أم سعيد.. «نمبر ون» في الطب الشعبي
يحتل الطب الشعبي أو «التقليدي» مكانة كبيرة في دولة الإمارات العربية المتحدة، فهو مجال متأصل في مجتمعها، وقد مارسه الأجداد وتوارثته الأجيال.
ومن أشهر وارثيه الوالدة «أم سعيد»، الملقبة بـ«حكيمة الطب الشعبي».
تستقبل «أم سعيد» مرضاها في بيتها، في حي المزهر بدبي، بزيها الشعبي، وببشاشة وترحاب يعكسان كرم المرأة الإماراتية وحفاوتها بضيوفها. وتقدم لهم النصائح والأعشاب، مستفيدة من الخبرة الطويلة في مجال «الطب الشعبي» الذي ورثته عن والدها، إذ كانت تراقبه عن كثب طوال سنوات طفولتها، وحرصت على تعلم كل ما يخص هذا المجال منه، حتى اكتسبت خبرة كبيرة، أهلتها لتكون أحد أشهر المعالجين بالطب الشعبي في الإمارات، أو كما يلقبها بعض العارفين «نمبر ون» في هذا المجال.
وتؤكد «أم سعيد» انتشار «الطب الشعبي» واستمراره، قائلة إنه كان الوسيلة الأولى للآباء والأجداد، للتداوي، نظراً لقلة المستشفيات والأطباء في ذلك الوقت، واليوم كذلك هناك من يتعالج بالأعشاب التي تعد «علاجاً لكل داء». وعلى الرغم من عدم معرفة «أم سعيد» بالقراءة والكتابة، إلا أنها تستعين بكتاب تركه لها والدها في مجال «الطب الشعبي»، دوّن فيه الوصفات التي طبقها، كما تستعين بأبنائها للتواصل مع من يرغب في التداوي لديها.
وتتابع أنها ساعدت في علاج أمراض مثل تكيس المبايض والأكزيما والبهاق وأمراض جلدية أخرى.
ويقصد «أم سعيد» يومياً عشرات المرضى، من مختلف الدول. وتستخدم القسط الهندي في العديد من علاجاتها، كعلاج احتقان البلعوم وآلام المعدة. وتنصح الجميع باستخدامه في معالجة كثير من الأعراض.
وذكرت «أم سعيد» قصصاً مؤثرة حول العديد من الحالات، بعدما وصل أصحابها إلى مرحلة اليأس. وعزت كثرة الأمراض في وقتنا الحالي إلى النمط الغذائي السيئ الذي يتبعه الكثيرون، وإلى طريقة الطهي التي تعتمد على مواد ضارة بالصحة، مشيرة إلى أن «أهل زمان كانوا يعتمدون في غذائهم على حليب الإبل والتمر، مع تناول منقوع الأعشاب للحصول على فوائده، إضافة إلى استخدام الحجامة كطرق طبيعية للعلاج».
ونصحت «أم سعيد» الأجيال الحالية بتناول الأطعمة الصحية، والابتعاد عن الأطعمة المصنعة والسريعة، إضافة إلى ممارسة الرياضة، وكثرة الحركة، للابتعاد عن المرض قدر المستطاع. كما نصحت الشباب بشكل خاص بالابتعاد عن التدخين وتناول الهرمونات والبروتينات التي تستخدم لبناء العضلات.
وأشارت «أم سعيد» إلى بساطة وجمال الحياة في الماضي، حيث كانت المرأة تتحمل الصعاب دون شكوى، وتقوم بمهامها في المنزل وتربية أولادها، والوقوف جنباً إلى جنب مع زوجها، وتعلم مهارات جديدة، وممارسة بعض المهن. وأوصت الفتيات الإماراتيات بأن يكن قويات كأمهاتهن وجداتهن، لمواجهة صعوبات الحياة، والاستمرار بالعطاء، لأنهن أساس نجاح المنزل والمجتمع.
موقف طريف
من المواقف الطريفة التي تستذكرها الوالدة «أم سعيد» خلال مشوارها في علاج الحالات المرضية، حالة زوج قدِم إليها مع زوجته التي كانت غير قادرة على المشي، نتيجة إصابتها في العمود الفقري، ما اضطره لحملها.
وتضيف: «بعد ساعة من العلاج والمسح على مكان الألم باستخدام الحجر الساخن وزيت الزيتون وتناول بعض الأعشاب، خرجت المرأة تركض، وزوجها يطلب منها أن تتمهل».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
المصدر: الإمارات اليوم