مرتضى الغالي 

كامل إدريس صاحب “حكومة الأمل” يقول إنه يريد أن ينهض بالوطن ويهندِس (مستقبل البلاد الرقمي)..! وإنه يستجيب (للرأي والرأي الآخر)…! نريد منه جواباً حول ردة فعله على الخبر الذي يقول إن (13 مليون) تلميذ هم الآن خارج مدارسهم مع بداية العام الدراسي الجديد..!

لم نسمع بأنه فعل شيئاً تجاه أهل قرية “ترسين” الذين دفنوا تحت التراب في جبل مرة..! وهو لم يقل كلمة واحدة عن غرق (51) من صبيان وشباب الوطن الغض في المركب المطاطية التي غاصت بهم أمام سواحل ليبيا في طريقهم إلى سواحل ايطاليا أو للمجهول..! من هؤلاء 16 شاباً من أهل قرابة وعشيرة واحدة.. بل إته مأتم عام في بيوتات أهلنا في شرق النيل..ربط\ الله على قلوبهم بالاصطبار والسلوان وحُسن العزاء..(ولا عزاء)..!

لماذا يهرب الناس من بلد (حكومة الأمل) وسلطة بورتسودان والبرهان والكيزان..؟! لا بد أن هناك أسباباً قوية تجعلهم يركبون قوارب المطاط العدائية الصغيرة لعبور البحر الأبيض المتوسط..!

ولربما سمع كامل إدريس (أو لم يسمع) بإعلان وزارة الصحة الاتحادية في حكومته عن انتشار حمى الضنك في (17 ولاية) وحاجة مكافحتها إلى (39 مليون دولار) ماذا كان ردّه وقراره..؟!

وربما سمع الرجل أو لم يسمع بإعلان هيئة الصحة العالمية و(ليس الحرية والتغيير) بتفشّي الكوليرا في جميع ولايات السودان..عدا مدينة الخرطوم (لأنها خالية من السكّان)..!

ما هو تفاعل كامل إدريس تجاه إعلان وزارة صحته بأن (70%) من المستشفيات والمراكز الصحية في ولايات الخرطوم دارفور وكردفان والجزيرة وسنار “خارج الخدمة”..!!

وما هي ردّة فعل (ابن جنيف) تجاه حالات الاختطاف والاختفاء القسري التي جرى توثيقها في أبريل الماضي ومنها (1140 حالة) تفاصيلها: (998 رجلًا) و(27 من الأطفال القُصّر) 20 طفلًا و7 طفلات و(116 فتاة) و (11 مواطناً) من ذوي الاضطرابات النفسية..!

آلا يذكّرك ذلك بما حدث في أولى أيام انقلاب الإنقاذ 1989 المشؤوم عندما تم اختطاف “أبو ذر الغفاري” الشاعر الشاب الوديع المسالم (وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة) حيث ليس له يدان يدفع بهما الأذى (أو الكلاب الضالة على أقل تقدير)..ومعه الشاب الأخر “أحمد ضو البيت”.. والاثنان لا يزال مصيرهما مجهولاً..إلا أن القرائن ترجّح أنهما تحت التراب..!

ماذا يا ترى كان في وسعهما أن يفعلا بالإنقاذ المدجّجة بالسلاح والإثم .؟! والاثنان لا يملكان إجمالاً غير يدين عاريتين (اثنتين فقط)..!

ويتحدث التقرير الموثّق عن حالات احتجاز واختطاف طالت مئات من المدنيين بينهم صحفيون وناشطون وسياسيون تعرّضوا للاختطاف والاحتجاز (في أماكن غير معلومة) على أيدي القوات النظامية والمليشيات المسلحة..!

كامل إدريس لا بد أنه سمع باستمرار حصد أرواح السودانيين في الفاشر وكازقيل والرياش ومناطق أخرى من كردفان ودارفور..فهل لا يزال على موقفه من تأييد مواصلة الحرب..؟!

لقد انتهت جولات توزيع الزهور..فماذا أنت فاعل..؟!

قال صحفي لبناني عن حكومة “ميشال عون”: إنهم يعقدون اجتماعاتهم خلال الحرب الأهلية التي تطحن أرواح الناس وتدمّر البلاد وكأنهم يتحدثون عن (فطيرة من الصعتر)..وعندما تسمع تصريحاتهم في الصباح تجد أنهم يضعون “وجود لبنان” وموسم التفاح في مرتبة واحدة من الأهمية.. الله لا كسّبكم..!

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.