يسيطر عليها «الدعم السريع» انتهاكات وأوضاع إنسانية كارثية تعيشها «أم روابة» غربي السودان
تسيطر قوات الدعم السريع على مدينة أم روابة بولاية شمال كردفان غربي السودان منذ سبعة أشهر في ظل أوضاع إنسانية سيئة للغاية تشهدها المدينة إلى جانب سوء الأوضاع المعيشية لسكانها.
الأبيض _ التغيير
و قال مصدر من داخل المدينة ل «التغيير» إن جميع المرافق الصحية الحكومية باتت شبه متوقفة عن العمل و لا تقدم أي خدمات بالمدينة حاليا سوى المرافق التابعة للقطاع الخاص، ونوه إلى أن معظم سكان المدينة ليس لديهم القدرة المادية للتعامل مع القطاع الخاص نتيجة لغلاء أسعاره.
و أكد المصدر أن قوات الدعم السريع أصبحت تفرض قيود على حركة التجارة داخل الأسواق عبر قواتها المنتشرة بالداخل الأمر الذي أثر على الوضع الاقتصادي ما أدى إلى تعطل حركة التجارة في المدينة بحسب تأكيدات مواطنين أيضاً .
وعلى الرغم من انعدام المساعدات الإنسانية إلا أن هنالك مبادرات شبابية نشطت داخل المدينة وتعمل بدعم شعبي في إطار تقديم المساعدات كمحاولة للتقليل من العبء الإنساني الذي يواجه المدنيين هناك .
وبحسب حديث مصادر أخرى أشارت إلى أن المبادرات الإنسانية تعمل منذ فترة على تقديم والوجبات لا سيما الرمضانية لعدد من مراكز الإيواء بجانب مواصلتها في تغطيتها للخدمات المتعلقة باحتياجات عمليات الولادة بالنسبة للنساء الحوامل.
وأوضحت مصادر «التغيير» أن عدد دور الإيواء داخل مدينة أم روابة بلغت 30 مركزا تضم ما يقارب ثلاثة آلاف نازح معظمهم يعيشون أوضاعا إنسانية كارثية بعد أن اتخذوا من مدارس المدينة مساكن بديلة لهم ولأسرهم منذ شهور ماضية.
وكان قد تحولت معظم المدارس الحكومية إلى مراكز إيواء للنازحين فيما يعيش أخريين منهم في منازل المواطنين الذين كانوا قد غادروها عقب دخول قوات الدعم السريع للمدينة.
وقال شهود عيان ل «التغيير» من المدينة إن الدعم السريع ظل يواصل في ممارسة انتهاكته الجسيمة بحق المدنيين إلى جانب ارتكابها العديد من الجرائم من بينها القتل، و الاغتصاب ونهب المرافق الحكومية ومنازل المواطنين.
و أكدت المصادر أن هنالك مجموعة من حالات الاغتصابات ارتكبتها قوات الدعم السريع بحق النساء والفتيات منذ سيطرتها وكان قد سجلت منها آخر حالتين اغتصاب قبل أيام قليلة فيما و معظم الحالات الأخرى تم التستر عليها.
وقال مواطنون بأم روابة إن مدينتهم أصبحت محتلة ومستباحة من قبل قوات الدعم السريع مع غياب أي مظهر من مظاهر الدولة على حد تعبيرهم.
وبعد ما يقارب عام من الحرب المستمرة قال مواطنين بالمدينة إن الأمل الوحيد لسكانها هو وقف الحرب الحالية بعد أن ساءت أوضاعهم الإنسانية التي ظلوا يعانون منها منذ اندلاعها.
وتبلغ مساحة مدينة أم روابة حوالي «24610» كيلوات متر مربع تحدها من الجنوب مدينتا رشاد والدلنج ومن الشمال الغربي مدينتي الأبيض وبارا ومن الغرب مدينة الرهد.
وبعد شهور من القتال الدائر في البلاد كانت قد شهدته المدينة وما حولها معارك طاحنة دارت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي فرضت سيطرتها عليها مؤخرا.
ومنذ أغسطس من العام الماضي ظلت قوات الدعم السريع تفرض السيطرة الكاملة على المدينة وما حولها من قرى ومناطق أخرى .
المصدر: صحيفة التغيير