يا خالد أضمن لك الخلود المعنوي
عبدالرحمن سيد أحمد
يواجه الان ( هوهوة) كل كلاب لهب من ( فاتيات) الجيش/ الكيزان لانه يعادي مشروعهم السياسي المعلن ، ويمكن اختصاره : اما ان نحكمكم فنسيطر على انفاسكم وننهب مواردكم او نضعكم جميعا في صفوف الذبح .
ومنذ بداية الحرب لم يعد هؤلاء يمارسون حفلات عوائهم بعناصرهم المعروفة وحدها وانما معها كذلك كل عناصرهم المندسة في الاحزاب الاخري ومنظمات المجتمع المدني . وما اكثر
هؤلاء الذين يتنقبون بنقاب الثورة او لجان المقاومة او الحزب الشيوعي او الفاعلين المدنيين وهم في حقيقتهم ليسوا سوي عملاء للكيزان والاجهزة الامنية. هؤلاء في خط الهجوم الاول علي خالد عمر يوسف ( سلك) . وذلك لانه ظل في الخط الأمامي ضد مشروعهم القائم على النهب والطغيان والتوحش.
وأؤلئك وكما نمط انتزاعهم للريع الاقتصادي بكل افتراسية وتوحش فان دعايتهم تشبههم تماما: لا تراعي إلًا ولا ذمة ، غاية الفجر والبذاءة والكذب ، والطبيعي ان تتعهدها ( فاتيات) بلا اخلاق وبلا اي شئ تخشي عليه ، تماما كالذباب الذي يعيش ويعتاش على القاذورات. ( فاتيات) من قاع المجتمع ومن ذوي العقد النفسية بماضي التشوهات والثقوب والانكسارات. اوسخ واحط البشر. وبكل وقاحة و بجاحة ( العاهرات) اللاتي يعظن عن الفضيلة هؤلاء يدعون الدفاع عن الدين والوطنية والكرامة. ولو لم نكن نعرف ان الجيش خصوصا الكيزاني هو العامل الأساسي في تدمير السودان لانه حكم ثلثي سنوات ما بعد الاستقلال وقمع التعددية واشعل الحروبات وانشأ المليشيات وبدد الموارد لو لم نكن نعرف ذلك لكفي معرفة بالجيش ان اوسخ واحط البشر هم من يتولون منصاته الدعائية. واذا اردت ان تعرف شخصا فاعرف اعداءه فهنيئا لخالد ان اعداءه من طينة البشر الأدني من كل انتقاد.
وفي ذات الوقت يواجه خالد عمر قصف اجراء آل دقلو ولسبب شبيه بسبب الكيزان. فالذين صنعهم الكيزان ودربوهم في مدرستهم الاخلاقية النتنة ، ونهبوا معهم موارد البلاد وينهبون حالياً ما يطالوا من ممتلكات المواطنين ، وانقلبوا على الانتقال المدني مع الكيزان ، هولاء يريدونا ان نصدق دعايتهم الكذوبة الساذجة بانهم جيش المهمشين والقوي الديمقراطية ، ويريدونا ان نسكت على انتهاكاتهم بل ونبتلعها بماء الابتزاز والضغوط. لكن خالد عمر يوسف يرفض ان يخون قيمه وظل يصدع بالحق رافضا لكل انتهاك مهما كان مرتكبه ومهما كانت الأكاذيب المصاحبة لتبريره. ولهذا اطلقوا عليه اجراءهم.
ثم هناك أنداد خالد عمر ، من الحاسدين والفشلة ، خصوصاً من الشيوعيين ، الذين من فشلهم وعزلتهم يرون فعاليتهم الأساسية اضافة لقعدات السكر التي يفيقون منها بعد ان ينتصف اليوم يرون فعاليتهم في ( فش) غلهم من اي نجاح او ناجح. الأنداد الفشلة لا تسكن انفسهم المريضة الا بمحاولات تحطيم كل ناجح فيتلمظون هجاء الناجحين بشبق ومتعة تتعدي استكلاب كل مستكلب. وخالد عمر يغيظ الحسودين الفشلة. كيف لشاب لم يتخطي بعد منتصف العمر وقد كشف عن قدرات أهلته ان يتولي الوزارة الاولي في البلاد وزارة شئون مجلس الوزراء ليملأها حيوية وإنجازا لم يتحققا أبدا لغيره.
وليس مستغرباً ان تعوي كلاب لهب في خالد عمر تريد نهش سمعته وسيرته. هو أيقونة جيله بحق. ذكاء عقلي ووجداني لا تخطئهما الا أعين رمداء. وقدرات فكرية وسياسية مميزة واعلي كثيراً من سنه وتجاربه الشخصية. وقدرة باهرة على اكتشاف الاتجاه الرئيسي والتركيز عليه دون الانشغال بالشؤون الصغري. وكذلك قدرات يعز نظيرها في التنفيذ العملي والمتابعة. اعط خالد عمر اية فكرة صحيحة ، لن يكتفي بترديدها الغوغائي ، ولن يتصور بسذاجة العقل السحري انها ستتحقق تلقائياً بقولها او اصدار بيان عنها ، سيعطي خالد الفكرة عظما ولحما وأعصابا بشغفه والتزامه وهمته وبخطة محددة موقوتة الاجال ومعروفة الموارد البشرية والمادية وبالاليات الملائمة للتنفيذ والمتابعة والتقييم. وهكذا دائما البناة وليس الدجالين. وما اقسي ما يواجه البناة في بلاد عهدت ولا تزال تعهد الخراب. لذا ليس مصادفة ما يعانيه خالد من دجاجلة الخراب.
خالد عمر قيادة جديدة بكل ما تحمل الكلمة من معني.
كان في مقدمة الصفوف ضد الانقاذ فعرف معتقلاتها وملاحقاتها. وظل في مقدمة صفوف الثورة ملهما ومنظما ثم وزيرا ليحقق شعاراتها علي ارض الواقع . ولم تضطر الانقاذ( تو ) للانقلاب الا لان خالد ورفقائه كانوا عصيين على البيع والشراء. بل ولاول مرة ينقلب العسكر بسبب نجاح المدنيين وليس فشلهم.
ولهذا كان خالد ورفاقه اول من اعتقلتهم الانقاذ ( تو) في ٢٥ اكتوبر. واذ تنتاش خالد كلاب القديم المسعورة فليس في الأمر غرابة. لكن يا ويل البلاد التي ينتصر فيها الاستكلاب على الحياة.
وايا تكن المآلات فان مثل خالد بقدراته وبما انجز وبما يمثل لا يمكن الا ان يظل خالدا في ذاكرة الشعب السوداني.
ولعل الهجمة على خالد عمر وغيره من رموز القوي الديمقراطية تكون مدعاة لاعادة تنظيم الصفوف وتصحيح الهياكل واصحاح اعلام القوي الديمقراطية. يجب الا نسمح للفاتيات المستكلبين بالاستفراد برموزنا وأحزابنا واحدا تلو الاخر. فلننظم شبكات التضامن ولنوفر لها الموارد اللازمة.
وكذلك فلنجترح المبادرات المستدامة لإعلاء شأن رموزنا وتكريمها. ولنبدأ بالكوكبة التي حاولت بكل حهدها ان تجنب البلاد الحرب. هؤلاء أبطال بحق وحقيقة. يستحقون كل اعزاز وتكريم. وهم نفسهم الذين تعوي فيهم كلاب لهب منذ زمن. ويا ويل البلاد علي ويلاتها من الحرب اذا انتصر فيها انحطاط الافتراس والتوحش.
وليت منظمة من منظمات المجتمع المدني المستقل تلتقط الفكرة فتبادر للتنويه بهؤلاء الابطال وتكريمهم.
المصدر: صحيفة الراكوبة