وطنٌ في مهب الريح.. كاريكاتير عمر دفع الله
جبلٌ يُحيّرني سكونك!
حين يرتاد قمتك العلية عصبة الأنذال أشباه الرجال
ويدنسون قداسة
ما كان يمكن أن تُدنس او تنال!
الشاعر : حسن عثمان الحسن
(( ثلاثون عاما. كان شجر الصفاف يبيض ويخضر ويصفر في الحدائق
وطير الوقوق يغني للربيع كل عام. ثلاثون عاما وقاعة البرت تغص كل
ليلة بعشاق بيتهوفن وباخ، والمطابع تخرج آلاف الكتب في الفن والفكر. مسرحيات برنارد شو تمثّل في الرويال كورت والهيماركت. كانت ايدث ستول تغرد بالشعر. ومسرح البرنس اف ويلز يفيض بالشباب والالق.
البحر في مده وجزره وبورتمث وبرايتن، ومنطقطة البحيرات تزدهي عاما بعد عام. الجزيرة مثل لحن عذب، سعيد حزين، في تحول سرابي مع تحول الفصول. ثلاثون عاما وانا جزء من كل هذا، أعيش فيه،، ولا احس بجماله الحقيقي، ولا يعنيني منه إلا ما يملأ فراشي كل ليلة. ))
هذه شهادة مصطفى سعيد عن حياته في عاصمة الضباب.
فماذا عن حياتنا نحن أهل السودان بعد قرابة السبعين عاما من خروج
الغزاة عن بلادنا؟ كنا نعيش في اكبر بلاد في افريقيا، فقسمناها الى نصفين
كالبطيخة. لا لشئ . فقط لأنها كانت كبيرة علينا ولأن تنوعها كان
كالخنجر في خاصرتها بفعل المعاتيه بيننا. كنا لا نعرف لا نعرف من نحن.
كنا نبحث عن هويتنا بين اطلالها . فلم نعثر على شئ يفسر خيبتنا ومحنتنا.
انني لم اجد شعرا يشبه علاقتنا ببلادنا سوى القصيدة التى كتبها
نزار قبانى عن بيروت وكأنه كان يعينيا أكثر مما كان يعني بيروت :
(( نعترفُ أمامَ اللهِ الواحدِ ..
أنّا كُنّا منكِ نغارُ ..
وكانَ جمالكِ يؤذينا ..
نعترفُ الآنَ ..
بأنّا لم ننصفْكِ .. ولم نعذُرْكِ .. ولم نفهمْكِ ..
وأهديناكِ مكانَ الوردةِ سِكّينا …
نعترفُ أمامَ اللهِ العادلِ …
أنّا راودناكِ ..
وعاشرناكِ ..
وضاجعناكِ ..
وحمّلناكِ معاصينا .. ))
عمر دفع الله
المصدر: صحيفة الراكوبة