افتتاحيات صحف الإمارات اليوم

الشارقة فى 30 ابريل / وام / قالت صحيفة الخليج فى افتتاحيتها اليوم تحت عنوان “السودان.. وإنسانية الإمارات” انه منذ تفجر الأزمة المؤسفة في السودان، تصدرت الإمارات المساعي الإقليمية والدولية، لوقف إطلاق النار بين الطرفين المتصارعين وحضّهما على التفاوض، لإيجاد حل سياسي لهذه المعضلة، بالتوازي مع اضطلاعها بجهود إنسانية نجحت في وساطة تأمين الجنود المصريين في السودان، وإعادتهم سالمين إلى بلدهم، كما وُفّقت في إجلاء عدد من مواطنيها ورعايا 16 دولة، وقررت استضافة الفئات الأكثر احتياجاً من المرضى والأطفال وكبار السنّ والنساء.

وأضافت : في مجلس الأمن، كان صوت الإمارات الأعلى في الدعوة إلى وقف الأعمال العدائية والمسارعة بالحوار بين طرفي النزاع، واعتبار حماية المدنيين أولوية مطلقة، إلى جانب تسهيل جهود الإغاثة وعدم الإضرار بالمنشآت الطبية والمختبرات الصحية الحيوية. ويصدر هذا الموقف من رصيد دبلوماسي متراكم للإمارات، يمكّنها من أن تكون داعية للتهدئة وتغليب لغة السلام.

وقالت : ويشهد السودان، قبل هذا النزاع، أن الإمارات لعبت، وما زالت، دوراً رائداً في تقريب وجهات النظر بين فرقاء الأزمة ضمن اللجنة الرباعية، التي تضمها إلى جانب السعودية وبريطانيا والولايات المتحدة، وكذلك في آليات العمل المنبثقة عن الجامعة العربية، والأمم المتحدة والاتحادين الإفريقي والأوروبي ومنظمة «إيغاد» ودول الجوار السوداني. وعلى الجانب الإنساني، عملت الإمارات، خلال السنوات الماضية، على تقديم المساعدات العينية والمالية وسيّرت قوافل إغاثة من غذاء ودواء للمناطق المحتاجة في مختلف أرجاء السودان. وكانت جهودها المقدرة منسجمة مع مبدأ الدبلوماسية الإنسانية التي تسعى من خلاله الدولة إلى معالجة المحن والأزمات، بعيداً عن لغة القوة والسلاح وسفك الدماء، وهذا ما تفعله في السودان.

وخلصت إلى أن النهج الإماراتي المعلن للعالم أجمع، يؤمن بوجوب الوقوف مع الإنسان والانتصار إلى قيم السلم والتعايش في أي مكان، لاسيما إذا كان الأمر يتعلق بشعب شقيق مثل السودان الذي تربطه بالإمارات علاقات عريقة متجذرة، وتحفل بمواقف خالدة وعلامات مضيئة، ويشهد عليها تاريخ طويل من التعاون والتآزر والخير. وحين تشدد مواقف الدولة على ضرورة إنهاء هذه الدوامة من العنف والالتزام بوقف إطلاق النار، تريد أن تجنب السودان وشعبه ويلات عدم التوافق على حل هذه الأزمة، وما يستتبعها من زعزعة للاستقرار في هذا البلد وجواره الإفريقي على الخصوص، وهو جوار يعرف أوضاعاً هشة منذ سنوات، ويشهد أكثر من مشكلة بحاجة إلى حلول سريعة.