اخبار السودان

يا تقدم .. العدد في الليمون .. وكبير الجمل

معمر حسن محمد نور

معمر حسن محمد نور

 

عندما تداعت القوى المدنية بقيادة قحت لتكوين جبهة مدنية عريضة ، لم اتفاءل. ببساطة لان جسما يجمع بين اليمين ويمين الوسط والوسط المستقلبين واليسار ، سيكون مترهلا ، وسبخرج باتفاق حد ادنى ليرضي الجميع ، وقد كان. وكان اختيار الحياد في تقديري خطأ لان من يختاره يأمل ان يكون وسيطا ما لا يمكن ان يكون متاحا لها لانها لا تملك عصا ولا جزرة ، ولو كانت قوية لما ازاح بها الانقلاب الذي نفذه خصماء اليوم من حملة السلاح. وكان موقفها هذا لسببين هما:

1/ لم تعط حقيقة ان الحرب ضد المدنيين والثورة حقها.

2/لم تضع حميدتي وقواته في سياق تاريخي ضمن الدولة السودانية لذلك اشتركت مع البلابسة في اعتقاد انه ظاهرة عابرة ستنتهي بحرب تقضي عليه في ساعات او ازبوع ازبوعين او اي مدة قصيرة او طويلة .

ما سبق ، وضعها تحت ابتزاز القوى التي اشعلت الحرب وكانت النتيجة انها لا احتفظت في عين اكثرية السودانين بطهر ثوري ، ولا سلمت من ابتزاز خصوم الثورة.

الخطوة التي لم تبن عليها هي اعلان المبادئ التي وقعته مع الدعم السريع. ورفض البرهان والمصطفون خلفه للاجتماع بها ، جعل خطوتها في انجاه الدعم السريع بلا قيمة لانها ربطتها بالاجتماع مع قائد الجيش. وهذا لعمري خطأ جسيم. لانها لم تستغل ما وقعته بيدها في اتجاه حماية المدنيين من جهة ، وابعاد الدعم السريع من المتفلتين من جهة اخرى وقوعا في التعميم المخل. لذا بدا موقفها باهتا داخليا ما حوجها الى الرافعة الدولية التي لا نقع حاليا في اولوياتها.

من ظن ان اجتماع اليوم سيكون فعالا بالبناء على ما اتفق عليه في جنيف مع قوى مدنية اخرى لتوسيع القاعدة باضافة آخرين ، نقول له (العدد في الليمون). وواهم من لم يأخذ تغريدة يوسف عزت عن سيطرة الكيزان على الادارة المدنية للدعم السريع في الحسبان. فرغم انني لا اجد حرجا في مشاركة الاسلاميين بعيدا عن سلاحهم في العمل المدني ويخضععوا للمداورة الديمقراطية ، الا انني اعتقد ان تقدم قد تركت الفراغ الذي يملؤه كيزان الدولة . وحيث ان الوقت قد فات على خطوتهم. فعليهم مناقشة ما ينظم المستقبل مثل عمل دستور او قانون للحكم المحلي . فكل ما احتفل به البعض من جنيف ، يمكن ان يجلس سباسي على طاولة ليكتبه دون ان يحرك ساكنا .. رجاء ومن اجل ملايين النازحين والذين يقعون تحت نيران قصف الطرفين غادروا المنطقة الرمادية.

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *