في فجر يوم مأساوي، اهتزت مدينة ود مدني بولاية الجزيرة على وقع فاجعة مؤلمة أودت بحياة ستة أشخاص من عائلة واحدة بحي المزاد جنوبي المدينة.

 ود مدني: التغيير

الحادثة المروّعة، التي وقعت جراء الأمطار الغزيرة وانهيار جزء من المنزل، تسببت أيضًا في التماس كهربائي، ما ضاعف من حجم الكارثة وخلف موجة من الصدمة والحزن في المدينة.

وتصدرت أسماء الضحايا صفحات التواصل الاجتماعي ومجموعات المتطوعين، معلنةً عن فاجعة إنسانية.

وتوفي في الحادثة كل من اعتماد الأمين عبد الله، وابنتها المتطوعة مهج جمال عبد الباقي، المعروفة بلقب “سُكرة”، إلى جانب الأمين حسن محمد إمام، وزينب حسن محمد إمام، وفاطمة جمال سعد.

المنزل المنهار

رحيل فنانة ومتطوعة

أحد أبرز الضحايا هي الشابة مهج جمال عبد الباقي، التي عرفت بلقب “سُكرة” لروحها الخفيفة وطيبتها التي كانت تضفي حلاوة على كل من تعرفه. لم تكن مهج مجرد شابة عادية؛ بل كانت فنانة، وناشطة، ومتطوعة في ثورة ديسمبر، وكرست حياتها لخدمة مجتمعها.

درست مهج علم النفس لتصبح “طبيبة للقلوب”، حيث تخصصت في مساعدة الأطفال المصابين بمرض التوحد والأمراض النفسية الأخرى، مستخدمة علمها وفنها وروحها الطيبة لتقديم الدعم والعلاج في وقت تزداد فيه الحاجة للدعم النفسي في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد.

في شهادة مؤثرة، تحدثت ابنة خالتها رحاب الحاج لـ (التغيير) عن شخصية مهج، واصفةً إياها بكلمات معبرة: “هي سُكرة، وهي حلوة وطيبة وحنينة ونظيفة ومحترمة وبسّامة، هي كل حاجة حلوة فيها”.

إرث من العطاء

لم تقتصر جهود مهج على الدعم النفسي والفني فحسب، بل كانت ناشطة بارزة في العمل الاجتماعي، تقدم المساعدات وتواسي المتضررين.

كان منزلها، الذي انهارت أجزاؤه عليها، ملاذًا للمحتاجين، وكانت تمد يد العون للجميع دون تفريق، مما جعلها شخصية محبوبة ومؤثرة في مجتمعها.

وكانت عبارة “باكر يبقى أخير” هي الشعار الذي اشتهرت به مهج، تعبيراً عن أملها في غد أفضل، وكأنها كانت تستشرف المستقبل دون أن تعي أن كلماتها ستكون الأخيرة التي ستتردد على ألسنة أحبابها.

موجة من الحزن

خلّف رحيل مهج ووالدتها وبقية أفراد العائلة صدمة وحزناً عميقاً في مدني، وخاصةً في حي المزاد والحلة الجديدة، حيث كان يعيش أهل والدها.

وعمت موجة من الحزن صفحات الناشطين والمتطوعين على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أكد الجميع أن الضحايا كانوا دائمًا مصدرًا للخير والعطاء، وستبقى ذكراهم خالدة بصفاتهم الطيبة وصمودهم في وجه الصعاب، تاركين خلفهم إرثاً إنسانياً يشهد على عظم عطائهم في زمن الأزمات.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.