وسّع مركز النقل المتكامل، التابع لدائرة البلديات والنقل في أبوظبي، نطاق تشغيل خدمات مركبات الأجرة ذاتية القيادة ليشمل جزيرتَي الريم والمارية، بالتعاون مع شركة “وي رايد”، المتخصصة في تقنيات القيادة الذاتية، وعبر منصة “أوبر” وشركة “تواصل للمواصلات” كمشغل محلي لهذا المشروع، وذلك في إطار إستراتيجية مجلس الأنظمة الذكية ذاتية الحركة.

وتندرج هذه المبادرة في إطار دعم جهود إمارة أبوظبي لتطوير منظومة نقل مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتعزيز مكانتها كوجهة رائدة إقليمياً في مجالات التنقل الذكي والابتكار، ضمن إستراتيجية أبوظبي للنقل الذكي الهادفة إلى إنشاء بيئة نقل مستدامة وذكية لسكان الإمارة وزوارها.

وبهذا التوسع أصبحت خدمات مركبات الأجرة ذاتية القيادة تشمل نصف المناطق الرئيسية في أبوظبي، ما يدعم الرؤية الإستراتيجية لأبوظبي لجعل 25% من الرحلات في الإمارة تعتمد على النقل الذكي بحلول عام 2040.

وتهدف الخدمة إلى تشغيل المركبات ذاتية القيادة في جزيرتي الريم والمارية، وهما من أكثر مناطق أبوظبي كثافة سكانية، وتُعدّان من المراكز الحيوية في القطاعات المالية والسكنية والتجارية، إذ تُوفر الجزيرتان، بفضل أنماط الحركة المرورية المعقدة والكثافة العالية للمركبات، بيئة مثالية لاستعراض كفاءة تقنيات “وي رايد” المتقدمة، في حين تُسهم هذه الخطوة في تلبية الطلب المتزايد على حلول تنقل موثوقة ومتاحة بسهولة، في ظل التحديات المرورية المتزايدة.

ويأتي هذا استكمالا لخدمات مركبات الأجرة ذاتية القيادة المتوفرة حالياً في جزيرتي السعديات وياس وعلى الطرق المؤدية إلى مطار زايد الدولي، وهو جزء من خطة التوسعة الحالية للأسطول ونطاق العمل لمشروع التنقل الذكي في الإمارة.

ومنذ إطلاق هذه الخدمة على منصة “أوبر” في ديسمبر 2024، تضاعف حجم أسطول مركبات الأجرة ذاتية القيادة ثلاث مرات، ويعمل مركز النقل المتكامل حالياً على توسعة نطاق الخدمة لتشمل مناطق إضافية في جزيرة أبوظبي، ما يوفر تغطية أوسع ويعزز فاعلية منظومة التنقل الذكي في الإمارة، لتهيئة البيئة التشغيلية اللازمة للتشغيل التجاري للمشروع، تحقيقاً للأهداف الإستراتيجية للتحول الذكي في قطاع النقل.

ومن خلال دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي وحلول التنقل المستدام في القطاعات الحيوية، ترسّخ أبوظبي مكانتها نموذجاً رائداً لمدن الشرق الأوسط التي تسعى إلى تحقيق التنمية الحضرية الذكية.

وقال الدكتور عبدالله الغفلي، مدير عام مركز النقل المتكامل بالإنابة، إن هذا التوسع يمثل محطة مهمة في مسيرة أبوظبي نحو تحقيق رؤيتها لمنظومة نقل أكثر ذكاء وأمانا، مؤكدا الالتزام بتبني الحلول المبتكرة والمستدامة لتعزيز شبكة النقل وتحسين جودة حياة السكان وتسريع وتيرة هذا التقدم وتحسين تجربة النقل للجميع بالتعاون مع الشركاء الإستراتيجيين.

وقالت جينيفر لي، المديرة المالية ورئيسة القسم الدولي في وي رايد: تُعد جزيرتا الريم والمارية من المناطق الحيوية ذات الطلب المرتفع، وتشكلان بوابتين إستراتيجيتين إلى أبوظبي، ويُتيح هذا التوسّع الوصول إلى شريحة أكبر من الركاب، واستعراض التقنيات المتطورة في بيئات حضرية معقدة، وتعزيز حضور المركبات ذاتية القيادة على نطاق أوسع في مختلف أنحاء الإمارة.

وأبدى محمد جردانة، رئيس قسم التنقل الذاتي في أوبر الشرق الأوسط تطلعه إلى جعل المركبات ذاتية القيادة متاحة لعدد أكبر من الأشخاص في الإمارة، متوقعا أن يكون عام 2025 هو العام الذي تصبح فيه تقنية المركبات ذاتية القيادة واقعاً يومياً للجميع.

جدير بالذكر أن أبوظبي رسّخت موقعها الريادي في مجال النقل الذكي باعتبارها أول مدينة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تُشغّل مركبات ذاتية القيادة تجارياً، وتمتلك حالياً أكبر أسطول تشغيلي يضم 44 مركبة تعمل في عدد من المواقع الحيوية ضمن المدينة.

ويعكس هذا التوسع نجاح الشراكات الإستراتيجية التي تقودها أبوظبي مع نخبة من الشركات الرائدة عالميًا في مجالات التكنولوجيا والنقل، مثل “وي رايد” و”سبيس42″ و”أوبر” و”تواصل للمواصلات”، بما يسهم في تطوير بنية تحتية متقدمة لمنظومة التنقل الذكي.

كما تُعد “وي رايد” من أبرز شركات التكنولوجيا المتخصصة في تقنيات القيادة الذاتية، وتمتلك في أبوظبي أكبر أسطول تشغيلي لها خارج الولايات المتحدة والصين، ما يؤكد مكانة الإمارة كمركز رائد للابتكار في مجال النقل ويعكس رؤيتها في تطوير منظومة تنقل ذكية تدعم أهداف التنمية الحضرية المستدامة.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

المصدر: الإمارات اليوم

شاركها.