أبناء ينفقون آلاف الدراهم على تعديل المركبات.. وآباء يساندونهم في «الخطأ»
سجلت شرطة دبي 4533 مخالفة إحداث ضجيج وتعديل مركبات، كما حجزت 1195 مركبة بسبب هاتين المخالفتين، خلال العام الماضي، بواقع 2172 مخالفة قيادة مركبة تسبب ضجيجاً، وحجز 116 مركبة للسبب ذاته، مقابل 2361 مخالفة إحداث تغييرات في المحرك، وحجز 1079 سيارة.
وكشفت شرطة دبي خلال مؤتمر صحافي، أمس، عن اتخاذ تدابير صارمة حيال مرتكبي هاتين المخالفتين، في ظل تلقي شكاوى عدة من أفراد بالمجتمع، أكدوا معاناتهم الانزعاج والقلق بسبب هذه الممارسات، لافتة إلى أن هناك شباباً ينفقون آلاف الدراهم على هذه التعديلات غير القانونية، ويساندهم آباؤهم، ويتوسطون للإفراج عن السيارات المحجوزة، أو لخفض المخالفات.
وقال نائب مدير الإدارة العامة للمرور، العميد جمعة بن سويدان، إن الإدارة سجلت 327 مخالفة إحداث تغييرات في محرك المركبة، وحجزت 250 سيارة، كما سجلت 230 مخالفة قيادة مركبة تسبب ضجيجاً، وحجزت 19 سيارة، منذ بداية العامة الجاري، مؤكداً أن تكرار هذه المخالفات يعرّض أصحابها لإجراءات أكثر تشدداً.
وشرح أن هناك مركبات رياضية وفارهة غير معدلة، تصدر أصواتاً عالية وفق طريقة تصنيعها، مشيراً إلى أن هناك حالات محددة تتم فيها مخالفة هذه السيارات، مثل تعمد إصدار ضجيج عند الإشارات أو في المناطق السكنية على سبيل الاستعراض.
وأفاد بن سويدان خلال إطلاق الحملة المرورية المتعلقة بالمركبات التي تصدر ضجيجاً، بأن القائد العام لشرطة دبي، الفريق عبدالله خليفة المري، أكد ضرورة استهداف أفراد المجتمع، خصوصاً الآباء، بالتوعية من تبعات هذه الممارسات التي تقلق راحة السكان الآمنين، الذين من بينهم كبار سن ومرضى، لافتاً إلى أن الإدارة العامة للمرور رصدت كذلك ارتفاعاً في مؤشر هذه التصرفات، ما دفعها إلى تكثيف إجراءات الضبط، خصوصاً في المناطق السكنية التي يتعمد بعض الشباب الاستعراض فيها، للتباهي أمام أقرانهم.
وأضاف أن الدولة وفرت حلبات وأماكن لممارسة هذه الهوايات بطريقة آمنة، تخضع للرقابة وإجراءات الأمن والسلامة حماية للأرواح والممتلكات، لكن تظل الإشكالية في تعمد البعض ارتكاب هذه المخالفات على طرق عامة، مهددين أرواحهم وسلامة الآخرين.
وأكد بن سويدان أن شرطة دبي لا تتهاون في أمور تقلق راحة السكان، وتنسق مع شركائها، في مقدمتهم هيئة الطرق والمواصلات، بخصوص خضوع المركبات المشتبه في تعديلها أو تزويدها للتدقيق أثناء عملية الفحص الفني للمركبة، مشيراً إلى أن أصحاب هذه المركبات يزيلون التغييرات، ثم يعيدونها مرة أخرى بعد الترخيص.
وأوضح أن هناك مركبات رياضية فارهة غير معدلة، تصدر ضجيجاً في بعض الأحيان بحكم طبيعة تصنيعها، مشيراً إلى أنه لا تتم مخالفة هذه السيارات، إلا في حالات محددة، منها تعمد ما يعرف باللغة العامية بـ«التنفيل» أو إصدار الضجيج، خصوصاً عند الإشارات أو في المناطق السكنية.
وأكد أن الآباء يتحملون مسؤولية في ردع الأبناء الذي يجنحون إلى هذه التصرفات، مشيراً إلى أنه ليس من المنطقي أو المقبول أن تغض الأسر عن إنفاق أبنائها آلاف الدراهم على تزويد مركباتهم أو تعديلها، ومن ثم يأتون إلى الشرطة للوساطة حتى يتم الإفراج عن السيارات المحجوزة أو تخفيف الغرامات المرتبة عليها بسبب الضجيج أو التزويد أو مخالفات خطرة أخرى.
وأشار إلى أن «أحد الآباء قدم إليه للتوسط لابنه لفك حجز مركبته التي تم ضبطها بعد شكوى لتعمده الاستعراض وإصدار ضجيج، فسألناه، ما إذا كان يتحمل أن يقود ابنه المركبة بهذه الطريقة داخل المنزل أثناء نومه، وتفهم أن من حق الآخرين التمتع بالراحة والسكينة في منازلهم، وضرورة ردع ابنه وعدم مساندته في الباطل».
ولفت إلى أن شرطة دبي تنسق مع الجهات ذات الصلة، مثل دائرة التنمية الاقتصادية لتشديد الرقابة على الورش والكراجات التي تتورط في إجراء عمليات التزويد وتغيير المحركات، كما سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال الأشخاص الذي يقومون بذلك في الورش المنزلية.
وأكد بن سويدان أن شرطة دبي لا تستهدف من الحملة التركيز على مخالفة مرتكبي هذه الممارسات فقط، لكنها تحرص على توعية أفراد المجتمع بمخاطرها، إذ تسببت في وقوع حوادث قاتلة خلال الفترة الأخيرة، فضلاً عن التسبب في إتلاف ممتلكات عامة وخاصة.
وشرح أن الشاب الذي ينفق آلاف الدراهم لإحداث تغييرات في مركبته، يكون مهووساً بالسرعة والاستعراض، مهدداً بذلك سلامة أشخاص آمنين يقودون مركباتهم بالتزام في الطرق العامة.
رصد هواة الاستعراض
قال نائب مدير الإدارة العامة للمرور، العميد جمعة بن سويدان، إن فئة من هواة التزويد والاستعراض تتعمد نشر فيديوهات لها على شبكات التواصل الاجتماعي، مثل «تيك توك» و«سناب شات»، مؤكداً أن شرطة دبي ترصد من خلال إدارتها المختصة هذه المقاطع، وتتخذ إجراءات فورية ضد مرتكبي المخالفات.
وناشد أفراد المجتمع الإبلاغ فوراً عن طريق خدمة «كلنا شرطة» ومركز الاتصال الموحد عن مرتكبي هذه المخالفات، مؤكداً أن المجتمع يمثل شريكاً أساسياً في الرصد والردع، من خلال التعاون مع الشرطة.
وذكر أن كثيراً من الآباء يتوسطون لمصلحة أبنائهم المخالفين، لكن هناك فئة ملتزمة تتفهم إجراءات الشرطة، بل إن أحد الآباء أبلغ عن ابنه مطالباً باتخاذ إجراء معه، لأنه قام بإجراء تغييرات في مركبته التي تحدث ضجيجاً، مؤكداً ضرورة تحلي الجميع بهذا السلوك، لأن الحماية والرقابة تبدأ من الأسرة.
إجراءات مضاعفة
قال نائب مدير مركز شرطة نايف، العقيد عمر عاشور، إن شرطة دبي تتخذ إجراءات مضاعفة حالة تورط الشخص الذي يقود سيارة مزوّدة في ممارسات أخرى، مثل تهديد سلامة الآخرين، أو التسبب في وفاة أو إصابة شخص، كما يتم توجيه تهمة مزاولة مهنة دون ترخيص لمن يقوم بعمليات التزويد أو التغيير في المركبات في كراجات منزلية.
جمعة بن سويدان:
«شرطة دبي تحرص على توعية أفراد المجتمع بمخاطر عمليات التزويد وتغيير المحركات».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
المصدر: الإمارات اليوم