أب يحرم أطفاله من حقوقهم «لمشاكسة الأم»
أصرّ أب على حرمان أبنائه من إصدار أوراقهم الثبوتية، الفعل الذي يجرّمه القانون، ويعتبره أحد أنواع الإيذاء، ويصنفه بأنه «انتهاك لحقوق الطفل»، وفقاً لقانون حماية الطفل «وديمة»، في وقت صبرت فيه الأم على جوره، ورضيت بمشاركة ضرتها المنزل
نفسه، للتمكن من رعايتهم، وضمان وجودهم بالقرب من والدهم، لتستمر معاناتها لمدة ثلاث سنوات، حتى تم تسجيل بلاغ عن الوضع النفسي السيئ لأطفالها في قسم حماية الطفل في هيئة تنمية المجتمع في دبي، التي باشرت بالتدخل الفوري، ووضع خطة لإنقاذ الأم والأطفال.
وفي تفاصيل القصة التي روتها الهيئة لـ«الإمارات اليوم»، بدأت المرحلة الثانية من معاناة الأم في علاقتها مع زوجها بعد وقوع الطلاق، إذ بدأ نوع جديد من الخلافات، بعد أن أدى انعدام الحوار بين الزوجين، والمشاجرات اليومية بينها، إلى الطلاق، نتيجة عدم تحمل الأب لمسؤولياته، وهروبه الدائم من الاعتناء بأطفاله ورعايتهم.
وقالت الهيئة إن الأم عانت من مطلقها الذي أمعن في الإساءة إليها، رغم أنها تحملت البقاء في المنزل
نفسه الذي يسكن فيه مع زوجته الثانية وابنته، بعد الفصل بينهما بحاجز قسمه إلى منطقتين، ليجوز لها العيش مع مطلقها في سبيل إبقاء أبنائها الأربعة بالقرب من والدهم.
واستمر الأب في عناده ومشاكسته للأم الحاضنة لأربعة أطفال، فصار يضغط عليها، ويعرقل إمكانية متابعتها لشؤون أطفالها، إذ رفض تسليمها الأوراق الرسمية للأطفال، مع علمه بحاجتها الماسة لها حتى تتمكن من تسجيلهم في المدارس، وفتح الملفات الصحية المطلوبة للعلاج والمتابعة الطبية، إضافة إلى إتمام الإجراءات الحياتية الأخرى.
وبدأ فريق هيئة تنمية المجتمع في دبي بدراسة الحالة، ورصد كل المعطيات والظروف المحيطة بعلاقة الطليقين، كما ركز الفريق على فهم ما يعانيه الأطفال من مشكلات نفسية، الذي أعقبه وضع خطة للتفاوض مع والد الأبناء، وإقناعه بضرورة تسليم الأم جميع الأوراق التي تساعدها في تخليص معاملات الأبناء في المدارس أو المستشفيات.
وواصل الفريق عقد الجلسات مع الأب لإقناعه بضرورة قيامه بمسؤولياته تجاه أبنائه، والتعاون مع والدتهم لحل أي مشكلة تواجههم، وضمان عدم تقصيره بواجباته الأبوية، حتى لا يؤثر ذلك على استقرارهم النفسي أو تحصيلهم الدراسي. ونجح الفريق بعد عقد جلسات
عدة بإقناع الأب الذي تجاوب بإحضار جميع المستندات اللازمة، وأبدى تعاونه مع فريق الهيئة في أي وقت، لتنتهي بذلك معاناة أم وأبنائها، دامت ثلاث سنوات، شهدت الكثير من المشكلات والتعقيدات، لعدم وجود جهة تدخل محايدة تدعم الأسرة والأطفال الذين عانوا خلافات الطلاق، تماماً كما عانوا من قبل أزمات ومشاجرات الزواج.
النأي بالأبناء عن الخلافات الزوجية
شدد مدير إدارة التلاحم الأسري في هيئة تنمية المجتمع في دبي، الدكتور عبدالعزيز الحمادي، على وجوب النأي بالأطفال والأبناء عن الخلافات الزوجية، وعدم استغلالهم في إشعال فتيل الأزمات بينهما. وقال لـ«الإمارات اليوم» إنه يأسف لما يعانيه الأبناء من أضرار نفسية وصحية جراء عناد وإمعان الأبوين في إهمالهم، واستخدامهم في الانتقام من بعضهما، مؤكداً أن ذلك لا ينسجم ولا يتسق مع المبادئ الإنسانية والدينية التي تنص على الإبقاء على الاحترام والمودة والرحمة في التعامل بين الزوجين، حتى بعد الانفصال والطلاق.
تم إنقاذ الأطفال بعد 3 سنوات نتيجة بلاغ إلى «تنمية مجتمع دبي».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
المصدر: الإمارات اليوم