض الدول ضاقت على سكانها، مدللة على ذلك بمئات آلاف المهاجرين واللاجئين الذين يتدفقون عبر الحدود والبحار، بحثاً عن مرافئ للاستقرار والعيش الكريم، لكن أوضاعهم تزداد سوءاً ولا يجدون ما يأملونه، لأن الأزمة التي يمر بها العالم كبيرة جداً، ومشيرة إلى أن بعض الأفارقة ربما يكونون أفضل ممن هم في قارات أخرى.
إبراهيم نصيرات
المصدر: وكالة انباء الامارات