اخبار السودان

42 عام على رحيل الكروان ايوب فارس (1)

أمير شاهين

أمير شاهين

 

يتساءل البعض عن اهمية التوثيق لرموز وشخصيات كانت تعيش بيننا فى فترات زمنية مختلفة فى مدينتنا الجميلة بحرى ! ونحن نقول ان التوثيق تنبع اهميته فى ربط الماضى بالحاضر فكثير من الشباب اليوم لا يعرفون الكثير عن تاريخهم والذى هو جزء من هويتهم وانتماؤهم , كما ان التوثيق هو بمثابة تكريم واحترام سيرة هؤلاء الذين كان لهم دورا وإسهاما مقدرا فى حياتنا الثقافية والاجتماعية والسياسية وتركوا بصمات خالدة تشكل نبراسا ومنارة للأجيال التي تأتي بعدهم . واليوم نحن بصدد الحديث عن واحد من أعلام بحرى فى مجال الثقافة والفن وهو الفنان ايوب فارس والذي برغم شهرته وعطائه الكبير وقتها إلا ان الكتابات عنه قليلة ونذكر بكل تقدير كتابات الاساتذة حيدر محمد على وعوض حامد وعمر زيدان والموثق عماد احمد فلهم جميعا الشكر والتقدير.

 

فى اليوم 23/5/2025 تمر علينا الذكرى ال 42 لوفاة كروان بحرى وصاحب الحنجرة الذهبية والبحراوى الجميل الفنان ايوب محمد فارس داؤود (ايوب فارس) والذى حدثت وفاته فى 23/5/1983م عن عمر صغير نسبيا لايتجاوز ال 46 عام (19371983م) وعرف عنه خلال حياته بانه كان مطربا مجيدا صاحب صوت جميل واداء متميز لطالما اسعد الناس وادخل الفرحة الى نفوسهم بغنائه البديع الراقى وكان عليه الرحمة نجما من نجوم الخرطوم بحرى وعلم من اعلامها وكما يقولون كان يجمع بين الكفر والوتر فقد عرفته الميادين كلاعب كرة قدم حريف فى فريق الكفاح واداريا فذا بعدها فى نفس الفريق , وفنانا مطربا محبوبا من الجميع وكانت له محبة خاصة لبحرى ولأهلها وذكر لى احد الاصدقاء انه اثناء وجود ايوب فارس خارج الخرطوم فى السودان كان يحرص هناك ان يقابل ابناء بحرى ويظل يبحث عنهم الا ان يلتقيهم !

 

تقول سيرته الذاتية بأنه قد ولد فى منزل الاسرة الدناقلة شمال فى العام 1937م  , والده محمد فارس داؤود كان يعمل بمصلحة السجون ووالدته السيدة فضل الرحام واخوانه ، نصرالدين ، عبدالرحمن ، سليمان ، يوسف والأخوات نورا وسعدية ومن دون جميع اخوانه فقد كانت له علاقة مميزة جدا مع شقيقه اسطورة كرة القدم السودانية سليمان فارس الملقب بالسد العالى الذى كان من اوائل اللاعبين السودانيين الذين احترفوا لعب كرى القدم فى السعودية ومصر , وكان سليمان فارس كثيرا ما يتحدث عن اعجابه ومحبته لشقيقه الاصغر ايوب فارس .

 

بدأ ايوب فارس حياته بالدراسة فى مدرسة حلة حمد الاولية وبعدها المرحلة المتوسطة بمدرسة الأميرية 1 وبعدها عمل مصلحة المخازن والمهمات قسم الخياطة , ومن هذه المصلحة كانت انطلاقته الاولى فى عالم الفن والغناء وذلك عندما تكونت فرقة غنائية فى هذه المصلحة كان أيوب من نجومها ولفت اليه الانظار بجمال صوته وروعة غنائه حيث اشتهر بترديد اغانى الحقيبة متاثرا بكروان السودان وملك غناء الحقيبة كرومة وكذلك اغانى اساطين الغناء وقتها الكاشف والتاج مصطفى وكانت له محبة خاصة للفنان خضر بشير ملك التطريب والحنجرة الخرافية حيث كان ايوب يبدع فى غناء اغنية “خدعوك” والتى يقال بان خضر بشير كان معجبا باداء ايوب لهذه الاغنية كما ان لاغنية البياح وهى من الحان الموسيقار البحراوى الكبير اسماعيل عبدالمعين مكانة خاصة لديه .

 

وفى بداية الستينات من القرن الماضى شهد نادى العمال اضافة جديدة لفن الغناء وذلك عندما غنى فى مسرحه لأول مرة ثلاثى بحرى المكون من فارس ايوب وعبدالعظيم حركة والملحن احمد حميد فأبدعوا واطربوا الناس وعطروا سماء بحرى ببديع الغناء واللفت فى الامر بان ثلاثتهم كانوا اصحاب كفر ووتر فعبدالعظيم حركة كان رياضيا مطبوعا فقد لعب كرة القدم فى فريق الميرغنى بكسلا قبل حضوره الخرطوم وفى بحرى لعب للتحرير البحراوى , اما احمد حميد فقد كان لاعبا مبرزا فى فريق الوحدة نسال الله لهم الرحمة والمغفرة .

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *