يعيش أطفال السودان النازحين في ظروف غير إنسانية داخل مراكز إيواء مكتظة تفتقر للمياه، الغذاء، والأمان.

كمبالا: التغيير

كشفت عضو اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، أخصائية الباطنية والأوبئة د. أديبة إبراهيم السيد، عن وفاة أكثر من نصف مليون (522 ألف) رضيع في السودان منذ اندلاع حرب منتصف أبريل 2023م، بسبب سوء التغذية والأمراض المعدية الناتجة عن الاكتظاظ السكاني، نقص الغذاء، وانعدام الرعاية الصحية في مناطق النزاع.

وقالت في تصريح لـ(التغيير)، إن طفلًا أو اثنين يفقدان حياتهما كل ساعة داخل معسكرات مثل ادري، زمزم، وعدد من مراكز الإيواء البعيدة عن المستشفيات.

وأشارت د. أديبة إلى أن 286 ألف طفل على الأقل يعانون حاليًا من سوء تغذية حاد، في ظل نقص كبير في الغذاء والرعاية الطبية، بالإضافة إلى تفشي الأمراض الوبائية، أبرزها حمى الضنك التي أصابت أكثر من 576 ألف شخص، والكوليرا التي تجاوزت 316 ألف إصابة، إلى جانب انتشار الملاريا، الحصبة، السل، وسوء التغذية في معظم مناطق النزوح والنزاع.

أوضاع مأساوية للنساء والأطفال

وأوضحت أن هناك أكثر من 680 ألف امرأة حبلى، تعيش غالبيتهن في مناطق نائية أو محاصرة، ما يزيد من مخاطر الوفاة أثناء الحمل أو الولادة في ظل غياب تام للرعاية الطبية.

وفي جنوب كردفان المحاصرة، لفتت إلى تسجيل أكثر من 54 حالة إصابة بمرض السل بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و16 عامًا، بسبب ضعف المناعة الناتج عن سوء التغذية وغياب الخدمات الصحية.

أرقام مرعبة للانتهاكات الصحية والجسدية

ووفقًا لوحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل، تم توثيق 150 ألف حالة اغتصاب وتحرش جنسي ضد الأطفال منذ بداية الحرب.

ووصفت د. أديبة هذه الجرائم بأنها “الجريمة الأكبر في البلاد”، مشيرة إلى أن الاغتصاب يُستخدم كسلاح في الحرب، وأن النساء والفتيات يتعرضن لانتهاكات ممنهجة في مناطق النزاع.

وقالت: بعض حالات الاغتصاب أدت إلى ولادة أطفال تُركوا في المستشفيات دون هوية، موضحة أن مستشفيات مثل النو، شندي والقضارف استقبلت العديد من الناجيات اللواتي أنجبن في ظروف إنسانية مأساوية.

وأكدت توثيق 679 حالة اغتصاب منذ اندلاع الحرب، من بينها 197 حالة لأطفال. وأضافت أن الضحايا تعرفن على الجناة من ملابسهم وهيئتهم العسكرية، وغالبًا ما كانوا ينتمون إلى قوات الدعم السريع.

وأشارت عضو اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء إلى أن معظم الحالات التي وصلت إلى المرافق الصحية كانت في أوضاع حرجة، حيث سُجلت حالات نزيف حاد، تمزقات في الأغشية التناسلية، جروح في عنق الرحم، وتورم في الخصيتين لدى الأطفال الذكور، إلى جانب الناسور البولي، التبول اللاإرادي، والإغماء بسبب التهابات في الدم.

وشددت على أن علاج هذه الحالات يتطلب بروتوكولات دقيقة للوقاية من الأمراض المنقولة جنسياً ومنع الحمل، إلا أن تطبيقها يواجه عقبات كبيرة، من أبرزها وصمة العار المجتمعية، رفض الأسر، هروب بعض الناجيات بعد تلقي الإسعافات الأولية، إضافة إلى غياب الوثائق الطبية نتيجة القصف أو احتلال المستشفيات.

واختتمت د. أديبة، بالتحذير من أن الأطفال النازحين يعيشون في ظروف غير إنسانية داخل مراكز إيواء مكتظة تفتقر للمياه، الغذاء، والأمان.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.