اخبار الإمارات

«أسبوع قبل الإجازة».. مدارس تواجه غياباً جماعياً مبكراً

بدأت مدارس حكومية وخاصة في تنفيذ استراتيجيات تعليمية لتقليل نِسَب الغياب خلال الفترة المتبقية من الفصل الدراسي الثاني «أسبوع قبل الإجازة»، وأرسلت تعاميم إلى المعلمين طالبتهم فيها بتنفيذ خطط تعليمية فردية، وخلق جو من البهجة في المدرسة، وتنفيذ حصص دراسية مرنة، لتجنب الملل وفقدان شغف الدراسة، فيما أكّد تربويون أن مدارس أشهرت «بطاقة صفراء» في وجه المعلمين المتكاسلين، وذوي الطلبة المشجعين على الغياب، لمواجهة الظاهرة المتكررة سنوياً، وطالبوا بإقرار لائحة خاصة بالحضور والغياب تتضمن عقوبات تربوية وغرامات مالية.

وتفصيلاً، اعتاد أغلب الطلبة على اعتبار أيام الدوام المدرسي بين العطل، وقبل الأعياد، ونهاية الفصول الدراسية، عطلة، ويدفعهم إلى ذلك اتفاق بينهم، وتمهيد من المدرسين بأنه في حال قلة عدد الحضور لن تكون هناك دروس، ما يشجع الطلبة على «الغياب الجماعي»، إلى حد أصبحت معه عادة مستمرة، استسلمت لها بعض المدارس.

وطالبت مدارس، المعلمين، عبر تعاميم رسمية، بتنفيذ خطط تعليمية مبتكرة، لمواجهة الغياب الجماعي المتوقع للطلبة، خلال الأسبوع السابق للإجازة الذي من المفترض أن يبدأ الإثنين المقبل 17 مارس، ومنع الغياب الفردي خلال الأسبوع الجاري، والعمل على تجنب الملل وفقدان الشغف وخلق جو من البهجة خلال الحصص، مشيرة إلى تنظيم لجان رصد ومراقبة لأداء المعلمين خلال هذه الفترة، وفتح تحقيقات ضد المقصرين للوقوف على أسباب غياب الطلبة في صفوفهم.

كما وجّهت مدارس إنذارات بعدم الغياب إلى أولياء أمور الطلبة، اطلعت «الإمارات اليوم» عليها، أكدت فيها أهمية انتظام الطلبة في الحضور إلى المدرسة حتى آخر يوم في الفصل الدراسي الثاني، حيث يُعد التغيب عن المدرسة من دون عذر مقبول في أي وقت، بما فيه قبل وبعد الإجازات والعطل ونهاية الأسبوع وقبل الامتحانات، من مخالفات الدرجة الثانية (متوسطة الخطورة)، مشيرة إلى مراقبتها التزام الطلبة بالدوام المدرسي وعدد أيام غيابهم، ولن تتهاون في توقيع الجزاءات المنصوص عليها بحق المخالفين.

وأكّد التربويون: أحمد جودة وإيمان فراج وليلي عراقي لـ«الإمارات اليوم» أن مدارس أشهرت «بطاقة صفراء» في وجه الطلبة وذويهم، في محاولة جادة منها لإيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة الانضباطية ورفع الوعي، وتعزيز النظرة الإيجابية نحو المدرسة والدراسة، مشيرين إلى خطورة ترك ظاهرة الغياب الجماعي خلال الأسبوع السابق للإجازة في كل فصل دراسي، من دون معالجة، حيث يترتب عليها خسارة كبيرة في التحصيل الطلابي، وتأثر المخرجات التعليمية النهائية، وهدر مالي وتربوي، كما يعتبر الطلاب الذين تبلغ نسبة غيابهم 10% أو أكثر من عدد الأيام الدراسية السنوية مصدر قلق من إمكانية استكمال مشورهم الدراسي دون عثرات.

فيما أشار المعلمون: عصام دجاني وسناء حامد وأشرف خليل ويوسف عزب، إلى أن «هناك مدارس تكرر هذه الخطط كل عام قبل نهاية الفصول الدراسية وإجازات الأعياد والعيد الوطني، وفي نهاية الأمر تبوء معظمها بالفشل، وتستسلم بعض المدارس في النهاية للأمر الواقع»، لافتين إلى أن الأمر يتطلب معالجة من كل الأوجه وإيجاد الرادع القوي لتكاسل الأهل عن إلزام الطلاب بالدوام المدرسي، ومنع المعلمين من التشجيع بشكل مبطن للطلبة على الغياب، وإلزام إدارات مدارس بالعمل الجاد على مواجهة الغياب.

وأجمعوا على أهمية إعادة النظر في ظاهرة الغياب الجماعي، ووضع خطة ودراسة مستفيضة حول أسبابها وطرق معالجتها، إضافة إلى إقرار لائحة مدرسية خاصة بالحضور والغياب، تكون ملزمة لولي أمر الطالب بإحضاره خلال أيام الدوام الرسمية للمدرسة في حال عدم وجود عذر طبي، وتتضمن عقوبات تعليمية ومالية (فصل الطالب في حال الغياب غير المبرر ثلاثة أيام متتالية أو خمسة متباعدة، ووضع رسوم مالية مرتفعة لإعادة قيده في المدرسة)، وما يتحمله ولي الأمر قانوناً في حال شجّع أبناءه على عدم الالتزام بالدوام المدرسي.

وتضمنت المقترحات العودة إلى نظام الفصلين الدراسيين، لتقليل عدد شهور السنة الدراسية مع الحفاظ على عدد أيام التمدرس.

فيما أشارت وزارة التربية والتعليم، «في لائحة السلوك الطلابي»، التي اطلعت «الإمارات اليوم» على نسخة منها، إلى أن التغيب عن المدرسة دون عذر مقبول في أي وقت، بما فيه قبل وبعد الإجازات والعطل ونهاية الأسبوع وقبل الامتحانات يُعد من مخالفات الدرجة الثانية «متوسطة الخطورة»، وتخصم أربع درجات في حال الغياب للمرة الأولى، وثماني درجات في حال التكرار مع تطبيق إجراءات اللائحة التي تشمل إصدار التنبيه الخطي الأول، وتوقيع الطالب على تعهد بعدم تكرار المخالفة، وفي اليوم التالي للمخالفة يتم استدعاء ولي أمر الطالب، وتوقيعه على اتفاقية بتعديل سلوك ابنه، وفي حال التكرار إيقاف الطالب مؤقتاً بما لا يزيد على يومين، مع تكليفه بواجبات دراسية داخل المدرسة، وإصدار الإنذار الكتابي الثاني بحق الطالب وولي أمره، وتنفيذ مجموعة الاستراتيجيات لتعديل سلوك الطالب.

فيما أكّدت دائرة التعليم والمعرفة، في أبوظبي أنها تراقب التزام الطلبة بالدوام المدرسي وعدد أيام غيابهم، وتتعاون في هذا الإطار مع الجهات المعنية، بما في ذلك مركز حماية الطفل، وهيئة الرعاية الأسرية، لضمان التزام الطلبة بالدوام المدرسي وحصولهم على فرص التعليم المتكافئة، عملاً بنصوص القوانين والأنظمة ذات الصلة. وفي إطار هذا التعاون، تحيل الدائرة الحالات التي يتجاوز فيها تغيّب الطلبة 30 يوماً من دون عذر، إلى هيئة الرعاية الأسرية للتواصل مع أولياء الأمور واتخاذ الإجراءات اللازمة، بغض النظر عن إجراءات المدرسة وعدد أيام الغياب المسموح بها بموجب سياساتها المعتمدة.


تحليل نفسي

ربط الطبيب النفسي، أحمد السيد، ظاهرة الغياب المدرسي بعلاقة الطالب بالمدرسة وشعوره بالانتماء إليها، قائلاً: «كلما اضطربت علاقة الطالب بالمدرسة، كان ذلك أحد الأسباب المؤدية إلى ظاهرة الغياب المدرسي»، وحدد عدداً من الأسباب النفسية التي تدفع الطالب إلى الغياب، أهمها التمرد على نظام المدرسة، ومحاولة كسر الروتين اليومي، وسوء العلاقة بين الطالب وزملائه بالمدرسة أو مع المعلمين، والقلق عند الطالب مثل الخوف الشديد من الامتحانات، والإحساس بالاضطهاد والشك في الآخرين، ويترتب على ذلك أن الطالب المتغيب يصبح بمستوى أقل كفاءة لأنه لم يحضر الكثير من الدروس.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

المصدر: الإمارات اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *