وفاه الشاعر الشاب مكي أحمد متأثرًا بإصابته في مدينة ود مدني
ضجت بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في السودان بنبأ وفاة الشاعر الشاب مكي أحمد آدم أمس الجمعة في مدينة ود مدني وسط السودان في ظروف غامضة
التغيير: عبد الله برير
وتداول أصدقاء وزملاء الراحل خبر وفاته بحروف ملؤها الحزن عطفا على السيرة الطيبة للفقيد ومحبة الناس التي اكتسبها .
وجاءت وفاة أحمد في مدينة ودمدني بولاية الجزيرة في ظروف غامضة بسبب انقطاع الاتصالات الهاتفية منذ اشهر عقب دخول قوات الدعم السريع للمدينة. وتعددت الروايات حول وفاه الشاعر الشاب واشار البعض الى اتهام عناصر الدعم السريع بتصفيته.
وتعود تفاصيل الحادثة بحسب مصادر “التغيير” إلى وجود مكي في منطقة دار أم بلال قرب حي مارنجان حله حسن بودمدني، إذ خرج في جولة مساء الخميس مثلما درح على ذلك بصورة شبه يومية.
وعثر على مكي في نهار اليوم التالي مغشيًا عليه في أحد أحد المخازن بدار أم بلال مع وجود آثار إصابة في رأسه ومناطق متفرقة في جسده. غير أن مصادر “التغيير” لم تحدد ما إذا كانت الاصابة بطلق ناري أو بعنصر آخر. ونقل الراحل الى المستشفى حيث تلقى العلاج قبل أن تفارق روحه الحياة لاحقا متأثرا باصابته.
اضطراب ما بعد الصدمة
وعانى أحمد من مرض نفسي في الفترة الاخيرة، حيث شخص باضطراب ما بعد الصدمة، وتلقى العلاج في مستشفى حسن علوب للطب النفسي بودمدني لفترة طويلة وبدأ في التحسن والاستجابة.
وعقب اجتياح الدعم السريع لولاية الجزيره تدهورت احوال المستشفى وأخرج المرضى ليعود مكي إلى ذويه بحي مارنجان وهناك بدأت تتدهور صحته النفسية من جديد.
ولد مكي بمدينة مدني في منتصف الثمانينيات، وتنحدر أصوله من منطقة كردفان غربي البلاد، وتلقى تعليمه الدراسي الاساسي في قرية دار أم بلال ودرس الثانوي بمدرسة الأحفاد المختلطة، ثم التحق بكلية الآداب في جامعة الخرطوم في العام 2005 ودرس الفلسفه واللغة العربية.
عرف أحمد بزهده في الحياة وحبه للأصدقاء. وكان الراحل محجوب شريف قدوة له حيث يلقبه بالأب الروحي، كما اشتهر بشاعريته الفذة، وكتب الشعر باللغه العربية الفصحى واللهجة العامية. وتمتاز أشعاره بالصدق والحزن والتآسي على حال الحياة والفلسفة العميقة والتصاوير البديعة.
كان مكي مبدعا شاملا يكتب الشعر ويغني بصفة الهواية وعرف في مدينته بانه لاعب كرة قدم ماهر مثل منتخب المنطقة.
رحل مكي حاملا معه بساطته وعمقه في ذات الان متوسدا احلام جيل حلم بالحرية والديمقراطية والعدالة وكان من المؤمنين بالسودان الجديد والمحبين لأصدقائه حد تخليدهم في كتاباته.
من أشعار الراحل:
سأغادرك أيتها الحياة
كطفل سعيد على أرجوحة
سأترك على يديك
الطين واللعاب وشقاء الطفولة
وحين يسألني الله
عمرك فيما أفنيته؟
أقول: حاولت جاهداً،
جاهداً حاولت أن أصبح زهرة،
لكني فشلت!
المصدر: صحيفة التغيير