وداعاً مشاعر عبدالله عمر

فيصل الباقر
غيّب الموت المدافعة الحقوقية مشاعر عبدالله عمر، فى يوم الأحد الثاني من مارس 2025، الموافق (2 رمضان 1446هجرية) ، إذ وافتها المنيّة ، فى دولة الأمارات العربية المتحدة … وبفقدها ، تفقد حركة حقوق الإنسان السودانية ، مناضلة من طراز فريد ، كرّست وقتها وجهدها وعلمها وعملها ، فى الدفاع عن حقوق الإنسان ، فى أحلك الظروف وأصعبها ، فى مواجهة الدكتاتورية ، ومقاومة انتهاكات حقوق الإنسان ، ومناهضة التعذيب ، ولم تلن من عزيمتها الإعتقالات ، ولا الاستدعاءات ، ولا التهديدات.
التحقت الراحلة بمركز الخرطوم لحقوق الإنسان وتنمية البيئة وأسهمت بجهد كبير فى تأسيسه فى عام 2001م ، وواصلت عملها بشجاعةٍ وثبات وتضحية ونكران ذات ، دون كلل ولا ملل ، إلى أن تمّ إغلاق المركز تعسُّفياً بقرار أمني من السلطات السودانية، فى العام 2009م … ثمّ انتقلت إلى العمل ببعثة الإتحاد الأوروبي فى السودان ، إلى أن اختطفها الموت بغتةً ، وهي تواصل إلتزامها بالدفاع عن حقوق الإنسان ، متحدّية كل الصعوبات والمخاطر.
ببالغ الحزن والأسى ، وبقلوبٍ مكلومة ، ينعي مركز الخرطوم لحقوق الإنسان وتنمية البيئة ، والمركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام ، وصحفيون لحقوق الإنسان جهر ، مناضلة حقوقية صلبة ، أسهمت فى مناهضة التعذيب ، والدفاع عن حرية التعبير ، وحقوق الإنسان ، ومقاومة الاستبداد والقهر والظلم ، وقد عرفتها الشوارع التي لا تخون ، مناضلة متقدمة فى الصفوف الأمامية ، فى الدفاع عن الحقوق ، وعن أهداف ثورة ديسمبر 2018م المجيدة ، وشعاراتها فى الحرية والسلام والعدالة.
لعبت الفقيدة دوراً مرموقاً فى تكريس وتعليم ثقافة حقوق الإنسان ، وبقيت حتّى آخر لحظة فى حياتها ممسكة على مبادئها الحقوقية ، وقابضة على جمر الدفاع عن الحقوق ، بصبرٍ وشجاعةٍ فائقة … ستظل مشاعر عبدالله عمر ، نموذجاً حيّاً ، ومثالاً ساطعاً للمرأة السودانية المناضلة والمدافعة عن الحقوق ، والمثابرة فى الدفاع عن حقوق الإنسان … العزاء لأسرتها الصغيرة والكبيرة والممتدة ، ولحركة حقوق الإنسان السودانية ، ولرفاقها ورفيقاتها فى حركة حقوق الإنسان العالمية.
ونحن إذ ننعيها للشعب السوداني ، ولحركة حقوق الإنسان السودانية ، ننعي للمدافعات الحقوقيات والمدافعين الحقوقيين فى الشرق الأوسط ، وشمال وشرق أفريقيا ، مناضلة صلبة ، قدّمت لحركة حقوق الإنسان ، فى صمتٍ وإباءٍ وشمم ، وساهمت فى تعليم وتدريب المئات من المدافعين والمدافعات ، فى الحماية والسلامة ، بمثلما قدّمت معرفيّأً وإداريّاً الكثير ، للمؤسسات التى انتمت لها ، وشاركت فى بنائها ، واستقرارها ، وصمودها ، ورسوخ قدمها فى التربة السودانية ، فى أحلك الظروف ، وأصعب الأزمنة النضالية. إننا إذ ننعي مشاعر عبدالله عمر ، نعاهد روحها الطاهرة ، على مواصلة السير فى طريق القضايا الحقوقية الذي كرّست جهدها وحياتها من أجلها … وداعاً مشاعر ، وإنّا على العهد لباقون.
مركز الخرطوم لحقوق الإنسان وتنمية البيئة
صحفيون لحقوق الإنسان جهر السودان
المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام
المصدر: صحيفة الراكوبة