“وقف إطلاق النار يتطلب توقيع من تعهدوا بتدمير بعضهم بعضا” الإندبندنت
“وقف إطلاق النار يتطلب توقيع من تعهدوا بتدمير بعضهم بعضا” الإندبندنت
بدأ الحديث عن وقف محتمل لإطلاق النار يتزايد مع اقتراب حلول شهر رمضان. وكان هذا هو الموضوع الذي تناولته عدة صحف اليوم.
ونتوقف في بداية هذا العرض عند افتتاحية صحيفة “الإندبندنت” البريطانية التي كان عنوانها: “مجرد الحديث عن وقف محتمل لإطلاق النار في غزة يبعث الأمل”.
وتقول الصحيفة: “مهما حدث للاتفاق المحتمل، فإن وقف إطلاق النار في غزة، أيا كان نوعه، سيكون سببا هائلا لبعث الأمل”.
فبعد موت نحو “30 ألفا”، بحسب تقديرات وزارة الصحة الفلسطينية، يبدو أن الوقت قد حان لوقف القتال. وهذا ما أشار إليه الرئيس الأمريكي جو بايدن حينما قال: “إنه يمكن ترتيب إنهاء القتال في أقرب وقت من الأسبوع المقبل. وإن تم فسيستمر، فيما يبدو، 40 يوما حتى نهاية شهر رمضان، ومن الممكن أن يتطور بسلاسة حتى إنهاء الحرب”.
جهود تستحق “جائزة نوبل مشتركة للسلام”
وإن حدث ذلك كما تقول الافتتاحية فإنه “سيهيئ ظروفا لبعض التقدم سياسيا. لكن ذلك، كما ألمحت حكومة الولايات المتحدة، قد يقتضي اعتراف الدول الغربية بفلسطين دولة قومية مستقلة .. ويشمل ذلك بريطانيا، كما قال ديفيد كاميرون”.
وتشير الصحيفة إلى ضرورة التوقيع أولا “على وقف إطلاق النار من قِبَل أعداء تعهدوا بتدمير بعضهم بعضا: بنيامين نتنياهو وحماس”.
وأثنت الصحيفة على الاقتراح الذي قدمته واشنطن وعلى المساهمين في التفاوض، ومن بينهم مصر وقطر، وتقول إنها “كانت رائعة وتستحق جائزة نوبل مشتركة للسلام”.
ما الخطوط العريضة للاتفاق المحتمل؟
وتتساءل الافتتاحية: “ما الشكل الذي سيتخذه وقف إطلاق النار؟”
وإجابة عن ذلك تقدم هذه الخطوط العريضة:
- إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وغيرهم مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين
- تدفق إمدادات المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك الشمال المعزول
- بناء ملاجئ، وعلاج المرضى
- عودة المدنيين الفلسطينيين إلى ما تبقى من منازلهم، ودفن موتاهم والبحث عن عائلاتهم المفقودة
- انتهاء معاناة أسر الرهائن الإسرائيليين
وقف إطلاق النار “سيجنبنا كابوس مواجهة كبرى”
وتؤكد الصحيفة على أن تنفيذ وقف إطلاق النار يجب أن يكون من الجانبين، و”لذلك يجب أن تلغي إسرائيل الهجوم البري المعتزم على رفح .. ويتعين على حماس والفصائل الأخرى الكف عن إطلاق الصواريخ على التجمعات السكنية في إسرائيل من أي منطقة فلسطينية”.
وتتوقع الافتتاحية تخفيف “حدة التوتر في جميع أنحاء المنطقة. وإذا أصبحت إيران ضمنيا طرفا في وقف إطلاق النار، فيجب أن تهدأ حملة الحوثيين في البحر الأحمر وخليج عدن، ويستأنف الشحن الدولي”.
وتقول الصحيفة: “يمكن للسلام أن يفضي إلى انخفاض مستويات العنف .. ويتجنب العالم كابوس مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل أو أمريكا”.
“من مصلحة إسرائيل وقف القتال”
وترى الصحيفة “أن الحرب التي شنتها الحكومة الإسرائيلية الحالية لم تكن لتدمر حماس، لكنها إن طال أمدها كانت ستؤدي إلى نتائج عكسية، وكان النصر فيها بعيد المنال.. ومن مصلحة إسرائيل أن يتوقف القتال”.
وتختتم الصحيفة افتتاحيتها قائلة: “أما عواقب السلام فسوف تكون بعيدة المدى، بما في ذلك مختلف أنحاء الغرب، وسوف تعفي الأحزاب الديمقراطية الاجتماعية من محاولة اتخاذ موقف سياسي متوازن بين حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ووضع حد لفقد أرواح الأبرياء .. ولن يضطر الديمقراطيون في الولايات المتحدة وحزب العمال البريطاني إلى الالتواء في الخطاب بشأن نوع وقف إطلاق النار الذي ينبغي الدعوة إليه”.
ثم تتساءل: “لكن كيف يمكن للبلدين الواقعين بين النهر والبحر أن يضمنا أمن بعضهما بعضا. هذا هو النقاش الذي ينبغي أن يخوضاه”.
في انتظار السلام أو الحرب !
ونتحول الآن إلى ما كتبه عبد المنعم سعيد في صحيفة “الأيام” الفلسطينية تحت عنوان: “في انتظار السلام أو الحرب”.
يعبر الكاتب في بداية مقالته عن عدم استقرار الأوضاع فيما سماه “الصراع في قطاع غزة”، حيث “تجري تفاعلات متعاكسة في نفس الوقت ما بين البحث الدؤوب عن هدنة .. وعمليات للتصعيد في جبهات متعددة”.
ويشير إلى استمرار “نوع من الانضباط العسكري على كل الجبهات .. لم تعد الحرب سافرة عن وجه إيران، ولا وجه الولايات المتحدة في مواجهة تُخلع فيها القفازات وتُرفع الأقنعة”.
وأصبح المسموح به كما يقول هو “التصعيد الشفهي المصرح به للشيخ حسن نصرالله في لبنان، وقادة حماس في فلسطين، والمتحدث الرسمي باسم القوات الحوثية في اليمن، وما تقرر عسكريا، حيث لا تحدث المواجهة المباشرة بين طهران وواشنطن”.
توازن إيراني وتوازن أمريكي
ويرى عبد المنعم سعيد أن “إيران تحاول الموازنة ما بين عصر التهدئة بينها وبين دول عربية عديدة، وبينها وبين الولايات المتحدة بعد صفقة الأسرى .. والمضي قدما في مواجهة مع الدولة العبرية، قبل أن تقوم الأخيرة بما تتوقعه من هجوم على قدراتها النووية”.
أما واشنطن فتحاول “من ناحيتها أن توازن ما بين تقديم حد من الردع يكفي لمنع توسيع نطاق الحرب .. وتسوية أكبر للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين”.
“الجمع بين السلام والوحشية” مستحيل
ويقول الكاتب إن الوضع الحالي، وضع الانتظار، يضعنا بين “شقي رحى الردع، الذي يأتي من تكلفة الحرب وأهوالها، وإغراء وضغط القوى الدينية الأصولية على الجانبين العبري والعربي في تحقيق انتصار شامل يكفل الاستيلاء على كامل التراب الفلسطيني بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط”.
ويختتم الكاتب مقالته بوصف وضع مصر وسط هذه المعضلة “الوجودية”، بحسب وصفه، فيقول إنها “تبذل جهودا مضنية لتجنب اتساع الحرب .. وتقريب وجهات النظر بين حماس وإسرائيل .. وتقف مصر في انتظار “غودو” لأنها مهددة في اللحظة الراهنة في أكثر من جبهة”.
ويطالب الكاتب بضرورة “المصارحة الكاملة مع إسرائيل شعبا وحكومة بأنها لا تستطيع أن تجمع ما بين السلام والوحشية في نفس الوقت، ومع المنطقة العربية كلها بأنه لا يمكن لدول المنطقة أن تحقق التنمية والازدهار، بينما تُسلم نفسها إلى ميليشيات تهدد سيادة الدول، وتجرها إلى صراعات إقليمية وعالمية في نفس الوقت”.
أطول مفاوضات
ونتحول في ختام هذا العرض إلى صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، التي نشرت مقالا بعنوان: “بايدن يأمل في التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن”.
وتصف الصحيفة المفاوضات بأنها “كانت أطول من أي وقت مضى”، وتشير إلى “تفاؤل بايدن .. لكن الوسطاء يقولون إن حماس حتى الآن غير راغبة في الموافقة على الصفقة، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية”.
ونقلت الصحيفة عن إسماعيل هنية، الذي وصفته بالـ “منعزل”، قوله إن الحركة “تبنت جهود الوسطاء لإنهاء الحرب .. واتهم إسرائيل بالمماطلة في الوقت الذي يموت فيه سكان غزة تحت الحصار .. لن نسمح للعدو أن يستخدم المفاوضات غطاء لهذه الجريمة”.
ثم أشارت إلى موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي، نتنياهو، الذي عبر عن استعداد إسرائيل “للتوصل إلى اتفاق، والأمر متروك الآن لحماس للتخلي عن مطالبها”، التي وصفها بالـ”غريبة” و”من كوكب آخر”.
وذكرت الصحيفة أن إسرائيل أبدت استعدادها “للإفراج عن 400 سجين فلسطيني، من بينهم بعض المدانين بتهم خطيرة، مقابل إطلاق سراح 40 امرأة إسرائيلية ورجل مسن محتجزين في غزة” .
“عودة المدنيين إلى شمال غزة مشروط بعودة الرهائن”
وتقول الصحيفة إن الاتفاق المحتمل، بحسب تقارير كما تقول، سيسمح بـ:
- العودة التدريجية للمدنيين إلى شمال غزة، باستثناء الشباب
- تدفق أكبر للمساعدات الإنسانية
- دخول الملاجئ المؤقتة والآلات الثقيلة
- إعادة تمركز القوات الإسرائيلية خارج المناطق المأهولة بالسكان
- وقف الاستطلاع الجوي لمدة ثماني ساعات يوميا
لكن وزير الدفاع الإسرائيلي كما تقول الصحيفة ربط عودة المدنيين إلى منازلهم في شمال غزة بـ”عودة جميع الرهائن إلى إسرائيل”.
وتقول الصحيفة إن إسرائيل مازالت تصر على أنها لن “تنهي الحرب حتى يُقضى على حماس .. بينما تقول حماس إنها لن تطلق سراح الرهائن دون التوصل إلى اتفاق بشأن إنهاء الحرب”.
المصدر: صحيفة الراكوبة