إنهاء معاناة الفلسطينيين يتطلب نهجاً شاملاً لحل الصراع
أكدت دولة الإمارات أن التعامل مع الأزمة الإنسانية التي يعانيها الشعب الفلسطيني الشقيق، وإنهاء معاناته يتطلب اعتماد نهج استراتيجي شامل لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ينهي دوامة العنف والكراهية والتطرف، ويقوم على أساس حل الدولتين، وقيام دولة فلسطينية مستقلة، تلبي تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة بالحياة الكريمة والآمنة.
وذكرت، في بيان صدر أمس، في ختام أعمال المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة، الذي عقد في مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات بمنطقة البحر الميت في الأردن، أن الشعب الفلسطيني يستحق اليوم أكثر من أي وقت مضى حكومة خبراء مستقلين ذوي كفاءة عالية، تعمل بشفافية وباستقلالية، ووفقاً للمعايير الدولية، وتحوز ثقة وتعاون المجتمع الدولي.
وأشارت دولة الإمارات إلى أن انعقاد المؤتمر يأتي في ظل الحرب الإسرائيلية التي تعصف بقطاع غزة منذ ثمانية أشهر، التي راح ضحيتها أكثر من 36 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وأدت إلى جرح ما يقارب 80 ألف فلسطيني، إضافة إلى تشريد أكثر من 78% من سكان قطاع غزة، وانهيار النظام الصحي، وتفاقم خطر المجاعة، وانتشار الأوبئة، داعية إسرائيل، بصفتها المسؤولة عن هذه الكارثة، إلى وقف فوري لكل الأعمال العسكرية، والتنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والامتثال لأمر محكمة العدل الدولية، والسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية والإغاثية لقطاع غزة بشكل عاجل ومستدام وبلا عوائق.
وأكدت دولة الإمارات، أنها تعاملت مع هذه الأزمة منذ بدايتها، وفق عدد من الأولويات الثابتة، أولاً، ضرورة التوصل لوقف فوري لإطلاق النار، والالتزام بحماية المدنيين بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ثانياً ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة دون عوائق أو قيود، وبشكل آمن وعاجل ومستدام، ثالثاً، الرفض التام لأي شكل من أشكال محاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني من أرضه، رابعاً، توحيد الجهود الدبلوماسية بما يؤدي إلى وقف الحرب والتوصل إلى خريطة طريق واضحة وملزمة تفضي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، تعيش في أمن وسلام وازدهار، جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل.
وأوضحت أنه بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وتماشياً مع نهج دولة الإمارات الإنساني الراسخ تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق، سارعت الدولة منذ بدء الأزمة في غزة إلى تقديم المساعدات الإغاثية والغذائية لسكان القطاع، وإطلاق عدد من المبادرات، وفي مقدمتها عملية «الفارس الشهم 3»، التي قدمت دولة الإمارات من خلالها 33 ألف طن من المستلزمات والمعدات العاجلة إلى غزة، بما في ذلك المساعدات الغذائية والصحية ومواد الإيواء، من خلال 319 طائرة، وسبع سفن شحن، وأكثر من 1240 شاحنة؛ كما أنشأت الدولة مستشفى ميدانياً في جنوب غزة، بالإضافة إلى مستشفى عائم في ميناء العريش المصري، اللذين أسهما في علاج أكثر من 27 ألف من المرضى والمصابين، كما تلتزم دولة الإمارات بعلاج 1000 طفل و1000 مريض بالسرطان في مستشفيات الدولة، مع التكفل بكامل نفقاتهم مع مرافقيهم.
وجاء في بيان دولة الإمارات، أنه وسعياً لضمان الأمن المائي والغذائي، قامت الإمارات بإنشاء ست محطات لتحلية المياه تعمل بطاقة 1.2 مليون غالون يومياً، لخدمة 600 ألف من أهالي غزة، كما تم إنشاء خمسة مخابز آلية لتلبية الاحتياجات اليومية لأكثر من 72 ألف شخص، وبذلك أصبحت دولة الإمارات أكبر مانح للمساعدات الإنسانية لقطاع غزة على المستوى الثنائي.
من جانب آخر، أوضح البيان أن دولة الإمارات استصدرت خلال عضويتها في مجلس الأمن الدولي، القرار رقم (2720) عام 2023، الذي طالب باتخاذ خطوات ملموسة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وضمان حماية موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني على أرض القطاع، واستحداث منصب كبير منسقي الشؤون الإنسانية، وإعادة الإعمار في غزة، الذي تتولاه سيغرد كاغ.
وشددت الإمارات على أهمية دور كاغ، في الاستجابة للأزمة الإنسانية في غزة، داعية جميع الأطراف المعنية إلى دعمها والتعاون والتنسيق معها، وكذلك مع آلية الأمم المتحدة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية التي يحتاجها المدنيون بشدة في القطاع.
وأكدت أنه «لاتزال الأولوية القصوى في هذه المرحلة تكمن في تحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، وفي هذا السياق، تشيد دولة الإمارات بالمقترحات التي قدمها الرئيس الأميركي جو بايدن، مثمنة هذه المساعي الرامية إلى وقف الحرب، وتدعو إلى التعاطي معها بشكل جاد وإيجابي، كما شددت الولايات المتحدة الأميركية على أهمية التزام إسرائيل بالمسار التفاوضي».
وأكدت دولة الإمارات دعمها وتقديرها لجهود الوساطة الحثيثة التي يبذلها الأشقاء في مصر وقطر.
وكان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، ترأس وفد الدولة في المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة.
وثمّن سموه دعوة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، والرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، وأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لعقد هذا المؤتمر، مؤكداً سموه أهمية بناء حراك دولي فاعل ومؤثر ومستدام لإغاثة الشعب الفلسطيني الشقيق.
كما أكد سموه، بهذه المناسبة، أهمية انعقاد هذا المؤتمر الذي يأتي في وقت تعاني فيه منطقة الشرق الأوسط التوتر وعدم الاستقرار، الأمر الذي أسهم في خلق أزمة إنسانية يعانيها اليوم أكثر من 2.3 مليون فلسطيني، وهو ما يتطلب بلورة استجابة إنسانية دولية فاعلة ومستدامة لهذه الكارثة الإنسانية.
وقال سموه، إن دولة الإمارات لديها التزام راسخ بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، وتقديم الدعم الإنساني اللازم له وبكل السبل الممكنة براً وبحراً وجواً للتخفيف من معاناته.
وأشار سموه، إلى أن العمل الدولي الجماعي هو السبيل لمعالجة هذه الأزمة الإنسانية المتفاقمة، مؤكداً حرص دولة الإمارات على العمل مع كل الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي، بهدف توفير الإغاثة الإنسانية اللازمة للشعب الفلسطيني الشقيق بوتيرة متسارعة، وعلى نحو آمن ومستدام.
ولفت سموه، إلى دور الأمم المتحدة المهم بالتنسيق مع الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي، لإيجاد أفق سياسي جاد لإعادة المفاوضات لتحقيق السلام الشامل القائم على أساس «حل الدولتين»، مؤكداً الحاجة الملحّة إلى تضافر الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء التطرف والتوتر والعنف في المنطقة، والدفع نحو مسار السلام والاستقرار والتنمية لمصلحة شعوبها.
. الدولة أنشأت مستشفى ميدانياً في جنوب غزة ومستشفى عائماً بميناء العريش المصري.
. 33 ألف طن من المستلزمات والمعدات العاجلة قدمتها الدولة إلى غزة من خلال عملية «الفارس الشهم 3».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
المصدر: الإمارات اليوم