ياسر العطا: الجيش لن يسلم السلطة لحكومة مدنية
الخرطوم: الراكوبة
قال مساعد قائد الجيش السوداني، الفريق ياسر العطا، إن الجيش لن يسلم السلطة لحكومة مدنية خلال الفترة الانتقالية.
وقال العطا، الذي خاطب قادة تنسيقية القوى الوطنية في قاعدة عسكرية بأم درمان، إن “الجيش لن يسلم السلطة إلى قوى سياسية مدنية دون انتخابات، أما فترة الانتقال فإن رأس الدولة فيها سيكون قائد القوات المسلحة”.
وتوعد بمحاسبة “اي عميل واي خائن سيعامل معاملة الجنجويد لأنه دعم وساند الجنجويد مهما كانت قامته او اسمه أو جماهيره” مشددا على أن ”الجماهير اليوم كلها تدافع عن عرضها”.
وقال العطا إن هناك من يتحدث عن تيار اسلامي، وكتائب البراء، معنا ايضا غاضبون وغيرها، وليس لدينا صلاحية لسحب الجنسية من الكيزان او منعهم من الدفاع عن اعراضهم.
وكشف عن انه في بداية الحرب كان يطلب من قادة القوى السياسية خارج تحالف قوى الحرية والتغيير الاتصال بقيادة فصيل المجلس المركزي كي يقنعوهم بتغيير موقفهم. وأضاف “لكن الان الحساب ولد … بأمانة العدالة وفق القانون”.
وأضاف: “هدف الدعم السريع تأسيس دولة عربية في دارفور إذا استعصى عليها السيطرة على السودان، ومن ثم التوسيع إلى كردفان بتطهير النوبة وطردهم إلى جنوب السودان”.
زأكد العطا أن القوات التي تحاصر ولاية الجزيرة الآن، ستتجه بعد العمليات القادمة إلى ولاية النيل الأبيض ومن ثم إلى مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال دارفور على أن تتجمع مع القوات التي تصلها من أم درمان لتأسيس قاعدة عملياتية في كردفان وأخرى في الفاشر بولاية شمال دارفور.
وفيما يتعلق بمشاركة الإسلاميين في الحرب، قال العطا إن هناك 12 كتيبة من المقاومة الشعبية المسلحة تقاتل قوات الدعم السريع في أم درمان من مختلف القوى السياسية، ولا نمنع حق حرمان أي شخص من القتال.
انتقادات
ووجد حديث ياسر العطا انتقادات واسعة من قبل القوى السياسية السودانية، حيث قال القيادي بتحالف تنسقية “تقدم” ياسر عرمان، إنه “في لحظة صدق نادرة أفصح مساعد البرهان، في خطابه اليوم عن الأهداف الحقيقية لهذه الحرب ونوايا الذين يقفون من خلفها فهي لم تكن يومًا من أجل الكرامة أو الوطن بل من أجل استعادة السلطة والجاه من قبل الإسلامين ومنسوبيهم وحلفائهم من كبار الضباط”.
وشدد عرمان على ضرورة الفصل بين أي مفاوضات لوقف إطلاق النار والعملية السياسية، موضحًا أن الأخيرة يجب ان لا تترك لطرفي الصراع وإلا فان السلطة ستنتهي في يد العساكر وبمعزل عن الشعب وشعارات ثورة ديسمبر في المدنية والديمقراطية.
ودعا إلى العمل من أجل وقف الحرب أولاً ودون ربطها بالعملية السياسية في هذا التوقيت، مشيرًا إلى ضرورة مشاركة فاعلة من المدنيين وقوى التغيير وليس بمعزل عنهما.
وأكد أنه “دون بناء جيش وطني مهني لا يحمل فوق ظهره الإسلاميين ولا يتحكمون في قراره، لن نصل إلى استقرار أو ديمقراطية أو تنمية”.
وأوضح أن الحركة الإسلامية لن ترجع إلى حجمها الطبيعي ولن تترك الحروب والفساد والاستبداد والتنمر إلا إذا تم إنزالها من على ظهر الجيش.
من جهته قال نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني، خالد عمر يوسف، إن حديث ياسر العطا، يكشف حقيقة أن أهداف الحرب وغاياتها هي ترسيخ سلطة عسكرية استبدادية وقطع الطريق أمام أي آمال في تحول مدني ديمقراطي في السودان.
وأشار إلى الحرب الجارية هي امتداد لسلسلة طويلة من المؤامرات والتعديات لقطع الطريق أمام ثورة ديسمبر، بدايةً من فض اعتصام القيادة العامة، مروراً بالتآمر على الفترة الانتقالية وخنقها بإثارة الاضطرابات الأمنية في أرجاء البلاد وقفل شرق السودان واعتصام القصر مدفوع القيمة، وصولاً لانقلاب ٢٥ أكتوبر/ تشرين الأول 2021.
وقال إن “القوى المدنية الديمقراطية لن تضل الطريق ولن تزيغ هذه الحرب بصائرها، سنظل ضد هذه الحرب ولن ننحاز لأي شكل من أشكالها او طرف من أطرافها، سنظل نفضح زيف سردياتها الكاذبة ونقف بالمرصاد لكل من اراد ببلادنا وشعبها شراً، وسيخرج السودان من هذه المحنة وهو أقوى وأفضل وأجمل لا محالة”.
المصدر: صحيفة الراكوبة