واشنطن تلغي تصنيف جبهة النصرة كـ”منظمة إرهابية”. فماذا نعرف عن المنظمة التي أسقطت حكم الأسد؟

صدر الصورة، Getty Images

ألغت الإدارة الأمريكية تصنيف جماعة جبهة النصرة في سوريا في قائمة المنظمات الإرهابية، وفقاً لمذكرة نشرتها على الإنترنت الاثنين.

وتُعرف جبهة النصرة أيضاً “بهيئة تحرير الشام”، بعد أن كانت تُعرف فيما مضى بفرع تنظيم القاعدة فرع سوريا.

ونُشرت المذكرة المؤرخة في 23 يونيو/حزيران، الصادرة عن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، في عرض تمهيدي للسجل الفيدرالي قبل نشرها رسميًا يوم الثلاثاء، بينما لم يصدر أي تعليق رسمي من سوريا حولها حتى الآن.

وكانت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) بقيادة أحمد الشرع قد أعلنت في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول “السيطرة على دمشق وإسقاط الأسد”.

وجاء ذلك بعد 11 يوماً من العملية العسكرية التي شنتها الفصائل السورية المعارضة من إدلب إلى حلب ثم حمص وصولاً إلى العاصمة دمشق.

تخطى الأكثر قراءة وواصل القراءة

الأكثر قراءة

الأكثر قراءة نهاية

ما هي جبهة النصرة؟

مقاتلون من هيئة تحرير الشام

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، لدى هيئة تحرير الشام تاريخ طويل ومعقد في الصراع السوري

هيّأت الأزمة السورية، التي اندلعت عام 2011، الظروف أمام بزوغ جماعات جهادية محلية، من بينها عشرات الجماعات المسلحة، التي جرى تفكيكها بعد ذلك من خلال دمجها أو هزيمتها على يد فصائل أخرى.

كما استطاعت بعض الجماعات التكيف مع الواقع السياسي المتغيرة واستمرت على الساحة بفضل قدرتها، كان من بينها هيئة تحرير الشام، التي سرعان ما خدمتها الظروف لتصبح اليوم أقوى فصيل مسلح في شمال غرب سوريا.

ولدى جبهة النصرة أو هيئة تحرير الشام تاريخ طويل ومعقد في الصراع السوري، إذ مرت بأربع مراحل منذ تأسيسها هي:

  • المرحلة الأولى (20122013) وفيها نشطت تحت اسم جبهة النصرة، وجرى تشكيلها وتمويلها من جانب تنظيم الدولة الإسلامية.
  • المرحلة الثانية (20132016) وفيها انفصلت جبهة النصرة عن تنظيم الدولة الإسلامية وأعلن زعيمها الولاء لتنظيم القاعدة.
  • المرحلة الثالثة (20162017) وفيها قطعت جبهة النصرة علاقاتها مع تنظيم القاعدة ظاهريا ثم شكلت تحالفاً عسكرياً مع فصائل محلية أخرى، واتخذت لها اسم جبهة فتح الشام.
  • المرحلة الرابعة (2017 حتى الآن) وفيها انفصلت جبهة فتح الشام عن تنظيم القاعدة واندمجت مع فصائل محلية أخرى تحت اسم هيئة تحرير الشام.

وتحولت جبهة النصرة إلى اسمها المعروف حالياً هيئة تحرير الشام مطلع عام 2017، في محاولة ثانية من جانب زعيمها حينها أبو محمد الجولاني (أحمد الشرع)، بعدما تعثّرت جهوده الأولى إبان إعلان انفصاله عن القاعدة عام 2016.

وحظي تأسيس الكيان الجديد بمباركة ستة من رجال الدين البارزين في سوريا من بينهم الداعية عبد الله المحيسني المولود في السعودية، ووقّع رجال الدين على بيان منفصل أعلنوا فيه نيتهم الانضمام لتحرير الشام.

“لاعب أساسي في المشهد السوري”

أحمد الشرع

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، كان الرئيس السوري أحمد الشرع قائداً لجبهة النصرة

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة

يستحق الانتباه نهاية

وشهد تأسيس هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) اندماج خمس جماعات مسلحة هي جبهة فتح الشام وحركة نور الدين الزنكي ولواء الحق وجبهة أنصار الدين وجيش السنة، بيد أن الكيان سرعان ما شهد انشقاق فصائله عن بعضها، لتبقى هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع نفسه في ذلك الوقت.

وحصرت هيئة تحرير الشام، منذ انفصالها أيدولوجياً وتنظيمياً عن القاعدة عام 2017، نفسها في تنفيذ عمليات داخل حدود سوريا، الأمر الذي شكل تحولاً بارزاً، بعدما تخلت الهيئة عن فكرة الجهاد العالمي وانصب تركيزها على الساحة السورية فقط.

واتبعت هيئة تحرير الشام استراتيجية عسكرية اعتمدت على هزيمة بعض الجماعات الإسلامية المسلحة في إدلب وشرق حلب وفرض سيطرتها على فصائل أخرى، بما في ذلك أحرار الشام وصقور الشام ولواء التوحيد بهدف المحافظة على نفوذها وسيادتها على الفصائل المحلية.

ونجحت هيئة تحرير الشام في السيطرة على معظم مناطق محافظة إدلب شمال غرب البلاد، وتديرها من خلال جبهة إدارية أطلقت عليها اسم “حكومة الإنقاذ السورية”، أما هدف الهيئة العام، فهو تحرير سوريا من القوات الحكومية.

تتبنى هيئة تحرير الشام فكراً جهادياً، لكنها تسعى إلى تقديم نفسها بملامح أقل تطرفاً مقارنة بتنظيمات أخرى مثل تنظيم الدولة الإسلامية، مع تركيز نشاطها على السيطرة المحلية والحكم.

وأصبحت هيئة تحرير الشام لاعباً رئيسياً في المشهد السياسي السوري، إذ هيمنت على أغلب محافظة إدلب ومناطق من الساحل والمناطق الشمالية المحاذية لإدلب، وعاش ضمن المنطقة التي تسيطر عليها أكثر من ثلاثة ملايين نسمة، فضلاً عن التماس الجغرافي مع تركيا.

ويقول خبراء إن هيئة تحرير الشام لم يكن بمقدورها السيطرة على مساحات شاسعة في مناطق إدلب بسوريا، لولا دعم تركيا، خاصة أنها هي من يسيطر على أهم طرق العبور للمساعدات الإنسانية والتجارة بين تركيا والأجزاء التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام في إدلب.

مقاتلون من هيئة تحرير الشام

صدر الصورة، Getty Images

على الرغم من إصرار هيئة تحرير الشام على أنها مستقلة ولا تربطها أي صلات بكيانات خارجية، فضلاً عن زعمها بأن ليس لديها طموحات جهادية عالمية، إلا أن الأمم المتحدة والولايات المتحدة وتركيا صنّفتها جماعة على صلة بتنظيم القاعدة، كما أدرجتها على قوائم المنظمات الإرهابية.

وأشارت بعض التقارير إلى أن عدد عناصر هيئة تحرير الشام كان يقدّر بنحو 10 آلاف مقاتل وفقاً لتقرير صادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عام 2022، بيد أن خبراء يقولون إنه يصعُب التحقق من مدى دقة هذه الأرقام أو طبيعة توزيعها بين الألوية.

وفيما يتعلق بقدراتها العسكرية، امتلكت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) أسلحة لاسيما مضادات الدبابات، كما استخدمت تكتيكات التفجيرات الانتحارية باستخدام سيارات مفخخة، الأمر الذي ساعدها على السيطرة على مساحات من الأراضي، لاسيما في بدايات الصراع السوري.

المصدر: صحيفة الراكوبة

شاركها.