توفى 11 لاجئًا سودانيًا، فيما تم إنقاذ 15 آخرين، اليوم الخميس، على الحدود الليبية بعد أن تعطلت مركبة كانت تقلهم من السودان إلى مدينة الكفرة عبر الأراضي التشادية، وفق مصادر طبية وشهود عيان.
وتداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق لحظة العثور على الضحايا، حيث ظهر أحد المواطنين الليبيين وهو تائه في الصحراء ليصادف المجموعة في حالة إنسانية متدهورة بعد أن تعطلت مركبتهم وسط الصحراء.
ووفقًا لشهادات الناجين، فقد ظلوا عالقين لأكثر من خمسة أيام دون ماء أو غذاء، ما تسبب في وفاة 11 شخصًا، من بينهم نساء وأطفال وكبار في السن، ووجود حالات حرجة بحاجة إلى تدخل طبي عاجل.
وأكد مصدر بجهاز الإسعاف والطوارئ في مدينة الكفرة لـ”دارفور24″، أن فرق الإسعاف هرعت إلى موقع الحادث لنقل المصابين والضحايا إلى مستشفى الشهيد عطية الكاسح بالمدينة لتلقي العلاج والرعاية اللازمة.
وعبّر الفاضل الجيلي، أحد أعضاء الجالية السودانية في الكفرة، عن أسفه الشديد للحادث، مشيرًا إلى أن الجالية دأبت على تحذير اللاجئين من سلك الطرق الصحراوية، خاصة المسار الغربي الذي يربط السودان بتشاد ثم ليبيا، لما يشكّله من مخاطر نتيجة وعورته وبعده عن الطرق الرسمية، وغياب الحماية الأمنية.
ويأتي هذا الحادث في ظل تراجع في حركة التجارة وعبور اللاجئين عبر المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا، منذ حادثة اختطاف ثلاثة مواطنين ليبيين في أبريل الماضي، ما دفع السلطات الليبية إلى تشديد الرقابة على المعابر الحدودية، استجابة لضغوط شعبية من أهالي مدينة الكفرة.
وأفاد أحد اللاجئين السودانيين المقيمين بالكفرة لـ”دارفور24″ بأن حركة تنقل اللاجئين توقفت منذ نحو شهر، بعد ضبط عدد من المركبات التي كانت تقل العشرات منهم، في إطار تطبيق قرار أمني بمراقبة الحدود.
وشمل القرار وقف دخول الشاحنات التجارية القادمة من السودان إلى الكفرة.
وكانت الحادثة الأخيرة قد وقعت في 11 مايو الجاري، عندما تعطلت مركبة تقل أكثر من 40 لاجئًا ،معظمهم من النساء والأطفال ،أثناء عبورها الصحراء من تشاد نحو ليبيا، وتم نقلهم إلى مدينة الكفرة لتلقي الرعاية الصحية.
وبحسب بيانات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في ليبيا، فقد بلغ عدد اللاجئين السودانيين الذين دخلوا الأراضي الليبية حتى مارس الماضي نحو 230 ألفًا، بعد تصاعد النزاع المسلح في السودان منذ أبريل 2023، مشيرة إلى أن منفذ الكفرة كان يستقبل يوميًا ما بين 300 إلى 400 لاجئ قبل تشديد الإجراءات الحدودية.
دارفور 24
المصدر: صحيفة الراكوبة
