وزير العدل في جنيف: هل حمل معه ملفات الانقلاب الدموية!!
وزير العدل في جنيف: هل حمل معه ملفات الانقلاب الدموية!!
د. مرتضى الغالي
السودان تحت الانقلاب دولة إرهاب بامتياز..! تقتل بنادقه النظامية الفتيان المسالمين عمداً بالأسلحة الرشاشة.. ويخرج فيها ملثمون تحت عيون الدولة بكل قواها الشرطية والأمنية للإعلان عن تكوين المليشيات والجيوش الموازية…وتجري الدماء في دارفور والنيل الأزرق.. ويتم فيها العفو عن الإرهابيين واخراجهم من السجون.. ووزير العدل في جمهورية السودان الانقلابية (وهو لسوء الحظ أيضاً رئيس الآلية الوطنية لحقوق الانسان) ترأس وفداً إلى جنيف لمناقشة تقاريرحقوق الانسان في غواتيمالا وكولومبيا وهندراوس..! أي الله… هذه من بعض أعمال الدورة الحالية للمفوضية السامية لحقوق الانسان..!!
هل حمل وزير العدل معه ملف الفتى الشهيد برصاص الدولة (ابراهيم مجذوب)..؟! وملفات قتلى المدنيين بالرصاص النظامي والنازحين بأمر الدولة والمصابين بمقذوبات الأوبلين الرسمية..؟!
وبهذه المناسبة يبدو أن الناجي والجزولي ارهابيان (سِنة ناعمة) كما يقول أخواننا المكنيكية..! فهما يجيدان التهويش والتشويش عندما يأمنا المساءلة والملاحقة فتنتفخ الحلاقيم في (أوقات الترطيب) مثل الضفادع..ولكنهما من قوم يجيدون المداهنة و(المحلسة) عند (أول زرّة) فينططون عيونهم.. ويتلعثمون ويلجأون إلى الكذب والزوغان..!!
أحدهما وهو الناجي مصطفى فتح حلقومه وخَطب في ملثمين يحملون الأسلحة في منطقة بالنيل الأبيض وقال انه يريد تحرير السودان من البشر وتحرير فلسطين من اليهود… ولكنه بدلاً من الذهاب إلى غزة تمهيداً لغزو اسرائيل.. ذهب إلى النيل الأبيض في (دعوة زواج)..! وقال أمام المحكمة انه تناول هناك (وجبة الغداء) مع صديقه العريس الجزولي..!! وكان هذا الرجل (بعد أن تغدى) قد خطب في ملثمين وملأ خياشيمه بتهديدات فاقعة.. ولكنه نكص أمام القاضي وقال بدون أي لمحة خجل إنه لم يذكر اسرائيل بكلمة ولم (يجيب شوطها) بل قال الكيان الصهيوني..!!
طبعاً السبب في هذا التأكيد معروف..! فهو لا يريد ان يغضب البرهان وجماعة الانقلاب ويجرح علاقتهم وتقديرهم لاسرائيل..! والأغرب أنه أنكر مشاهدته للملثمين خلال خطبته مع أنهم كانوا يقفون حوله وخلفه..وقال للمحكمة والكتاب المقدس أمامه انه لم يشاهدهم إلا (فيما بعد)..!! رجل في قرية.. تغدى من العريس ووقف خطيباً ولكنه لم يشاهد الملثمين وهم يحملون السلاح.. في حين أن منظرهم كان حديث القرية والقرى المجاورة.. والمنطقة بأسرها..!
الرجل نسى ما قاله في الاستجواب بأنه عند وصوله الي مشارف قرية (الصقيعة) كان في استقباله (بكاسي) بها بعض الملثمين بشعار فلسطين..! يا رجل اذا خُفت فلا تقل واذا قلت لا تخف… انت تريد تحرير فلسطين وتخاف من قول كلمة إسرائيل عند سلطان انقلابي جائر..؟! متى إذاً تقول كلمة الحق إذا كنت تخاف من جماعة انقلاب غير مشروع..؟!
ثم يقول الناجي للمحكمة عن سيرته الذاتية إنه (استاذ جامعي) في جامعة القرآن الكريم وسياسي وباحث بمركز التحصيل الفكري..! ما هذه الأوكار الاخونجية التي يختبئ خلفها مثل هؤلاء الناس من صنفه.. ومن صنف عبد الحي يوسف..؟! كيف جاز أن يكونوا اساتذة جامعات..؟! إن بعض الجامعات والمراكز التي تتخفّى تحت اسماء دينية وعلمية ما هي الا أوكار للأفاعي من فلول الانقاذيين والدواعش..! والكارثة أن شخصاً مثل عبد الحي يوسف وصلت به الجرأة أن يصبح رئيساً لقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم..!!
يجب أن يُعاد التفكير الجدي في التقييم العلمي والأكاديمي والوطني لجامعة افريقيا العالمية وجامعة القرآن الكريم التي رأينا كيف أنها تمنح شهادات الدكتوراه والبروفيسورية لكل موقوذة ونطيحة وبمعدلات لم تعرفها اكسفورد وكامبريدج..! هذا ظلم للطلاب الذين يبحثون العلم عند عبدالحي يوسف وكمال عبيد وزير اعلام الانقاذ..! فأين هي مطلوبات معاهد العلم من حيث شروط المباني والمعاني والحريات البحثية والاضافة الاكاديمية والبيئة الجامعية السويّة..؟!
تنظيف البيئة الاكاديمية مما لحق بها من (خزعبلات) من أوجب واجبات فترة الانتقال وتهيئة الوطن للانعتاق من آثار دولة الانقاذ التي اطلقت عن قصد الخراب في مؤسسات التعليم.. فبالله ما الذي يمكن ان يحشو به عبد الحي يوسف والناجي مصطفي أدمغة الطلاب.. وهذه هي سيرتهم أمام الناس..؟! كيف يكون مَنْ في شاكلة هؤلاء قدوة لأجيال الغد وفيهم الإرهابي الذي يكذب خوفاً وطمعاً في أمور لا تقبل التأويل.. وفيهم الذي يستلم من المال المسروق خمسة مليون دولار ويهرب بها الى تركيا..! الله لا كسبكم..!
المصدر: صحيفة التغيير