وكان الثورة المهدية ، قد اندلعت لزف رجل على آخر

معمر حسن محمد نور
عقب انتفاضة ابريل المجيدة ، والندوات السياسية سيدة الموقف. في ندوة بميدان المدرسة الاهلية بكسلا ، كان شيخ الهدية. يرسل انتقاده لرأي امام الانصار الراحل الصادق المهدي في ان قوانين سبتمبر لا تساوي ثمن الحبر الذي كتبت به قائلا : الم يقم جدك بثورته انتصارا للشريعة على خلفية زف رجل على رجل؟ فاجأتني المعلومة وقتها خاصة وان الشيخ الوقور رحمه الله ، قد استخدم في وصف من زف اليه لفظا دارجا لا نستطيع ايراده هنا. لكن الاهم. هو ذلك الظن نفسه في السبب. يجعل مثل هذا التفكير على قول مجاهد نايل ، ان حرب الاربعين عاما بين بكر وتغلب. قد اندلعت لعجوز بناقة جرباء اسمها البسوس او جارية انكسرت جرتها لجفول حصان من القبيلة الثانية فقام رجل من قبيلتها فاعمل سيفه .. وحديثا يجعل حادث سراييفو سببا للحرب العالمية الاولى. اما في واقعنا الحالي. نشبت الحرب لتمرد الدعم السريع على الجيش. او انقلاب كيزان للعودة الى السلطة حسب رواية كل طرف. وهي روايات لا تصبر على استكناه العوامل الموضوعية التي ادت لذلك. سيما وأن ضخا اعلاميا كثيفا قد صاحب نشوب الحرب لتثبيت الرواية. شخصيا. وعقب اجازة قانون الدعم السريع. توقعت نشوب الحرب لان الجيش لن يقبل بقوة موازية تنازعه وعنونت مقالا (ليس السؤال هل .. بل متى سيتم الاصطدام). واعترف انني وقتها ظننت ان الامر لن يستغرق من الجيش سويعات لوجود سلاح الجو. والواضح انني ككثيرين غيري ما بحثت في الاسباب الموضوعية لنشوب الصراع. ومعرفتها تحتاج لباحثين غير متأثرين بهذا الجو الهلاريخي.
في هذا المناخ والطقس الضبابي. ياتي الحديث عن الحكومة الموازية. وارى ان مجرد اعلانها حتى وان لم تقم بأي عمل ذا دلالة مهمة. كونها تعبير عن عوامل تؤدي الى ضرورة قيامها. وستشتد في الفترة القادمة. دعاوى كل طرف وافعاله اما لانجاح الفكرة او افشالها كل يتخذ سبيله وفق رؤيته. لكن الامر في النهاية ، يبين ان اسباب اشتعال الحرب. اعمق بكثير من التبسيط الذي يتم تداوله. لذلك ، فإن عوامل احداث التغيير اللازم ، تعمل بقوة دفع كبيرة. لكن علينا الانتظار لنرى. لان التنظير في هذه الاجواء ، لن يلتفت اليه احد.
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة