افتتاحيات صحف الإمارات
الأحد، ٢ يوليو ٢٠٢٣ ٩:٢٩ ص
أبوظبي في 2 يوليو /وام/ سلطت افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم الضوء على حرص دولة الإمارات على تعزيز قيم الانسانية والسلام و دعم الحوار البنّاء على الصعيد العالمي .
كما تناولت افتتاحيات الصحف مخاطر التطرف والعنصرية و التعصب والكراهية التي باتت تشكل تهديداً مباشراً للأمن والسلام في العالم،منوهة أن دولة الإمارات دعت مجدداً إلى معالجة الأسباب الجذرية للتعصب والتطرف، باعتبار ذلك السبيل الأقوم لتحقيق التسامح والأمن والسلام، وبما يحقق رفاه الشعوب واستقرارها وينأى بها عن كوابيس الحروب والصراعات.
و تحت عنوان “رسالتنا.. الإنسانية والسلام” قالت صحيفة الاتحاد إنه في الوقت الذي تتعدد فيه الأزمات التي تهدد السلم والأمن الدوليين، نجحت الدبلوماسية الإماراتية النشطة في تحقيق أهدافها من رئاسة مجلس الأمن لشهر يونيو، بتعزيز دعم الحوار البنّاء وتشجيع العمل متعدد الأطراف القائم على الانتقال من مجرد الحديث عن الأهداف إلى إنجازها، مستخدمة في ذلك الأدوات والإمكانات المتاحة كافة، لتقريب وجهات النظر بين الدول الأعضاء.
و أشارت الصحيفة إلى أنه خلال رئاستها للمجلس، منحت الدولة الأولوية لقيم الأخوة الإنسانية والسلام، وطرحت قضايا مهمة وعاجلة، من بينها التغير المناخي، انطلاقاً من رؤية قيادتها الرشيدة بأن المجتمع الدولي يحتاج في الوقت الراهن إلى اتباع نهج متكامل لبناء جسور تسهم في تحقيق السلام، وتعزز الأمن العالمي، وتحافظ على الأجيال الجديدة.
وأكدت صحيفة الاتحاد أن الجهد الإماراتي في قيادة مجلس الأمن، كان محل تقدير من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، ووصفوه بالمهنية والشمول، كما أشاد به خبراء ومسؤولون من مختلف دول العالم، لما تحقق من نتائج عظيمة كان لها أبلغ الأثر في توافق الآراء حول القضايا الأكثر أهمية على الساحة العالمية، الأمر الذي يؤكد دور الدولة الرائد ودبلوماسيتها النشطة، وطرحها القضايا التي تهم المنطقة والعالم بشفافية ووضوح.
ومن جانبها قالت صحيفة الخليج في افتتاحيتها بعنوان “مخاطر التطرف والعنصرية” ان ظاهرتا التعصب والكراهية أصبحت تهديداً مباشراً للأمن والسلام في العالم. وجاءت جريمة إحراق المصحف الشريف على يد متطرف في السويد لتقدم دليلاً حياً على تمادي هذا التيار في غيه وعدم التزامه بالحدود والأخلاق واحترام المقدسات، فهذه الواقعة المدانة لا علاقة لها بحرية التعبير، ولكنها تعبير عن رفض مقيت للغير، وعدوان سافر على مبادئ التعايش الإنساني الذي تدافع عنه الأديان وتقوم عليه الحضارات.
وأضافت الصحيفة انه ضمن فعاليات الأسبوع الثالث لمكافحة الإرهاب الذي انعقد مؤخراً في نيويورك، كانت دولة الإمارات حاضرة بمواقفها المعهودة، فدعت مجدداً إلى معالجة الأسباب الجذرية للتعصب والتطرف، باعتبار ذلك السبيل الأقوم لتحقيق التسامح والأمن والسلام، وبما يحقق رفاه الشعوب واستقرارها وينأى بها عن كوابيس الحروب والصراعات. والمشكلة التي تواجه العالم اليوم أن الخطابات المغالية في التطرف باتت لها منصات ومنابر لتروج لها خطاباتها وممارساتها، بل وتجد في أحيان كثيرة الحماية، كما حدث في واقعة الإساءة للقرآن الكريم في السويد.
ولفتت الصحيفة إلى ان الإمارات حذرت في كلمتها خلال مناقشة الأمم المتحدة، من أن تتنامى هذه السلوكيات إلى عمليات إرهابية ونزاعات مسلحة، لاسيما أن الكثير من الظواهر المزعزعة للاستقرار كان محركها التطرف وعدم قبول التعايش مع الآخر. ويأتي هذا التحذير في وقت تعرف فيه كثير من المجتمعات، ولاسيما المتقدمة منها، أزمات اجتماعية واقتصادية حادة. ومن شأن هذه الأوضاع أن تفاقم توجه بعض الفئات نحو التطرف والتعصب، وما قد ينجر عن ذلك من ممارسات تكرس الكراهية والعنصرية، وتشرعن للعنف في مرحلة أولى، ثم قد تتطور لاحقاً إلى حروب.
و أضافت “الخليج” ان الحربان العالميتان الأولى والثانية اندلعتا بسبب تضارب المصالح بين الدول الأوروبية الكبرى، وقد غذت ذلك التضارب خطابات الكراهية والعنصرية، وأدت إلى فواجع راح ضحيتها عشرات الملايين من الأبرياء. ومع تأسيس الأمم المتحدة وولادة الإعلان العالمي لحقوق الانسان بدأ التفاؤل ينتعش بأن يتم بناء مجتمع دولي يقوم على العدالة واحترام الآخر. واليوم يبدو أن تلك المبادئ والقيم يجري التخلي عنها ، وهو ما يستعيد ذكريات أليمة كانت قبل عقود، وظنت البشرية أنها تجاوزتها وودعتها إلى الأبد. ومن مؤشرات ذلك الصعود المتنامي للتطرف في أنحاء العالم، والاستعداد الكبير لاحتمال اندلاع حروب شاملة.
و أكدت الصحيفة ان الوضع الدولي الحرج يحتاج الى تضافر كل الطاقات والجهود لإنقاذ التعايش الإنساني من التردي في مهاوي التعصب والكراهية، كما يفرض عدم التسامح مع أي نزعات متطرفة تسعى إلى نبذ الآخر ووضع الحواجز والعوائق أمام دعوات التآخي والايمان بالعيش المشترك، وهذه الأهداف ليست بعزيزة إذا توافرت الإرادة وتم اختصار المسافات بين الثقافات والأديان والحضارات. واختتمت صحيفة الخليج افتتاحيتها مشددة على أن التنوع الذي تعرفه الإنسانية لا يمكن التنكر له لأنه يمثل خصوصيات وقيماً من الصعب اندثارها، ولذلك فإن الايمان بالمشترك هو صمام أمان المستقبل، وهو المسار الأقوم لسمو القيم الإنسانية ونبذ كل ما يدعو إلى التفرقة والعنصرية.
خلا
عماد العلي
المصدر: وكالة انباء الامارات