وداع شهر رمضان لحظات الفراق ومحاسبة النفس

ظِلَال القمــــــر
عبدالرحمن محمـــد فضــل
يأتي شهر رمضان حاملاً معه نفحات إيمانية وروحانية، فهو شهر الطاعة والغفران، حيث يعيش المسلمون فيه أجواءً من التقرب إلى الله بالصيام والصلاة والقيام والذكر، ولكن كما هو الحال في هذه الحياة ” لكل بداية نهاية” مع كل شيء، فإن لشهر رمضان نهاية، وحين تحين لحظة الوداع، تختلط المشاعر بين الفرح بقدوم العيد والحزن على رحيل أيام الرحمة والمغفرة، حيث يودّع المسلمون رمضان بمزيج من الأسى والرجاء، فالبعض يشعر بالحزن لأنهم لم يستثمروا الشهر كما كانوا يتمنون، بينما آخرون يشعرون بالرضا لأنهم بذلوا جهدهم في الطاعة والعبادة. ومع انتهاء هذا الشهر الفضيل، يستشعر المسلم أهمية مواصلة الأعمال الصالحة التي اعتاد عليها، مثل الصلاة وقراءة القرآن والصدقة، ليكون رمضان نقطة انطلاق لحياة أكثر قربًا من الله، ويعدّ وداع رمضان فرصة عظيمة للمسلم كي يحاسب نفسه ويطوح عليها بعض الاسئلة مثل هل انا أحسنت استغلال أيامه ولياليه في الطاعات؟ وهل استطعت تحقيق التغيير الذي كنت أسعى إليه؟وكيف يمكنني الاستمرار على نهج الصالحات بعد انتهاء الشهر الفضيل شهر رمضان ؟هذه الأسئلة ينبغي علي المسلم ان يطرحها علي نفسه ويجب عليه الاستفادة من دروس رمضان والعمل على تحسين علاقته بالله بعد رحيل وانتهاء هذا الشهر الفضيل، ولكن رغم الحزن على وداع رمضان، فإن الله سبحانه وتعالى يعوض المسلمين بفرحة عيد الفطر، الذي يُعد مكافأة للصائمين، فيجتمع المسلمون على الفرح والتكافل وصلة الرحم، وبكل تاكيد ان العيد فرصة لترسيخ القيم التي تعلمناها في رمضان، من العطاء والتسامح والتقرب من الله، فإن رحيل رمضان ليس نهايةً للطاعة، بل بدايةٌ للاستمرار في طريق الخير فمن أحب رمضان حقًا، سيسعى إلى الحفاظ على روحانيته طوال العام فلنجعل من وداع هذا الشهر الفضيل بدايةً لعهد جديد مع الله، مليئًا بالطاعة والعمل الصالح، ونسال الله ان يكون مع نهاية رمضان نهاية للحرب وان ينتصر الحق والعدل والاحسان ونتمني ان يكون رمضان والحرب هم نقطة تحول علي المستوي الشخصي لكل فرد وكذلك تكون نفطة تحول للمجتمع وان يكون ذلك ظاهرا وجليا في السلوك والاخلاق والتعامل والاستسلام التام لاوامر الله ونواهيه والرضي كل الاقدار، والسعي الحسيس للتغير نحو الافضل والارتقاء بالايمان الذي يذيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، فالذين فعلا صاموا رمضان بحق وارتكبوا تجاوزات في ظل هذه الحرب يجب عليهم التوبة النصوحة ورد كل ماسرقوه ونهبوه من اموال وممتلكات غيرهم رمضان فرصة عظيمة للتوبة والرجوع الي الله وتكتمل فرحة رمضان بفرحة العيد السعيد وسائلين المولي عز وجل ان تكتمل فرحتنا بان تضع الحرب اوزارها ويرفرف السلام والامن في ربوع كل شبر من بلادنا العزيزة السودان (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَابِأَنْفُسِهِمْ [سورةالرعد الاية11] فهل رمضان وتلاوة القرآن وصلاة القيام واوزار الحرب وازيز الطائرات واصوات القنابل والدانات والبنادق والدماء والاشلاء والخوف والرعب والذعر والموت، غيروا من سلوكنا واخلاقنا وعلاقتنا مع الله والناس والجيران والمجتمع؟ .
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة