اخبار الإمارات

“أبوظبي للكتاب ” يناقش أهمية السير الشعبية في تراثنا الثقافي

أبوظبي في 26 مايو /وام / نظم معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2023 ضمن فعاليات برنامجه الثقافي جلسة حوارية بعنوان ” كشف الكنوز الخفية.. كيف حفظت السير الشعبية تراثنا الثقافي” بمسرح آيا صوفي.
شارك في الندوة الدكتور محمد شحاته العمدة باحث في التراث الشعبي و الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث وأدارت الجلسة الدكتورة ضياء الكعبي أكاديمية وناقدة .
تطرقت الدكتورة ضياء حول موضوع السير الشعبية العربية وقالت هي نص ثقافي منفتح على مختلف ما أنتجه الإنسان العربي في تاريخه في شتى المجالات الثقافية والسياقات الحضارية للذات العربية في مختلف بناها الذهنية والفكرية كما تمثل مجالا للبحث عن المتخيل العربي الإسلامي بوصفه خزانا رمزيا مؤسسا لأنساق ثقافية فعالة شكلت النظرة إلى الذات والآخر في الثقافة العربية الإسلامية والسير الشعبية العربية من خلال أرشيفها الضخم وضخامة متونها التي تصل إلى آلاف الصفحات ،وهي أحد المكونات الرئيسة للسرد العربي القديم بسبب أنها تنتمي، حسب الفرز النخبوي العربي القديم إلى ثقافة العامة.
وقال الدكتور عبد العزيز المسلم إن السيرة الشعبية تختزن التاريخ والجغرافيا والادب والشعر وغيرها في بناء سردي طويل ومستمر كما تمثل مجالا للبحث عن المتخيل العربي حيث تعتبر السيرة من اهم الاجناس الأدبية في التراث الشفهي .
وأضاف ان الاستدامة في السيرة الشعبية تؤكد على الكثير من المعطيات البيئية والعلاقات الاجتماعية التي تضمن سلامة المجتمع وسلامة البيئة .. مؤكدا جهود معهد الشارقة للتراث كمؤسسة عربية تحت مظلة اليونسكو يسهم بشكل كبير في الحفاظ على الرواة ويدعمهم في نشر النتاجات المتعلقة بالصيغ الشعبية والسرد الشفهي .
وأشار إلى السير الشعبية في منطقة الخليج وتساءل هل ما زالت موجودة عند بدو الحضر في منطقة “الزيد” وقال إن السيرة فيها كثير من الإضافات والراوي في الخليج يختلف عن الراوي في دمشق، أو مصر لأنه هناك قارئ يروي شفهيا لكن عندما التقى البحارة في الخليج نقل الرواة السيرة الهلالية التي أثرت حتى في الشعر مثل “البحر الهلالي” وهو البحر الذي لا يستطيع أن يكتب به إلا الشعراء الكبار، وفيه (المهمولة) أي أنه يهمل قافية الشطر الأول ويصوغه من قافية واحدة.
وأضاف الدكتور المسلم أن السيرة الذاتية أخذت الكثير من الحكايات التي لا تمت للسيرة الهلالية، ومن أهم الأمور التي يجب أن يراها الباحث هو السرد الروائي الذي يعتمد على سرد الرجال بينما الحكايات الشعبية تكون من تقديم النساء، وفيها الخرافة.

من جهته قال الدكتور محمد شحاته العمدة ان السير الشعبٌية هي نتاج تاريخ وقيم وأخلاق وأحلام وعادات وتقاليد ومعتقدات الشعوب في الأزمنة الماضية فمثلا بعضها رصد الحروب والصراعات التي دارت بين القبائل قديما على الماء والكلأ كما حدث في هجرة بني هلال لأرض تونس.

وذكر ان بعضها يرصد الحوار بين الشعوب والأجناس المختلفة محاولا كل طرف أن ٌينتصر وٌيرد اعتباره كما حدث فًي سيرة ” فيروز شاه الفارس ” الذي عشق فتاة عربٌية وهي عين الحياة ابنة ملك اليمن ، وبعضها يغوص بنا في الخيال بين عالم الجن والإنس كسيرة ” سيف بن ذي يزن” والذي تربى بين الجن وكانوا يحاربون معه وكان له حصان سحري. وبعضها ٌيؤرخ للتارٌيخ الشفهي للقبائل مثل سيرة ” الزيز سالم ” التي تؤرخ لحرب البسوس التي استمرت 40 سنة والتي تشير لعادة الثأر عند العرب.
وأشار إلى أن السيرة الذاتية العربية حافظت على الثقافات العربية وكانت حائط الصد في هذه الأمور .. لافتا إلى ان الذي جعل السيرة الهلالية مشهورة هو تعدد السير ، ومن خلال التداول الشفهي الذي شكل أساس التداول فيها والتفاعل عند رواية السير.

عماد العلي/ ريم الهاجري

المصدر: وكالة انباء الامارات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *