هذه الخسائر لا تشمل المصانع الكبيرة التي توجد بها محولات ضخمة تم تصنيعها بشكل خاص وتبلغ قيمة المحول أكثر من (210) ملايين جنيه ( ٨٦ ألف دولار)، وهذه المحولات موجودة في (مصنع الأسعد للحديد والصلب، الأمجد للحديد والصلب، مطاحن سيقا، مطاحن سين، مطاحن ريتا، مطاحن الباقير).

(نقلا عن صحيفة ديسمبر)

حصلت (ديسمبر) على معلومات تفصيلية عن الأضرار الكبيرة التي تعرض لها قطاع الكهرباء بولاية الخرطوم، ورسمت ٣ مصادر نافذة بشركات الكهرباء في حديث لـ (ديسمبر) صورة قاتمة للأوضاع بالقطاع بعد استعادة الجيش السوداني لولاية الخرطوم من قوات الدعم السريع، وقدرت المصادر خسائر قطاع الكهرباء ب(6) مليارات دولار، فيما فقد القطاع نحو أكثر من ٣٧٪ من الطاقة المنتجة، في وقت تحتاج فيه صيانة الأضرار نحو عام على أقل تقدير في حال توفر التمويل.

خسائر فادحة

يكشف مصدر نافذ تحدث لـ (ديسمبر)، ورفض ذكر اسمه لأنه ليس مخول له بالحديث لوسائل الإعلام، عن تدمير كامل ل(١٠) محطات نقل تكلفة المحطة الواحدة ما بين  (46) ملايين دولار، وأكثر المحليات تضررا بالعاصمة هي محلية الخرطوم التي دمرت فيها ٦ محطات نقل تدميرا كاملا وهي ( فاروق، السوق المحلي، سوبا، المقرن، الشجرة، الخرطوم شرق)، ثم تلتها محلية بحري محطتي (العزبة، الأسواق الحرة) دمرت تدميرا كاملا، واخيرا محلية أم درمان محطة ( ود البشير) تدمير كامل، فيما حدث تدمير جزئي في محطة المهدية بنسبة 60%( استهدفت بهجوم بالمسيرات قبل نحو شهرين).

تدمير 21 محطة توزيع

وشمل التدمير كذلك محطات التوزيع التي بلغت (21) محطة دمرت بشكل كامل وتبلغ قيمة المحطة (2.53.5) مليون دولار, وتصدرت محلية الخرطوم أكثر المناطق تضررا ب(10) محطات هي (هيئة الكهرباء، وزارة الخارجية، القيادة العامة للجيش، مجمع الواحة التجاري، المك نمر، بري، سكر كنانة، عفراء، الشجرة التوزيعية، الدخينات (أبو آدم).

ويضيف المصدر أن محلية بحري جاءت في المرتبة الثانية من حيث الأضرار بتدمير ٧ محطات توزيع هي 🙁 شمبات، سلاح الإشارة، الحاج يوسف، امتداد الحاج يوسف، السليت، كوبرالواحة، سعد قشرة (ضرر جزئي)، واخيرا محلية أم درمان التي دمرت فيها ٤ محطات توزيع هي:” حي العرب، أمبدة ال18، الشهيد عبدالعظيم”.

نهب أكثر من 1000 سيارة

يقول مصدر آخر لـ (ديسمبر) إن شركة التوزيع فقدت نحو أكثر من ألف سيارة (بوكس) نهبت بواسطة الدعم السريع، وهي عبارة عن ٣٥٠ سيارة لكل محلية، إضافة ل(٦ كرينات ٥٠ طن)، ويشير إلى أن كل الكرينات بهذا الوزن بولاية الخرطوم تم نهبها حتى التي تتبع لأفراد وشركات خاصة، وحاليا توجد أزمة حادة لتوفيرها بالولاية، ويتابع :” نستعين الآن بكرينات الجيش لنقل المحولات في أعمال الصيانة بالأحياء وقد تنتظر لنحو شهر حتى تتوفر لوجود ضغط عليها لأنها الوحيدة المتوفرة الآن بالخرطوم”.

تدمير (15) ألف محول

ويضيف المصدر أن المفقود من الشبكة يبلغ (15) ألف محول بسعات مختلفة، قد تزيد بعد اكتمال الحصر، تم تدميرها، أسعارها ما بين (30115) مليون جنيه (١٢ ٤٦ الف دولار) ، فيما بلغ طول الكوابل التي نهبت من محليات الخرطوم الثلاث للحصول على النحاس نحو (150) ألف كلم.

وتابع :” هذا التخريب كان عملا ممنهجا، لك أن تتخيل هناك كيبل من منطقة المقرن غرب الخرطوم يصل للعمارة الكويتية بشارع النيل بطول 10 كلم تم حفره ونهبه بالكامل، وسط الخرطوم تعرض لتخريب واسع النطاق، وتحتاج عودة التيار لهذه المنطقة مبالغ كبيرة”.

ينبه المصدر إلى  أن هذه الخسائر لا تشمل المصانع الكبيرة التي توجد بها محولات ضخمة تم تصنيعها بشكل خاص وتبلغ قيمة المحول أكثر من (210) ملايين جنيه ( ٨٦ ألف دولار)، وهذه المحولات موجودة في (مصنع الأسعد للحديد والصلب، الأمجد للحديد والصلب، مطاحن سيقا، مطاحن سين، مطاحن ريتا، مطاحن الباقير).

ويضيف المصدر أن أكبر الأضرار انحصرت في “كوابل وطبالين الزبائن”.

فقدان المخزون

يقول المصدر إن شركات الكهرباء  فقدت مخزونها في مخازن الشركات الذي نهبته قوات الدعم السريع وهو عبارة عن أكثر من (٥٠٠) محول قيمة الواحد بين (٣٠١١٥) مليون جنيه ( ١٢٤٦ الف دولار)، و١٠ آلاف متر كيبل بمقاسات مختلفة  قيمة المتر بين مليار ٥ ملايين جنيه ( ٤٠٠ الفي  دولار) إضافة لمعدات كثيرة يتطلب توفرها الإستيراد من الخارج.

أضرار التوليد

تبلغ الطاقة المنتجة في السودان من التوليد المائي والحراري (3) قيقا واط (3000) ميقا واط، تفاصيلها سد مروي شمال السودان (1250) ميقا واط، سد الروصيرص (565) ميقا واط، سدي اعالي عطبرة وستيت (320) ميقاواط، خزان سنار وهو اقدم خزان في السودان أنشيء عام 1926 وبطاقة انتاجية (15) ميقاواط، ثم خزان جبل اولياء (22) ميقا واط، اما المحطات الحرارية فهي محطة ام دباكر بمدينة كوستي جنوب السودان بطاقة انتاج (520) ميقا واط، محطة بحري الحرارية (410)، مجمع محطات قري ( 500) ميقا واط.

فقدان أكثر من (37%) من الطاقة المنتجة

يكشف مصدر ثالث لـ (ديسمبر) تفاصيل الخسائر في الطاقة المنتجة التي بلغت فقدان أكثر من ٣٧٪ من الطاقة المنتجة للاضرار البالغة التي تعرضت لها محطة بحري الحرارية ومجمع محطات قرى وهي تعمل بالغاز والفحم الحجري.

يشير المصدر إلىة أن محطة بحري الحرارية تعرضت لأضرار بالغة تبلغ تكلفتها أكثر من (١١٥) مليون يورو، المحطة مؤثرة جدا حيث تنتج (410) ميقاواط نحو (30٪) من إنتاج سد مروي الذي ينتج (1250) ميقاواط.

يوضح المصدر أن المحطة كانت مجاورة لأحد مقرات الدعم السريع بمنطقة كافوري شرق بحري وبعد اندلاع الحرب سيطرت على المحطة ونشرت عرباتها المسلحة داخل المحطة التي توقفت بعد ٤ أيام فقط، تم إغلاق وتأمين المحطة التي كان يوجد بها أكثر من ٥٠ الف طن من وقود الفيرنس، قوات الدعم السريع قامت تخريب واسع النطاق وسرقة كل كوابل المحطة بنسبة تفوق ال(90٪).

يقول المصدر:”كان هناك تانكر وقود مليء بالجازولين أصبح أفراد الدعم السريع يزودون منه سياراتهم، بعد فراغ التانكر، قاموا بفتح تناكر آخرى وعندما وجدوها مليئة ب(الفيرنس) لم يغلقوها وتركوها تتدفق على الأرض مما أحدث مشكلة بيئية خطيرة، في كل المحطة والشوارع المجاورة تطلب وصول تيم من البيئة والسلامة للوقوف على الوضع بالمحطة بعد تحرير الخرطوم”.

يضيف المصدر أن الأضرار بمحطة بحري إضافة للكوابل تشمل المحولات والمفاتيح التي دمرت بالكامل لوجود نحاس بها، كما تم افراغ مواد كيميائية خطيرة على الأرض للحصول على البراميل الفارغة.

يقول المصدر إن محطة بحري الحرارية تحتاج إلى بناء من جديد لسرقة كل الكوابل والمعدات التي يتطلب استيرادها من الخارج، ويشير الي أن صيانة المحطة يتطلب نحو 9 أشهر إلى عام إذا توفر التمويل والاستشاري الأجنبي.

بحسب ذات المصدر فإن مجمع محطات قرى شمال الخرطوم لم يكن احسن حالا وتعرض لتدمير شامل لمحطات ( قرى ١،قري ٢، قرى ٤) فيما نجت قرى ٣ من التخريب لأنها مازالت مشروع ولم تكتمل.

يوضح المصدر ان محطات قرى الثلاثة التي تعرضت للتخريب والنهب من قبل الدعم السريع كانت تنتج (500) ميقواط، وكلها الان خرجت من الشبكة القومية التي فقدت من محطتي (بحري وقرى) أكثر من (910) ميقاواط، وهي تعادل نحو (75٪)  مما ينتجه سد مروي أكبر مشروع كهرباء في السودان.

يضيف المصدر ان إنتاج الكهرباء في البلاد قبل اندلاع الحرب كان يبلغ ( 3) ميقاواط، وكان العجز يبلغ وقتها أكثر من (400) ميقاواط، تراجع إنتاج الكهرباء بعد الحرب الي أكثر من (2) قيقا واط، هذا العجز الكبير لن يظهر حاليا وذلك لخروج كل القطاع الصناعي من شبكة الكهرباء، يشير الي ان كل التوصيلات الجديدة ستتوقف تماما لهذا العجز الكبير.

 

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.