أيام الشارقة التراثية تؤكد أهمية التجديد و التطوير مع المحافظة على الأصول
الأربعاء، ٨ مارس ٢٠٢٣ ٨:١٦ م
الشارقة في 8 مارس / وام / أكد سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث رئيس اللجنة العليا المنظمة لأيام الشارقة التراثية أن شعار الدورة الحالية لأيام الشارقة التراثية والمتمثل في (التراث والإبداع) يحتم علينا طرح ومناقشة تساؤلات مهمة ومعمقة حول تطبيق هذا الشعار وكيفية سبر أغوار العلاقة القلقة بينهما على اعتبار أن الكثير من الباحثين والعاملين يضعون خطًا أحمر يمنع تطوير التراث من خلال الإبداع كمفهوم وأسلوب وممارسة ويرون أن إقحام الإبداع في الشأن التراثي يؤدي إلى نسف كينونة ومكانة التراث.
جاء ذلك ضمن سلسلة الجلسات الثقافية في مهرجان أيام الشارقة التراثية المقامة حالياً في قلب الشارقة و تستمر حتى 22 مارس الجاري تحت عنوان (الإبداع والتراث من حيث المفهوم والسياق) تحدث فيها سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلم و الدكتور ماجد أبوشلبي الأمين العام للمنتدى الإسلامي بالشارقة وسعادة الدكتور أحمد بهي الدين رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب.
وأشار المسلم إلى أن الآباء والأجداد اعتمدوا في أسلوب حياتهم على استخدام العديد من الوسائل التقليدية والمقتنيات القديمة في البيوت والمزارع والسواحل إلاّ أنهم لم يغلقوا الباب أمام الأدوات الجديدة والمواد الخام التي تساعدهم في تطوير حياتهم وتحقيق المنفعة لهم ، لافتًا إلى إمكانية قبول استخدام المواد الخام الجديدة لأهداف وظيفية دون إلغاء الأصل وهو ما ينطبق بصورة مقارنة في تطور الحرف التقليدية والأدب الشعبي وكذلك الفنون التشكيلية التي مرت بأطوار ومراحل عديدة وصولاً إلى مرحلة ما بعد الحداثة.
وأوضح أن التراث المستدام يستوعب التطور والتجديد والإبداع طالما حافظ على القواعد والقوالب الأساسية والصورة الواقعية له ولم يخرج عن مفهومه الأصلي حيث لا يمكن قبول مفاهيم ما بعد الحداثة التي تنسف كل الأساسات القيمية والبديهيات المعرفية والتراثية والإبداعات البشرية السابقة بل وتسعى للعودة إلى البدائية الأولى من خلال التخلص من الإرث الإنساني القديم.
و قدم الدكتور ماجد أبوشليبي خلال الجلسة مقارنة نوعية حول المدن المبدعة وتجربة مدن إمارة الشارقة في الحفاظ على التراث الإسلامي والعربي موضحا إن الحديث عن الفعل الإبداعي على مستوى التطور الحضري والعمراني يرتبط بعدد من المضامين ذات العلاقة بالتراث ومنها مصطلحات الإبداع والاستلهام والتوظيف وغيرها.
ولفت بوشليبي إلى عبقرية المكان في منطقة الشارقة القديمة والتي يضمها قلب الشارقة الآن وتتجلى هذه العلاقة الإبداعية عندما نعود بالذاكرة إلى الإرهاصات الأولى في هذه البيئة المحدودة من حيث المساحة والرحبة ،من حيث التنوع والحراك والنشاط في مختلف الجوانب فهذه المنطقة والتي تسمى المريجة شهدت أولى بدايات التعليم في الخليج وفيها انطلق أول نادٍ ثقافي وخرج منها أول إصدار إعلامي وجرى فيها أول تصوير فوتوغرافي في حوالي عام 1860م وضمت أول سوق ذات بناء في الشارقة بل كانت ساحة للباعة المتجولين ووجهة لأصحاب الصناعات التقليدية والحرف وواحة للشعراء وملتقى للكثير من القوافل العابرة من شرق الإمارات وغربها.
وأشار إلى أن هذا التنوع صاحبه تجانس اجتماعي بين مختلف الأجناس والجنسيات في المنطقة ومن ثم فهو يشكل عبقرية خاصة ما زالت مستمرة إلى الآن وهي مدعمة بسياسات ثقافية ناجحة في الإمارة فإلى جانب الأيام التراثية تزخر أجندة المكان بالعديد من المهرجانات الإبداعية الأخرى مثل أيام الشارقة المسرحية وبينالي الشارقة ومتاحف الفنون.
و طرح الدكتور أحمد بهي الدين عدة تساؤلات مهمة حول مدى حاجة مستقبلنا على المديين القريب والبعيد إلى التراث ومدى جاهزية الأجيال القادمة للتعامل مع التراث مشيرًا إلى وجود اختلاف في الرؤى في جدوى استخدام المصطلحات التقليدية القديمة وقبولها ورفضها.
وتحدث بهي الدين حول اتفاقية التراث الثقافي غير المادي الذي أعلنته منظمة اليونسكو في عام 2003 وأثرها في إعادة اهتمام الحكومات بعناصر هذا الموروث لديها وسعيها لتطويرها وتسجيلها في قوائم اليونسكو .
عماد العلي/ بتول كشواني
المصدر: وكالة انباء الامارات