عبدالحافظ سعد الطيب

الملحق الثالث

من أبشع جرائم تنظيم الحركة الاسلامية التي ارتكبت ولازال في السودان:
استخدام الاغتصاب كسلاح حرب وأداة قمع سياسي وعنصري.
هذا الموضوع حساس وخطير للغاية، وله جذور تاريخية وفكرية مرتبطة بأجهزة الحركة الإسلامية السودانية وتنظيمها الأمني، ثم لاحقاً انتقل إلى الميليشيات المختلفة ومنها قوات الدعم السريع.إحدى اذرعها

1. سلاح الاغتصاب كخطة ممنهجة

لم يكن الاغتصاب مجرد جريمة فردية، بل استُخدم بصورة ممنهجة ومؤسسية كوسيلة:

لكسر إرادة المعارضين السياسيين.

لإذلال النساء وأسرهن ومجتمعاتهن.

كسلاح عنصري لإهانة المجموعات غير العربية (خصوصاً في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق).

وردت إشارات كثيرة منها كلام حسن الترابي في اعترافاته المتأخرة عن أن الأجهزة الأمنية اعتمدت هذا السلوك كجزء من أسلحتها السرية، مثلما اعتمدت “بيوت الأشباح” للتعذيب.

2. شهادات واعترافات

هناك شهادات من ضحايا وناجين، ومن بعض عناصر الأجهزة الأمنية أنفسهم، تثبت أن الاغتصاب كان يُمارس ليس كفعل فردي بل كـ”مهمة وظيفية” للبعض.

كما ذكرت أنت، في إحدى المحاكمات اعترف عنصر أمن بأنه كان يعتبر “الاغتصاب مهنته”، وهذا يعكس مدى تجذير هذه الجريمة في منظومة الأمن.

في المقابل، كثير من الناجيات تحدثن عن أن الجناة كانوا يبررون فعلتهم بعبارات مثل: “دي أوامر” أو “دي شغلة”.

3. البعد العنصري والسياسي

الاغتصاب كان موجهاً ضد النساء من مناطق معينة (دارفور، جبال النوبة، جنوب السودان سابقاً) باعتبارهن “غريبات” أو “غرباويات”، بينما كان الجاني ينتمي لمجموعة إثنية تعتبر نفسها “أرقى”.

هذا ليس فقط جريمة جنسية، بل هو إرهاب عنصري بامتياز، يشبه ما ارتُكب في البوسنة والهرسك (اغتصاب النساء البوسنيات لإهانة مجتمعهن المسلم) أو في رواندا.

لذلك، وصف البعض ممارسات الحركة الإسلامية والأمن بـ”الأبارتهايد السوداني”، لأن السلوك لم يكن مجرد قمع سياسي، بل اضطهاد إثني منظم.

4. الاستمرارية حتى الدعم السريع

قوات الدعم السريع هي في الأصل نتاج مباشر لسياسات الدولة الإسلامية: بدأت كـ”الجنجويد” برعاية جهاز الأمن والمخابرات.

لهذا لا يمكن فصلها عن الأصل؛ فهي لم تخترع الاغتصاب كسلاح، بل ورثته من ذات المؤسسة.

لكن مع حرب الخرطوم الأخيرة (20232024)، صار الاغتصاب سلاحاً يُمارس على نطاق واسع ومفضوح، وتوثيقه أصبح أكبر بكثير بفضل الإعلام والتقارير الدولية.

5. البعد النفسي والاجتماعي

الهدف لم يكن فقط الاعتداء على النساء، بل كسر الرجال والمجتمع:

عندما تُغتصب امرأة أمام زوجها أو أهلها، فالمقصود هو تحطيم الجميع.

هذه سياسة إذلال تُحوّل الجسد الأنثوي إلى ساحة حرب.

لذلك الناجيات يعانين من وصمة اجتماعية مزدوجة: جريمة العدو + صمت المجتمع.
6. المسؤولية والمساءلة

هذا الفعل لا يسقط بالتقادم في القانون الدولي.

يُعتبر جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية بحسب نظام روما للمحكمة الجنائية الدولية.

فعلياً، التهم الموجهة للبشير وأركان نظامه، وكذلك لقادة الدعم السريع، تشمل استخدام الاغتصاب كسلاح ممنهج.

👉 بمعنى آخر:
سلاح الاغتصاب في السودان نشأ مع دولة الحركة الإسلامية وأجهزتها الأمنية، وتمت شرعنته ضمنياً كجزء من أدوات السيطرة والقمع. الدعم السريع لم يفعل سوى أن ورثه ووسّع نطاقه، بحكم أنه أحد أذرع نفس المنظومة.

💥 الجدول الزمني التحليلي: الاغتصاب كسلاح ممنهج في السودان

المرحلةالممارسات الأساسيةالملاحظات

1989 1999 (دولة الحركة الإسلامية المبكرة) إنشاء بيوت الأشباح.
📍إدخال التعذيب الجنسي ضمن أساليب التحقيق.
📍حالات اغتصاب نساء معارضين سياسيين داخل المعتقلات
🚩 بداية استهداف الإثنيات غير العربية.
تأكيدات من الترابي نفسه (اعترافات متأخرة). الاغتصاب أُقرّ كسلاح إذلال.
2000 2010 (حروب دارفور والجنوب والنيل الأزرق) الاغتصاب الجماعي كوسيلة لإرهاب المجتمعات
📍 توجيه خاص ضد “الغرباويات” ونساء دارفور.(نساء تابت)
📍 حالات موثقة من اغتصاب الأطفال (بنات وأولاد)
.📍استغلال النساء في القرى المحروقة لإذلال الجماعة كلها.تقارير الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان وصفت ذلك بأنه “ممنهج وواسع النطاق”.
2011 2018 (بعد انفصال الجنوب) استمرار استهداف جبال النوبة والنيل الأزرق بالاغتصاب كسلاح تطهير عرقي.
📍استخدام عناصر الأمن لاغتصاب ناشطات سياسيات وصحفيات في الخرطوم لإرهاب المعارضة المدنية
.📍 قضايا ضد رجال دين مارسوا اغتصاب أطفال تمت التغطية عليها.بداية انكشاف تورط رجال دين في الاعتداءات الجنسية على الأطفال.
2013 2022 (ظهور الجنجويد والدعم السريع) وراثة ممارسات الأجهزة الأمنية.
📍 الاغتصاب الجماعي أثناء الهجمات على القرى في دارفور.
📍اختطاف الأطفال وتجنيدهم قسراً
📍 حالات اغتصاب فتيان صغار داخل المعسكرات.الدعم السريع = ذراع مباشر للنظام، فلا فصل بينهم.
2023 الآن (حرب الخرطوم) الاغتصاب الجماعي الممنهج في العاصمة (بحري، أم درمان، وسط الخرطوم)
📍 استهداف النساء أمام أزواجهن وأبنائهم
📍حالات اغتصاب أطفال (بنات وأولاد) موثقة بتقارير دولية
.📍تجنيد الأطفال على نطاق واسع (الزجّ بهم كمقاتلين وحمالين).السلوك خرج من السرّية إلى العلن. العالم يوثق بالصوت والصورة. يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية.

نقاط أساسية

الاغتصاب ضد الأطفال: لم يكن مجرد انحراف فردي، بل استخدم كأداة إرهاب وتجنيد قسري.

رجال الدين: بعض القضايا كشفت تورط شيوخ معروفين في اغتصاب أطفال (تم التغطية إعلامياً عليها غالباً).

تجنيد الأطفال: دليل إضافي على أن هذه المنظومة لا ترى الإنسان كإنسان، بل كأداة حرب.

الطابع الممنهج: التكرار، التوجيه، والتبريرات العنصرية/السياسية تثبت أن الأمر سياسة دولة تنظيم الحركة الاسلامية ، لا مجرد جرائم معزولة.الدعم السريع هو احد ازرعها لايمكن لأي كان فصلهم
نعم لامجال ولاتردد من محاكمة تنظيم الحركة الاسلامية
في البدء فكرياً ومن ثم جنائيا ووصمهم كتنظيم إرهابي نازي ابرتاهايد ووضعهم في عزل اجتماعي في صحراء بيوضة لمدة خمسون عام.

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

شاركها.