هل يمكن تشكيل تحالف غربي أوروبي دون الولايات المتحدة؟ الغارديان

هل يمكن تشكيل تحالف غربي أوروبي دون الولايات المتحدة؟ الغارديان
صدر الصورة، EPAEFE/REX/Shutterstock
في عرض الصحف لهذا اليوم، نقرأ في الغارديان عن تأثير سياسات ترامب على التحالف الغربي، وخيارات القارة الأوروبية في مواجهة “الخطر” في ظل توجه الولايات المتحدة نحو سياسات أكثر “انعزالية”. وفي هآرتس نقرأ مقالاً ينتقد تعامل وسائل الإعلام الإسرائيلية مع أخبار الحرب في غزة، و”غياب” الحديث عن الضحايا المدنيين الغزيين بين مناهضي الحرب. وفي صحيفة الشرق الأوسط، نقرأ مقالاً يستشرف الاستراتيجية الإسرائيلية في المنطقة، ويطرح تساؤلاً عريضاً: “متى تأمن إسرائيل؟”.
نبدأ عرض الصحف لهذا اليوم من صحيفة الغارديان، حيث كتب مارتن كيتل، مقالاً تحت عنوان: ” أوروبا لا تحتاج إلى ترامب لتشكيل تحالف غربي، وهو تحالف بدأ يتشكل بالفعل”.
يقول الكاتب إن “اندفاع” أوروبا للاستجابة لعودة ترامب إلى السلطة، كان دافعه في البداية الحاجة الملحة للحفاظ على تقديم الدعم لأوكرانيا. وانصب التركيز في ذلك على الجهود الدبلوماسية.
لكن “معانقة” الولايات المتحدة تبقى أمراً أساسياً، بعض النظر عمّا يتمناه منتقدو ترامب، يضيف الكاتب، فـ “القوة الأمريكية لا غنى عنها، لكنها غير موثوقة”، على حدّ تعبيره.
يشير كيتل إلى أن هناك إعادة تشكيل للتحالف الغربي بصورة أكثر استدامة وبثقل أوروبي أكبر، وأن من الممكن استشفاف ملامح “تحالف أطلسي جديد”، أو نوع من “حلف الناتو المنقوص”، تدعمه معظم دول أوروبا، بما في ذلك بريطانيا، وربما كندا، مع غموض يكتنف دور الولايات المتحدة. لكنّ الكاتب يشدد على أن حلف شمال الأطلسي يبقى الإطار الأساسي، حتى لو قرر ترامب الانسحاب منه.
يقول كيتل إن حتمية التغيير بالنسبة للدول الأوروبية تعززت “بشكل حاسم” من خلال المكالمة الهاتفية التي جمعت ترامب والرئيس الروسي بوتين، مع النظر إلى أن “أي تصور بأن ترامب أراد إقناع بوتين بتغيير سياسته تجاه أوكرانيا هو ضرب من الخيال”.
يرى الكاتب أن رغبة ترامب الاستراتيجية تتمثل في وقف الدعم العسكري والمالي الأمريكي لأوكرانيا، لكن نهجه الأطول أمداً تجاه أوروبا، يهدف إلى “وقف الدعم الأمريكي للدفاع الأوروبي بشكل عام”، على حدّ قوله.
يضيف كيتل أنه إذا أرادت أوروبا تحمل عبء الدفاع عن نفسها بنفسها، فعليها تعزيز صناعاتها الدفاعية على نطاق واسع، وهو أمر ليس سهل التحقيق، برأيه، ولكن يمكن البدء فيه الآن.
يطرح الكاتب مقاربة بين ما يحدث اليوم وما حدث في بداية الحربين العالميتين سنة 1914 و 1939، إذ “وجدت أوروبا نفسها في حروب نأت الولايات المتحدة الانعزالية بنفسها عنها”، لكن في كلا الحربين، أثبتت الولايات المتحدة بعد ذلك بأنها “الدولة الأساسية لتحقيق النصر، والدولة الأساسية لنظام ما بعد الحرب”، أما اليوم، تتخذ الولايات المتحدة، برأي الكاتب، مساراً أقل موثوقية.
صدر الصورة، Reuters
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه نهاية
في صحيفة هآرتس، نقرأ مقالاً للكاتبة حنين مجادلة ينتقد تعامل وسائل الإعلام الإسرائيلية مع الأخبار المتعلقة بالضحايا المدنيين في قطاع غزة، ويطرح أسئلة عن غياب الحديث عن الغزّيين حتى بين المناهضين للحرب داخل إسرائيل.
تشير مجادلة إلى المعارضين للحرب في إسرائيل بالقول إن غالبيتهم يعارضون الحرب لأنهم يعتقدون أنها ستعرّض حياة الرهائن المحتجزين داخل غزة للخطر، ولأنهم يعتقدون أن القتال استؤنف لأسباب سياسية.
تضيف مجادلة: “صحيح أن الحرب ستقتل الرهائن، لكنها بشكل أساسي ستقتل أعداداً كبيرة من الرجال الفلسطينيين، والنساء، والأطفال، والشيوخ”. وتطرح تساؤلاً: “عند أي نقطة سيقول الإسرائيليون المعارضون للحرب بصوت عالٍ ما يجب قوله؟”، في إشارة من الكاتبة إلى غياب الحديث عن الضحايا الفلسطينيين بين معارضي الحرب.
تنتقد مجادلة تعامل وسائل الإعلام الإسرائيلية مع أخبار الضحايا المدنيين في غزة، وتشير في هذا السياق إلى تعامل القناة 12 الإسرائيلية مع خبر مقتل 400 شخص في غزة خلال الساعات الأولى من استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية على القطاع.
تقول الكاتبة إن القناة أفادت بأن القتلى الـ 400 كانوا “نشطاء”، في إشارة إلى المقاتلين في غزة. وتتساءل: “كيف يمكن الادعاء أن جميع القتلى نشطاء، بينما يشاهد العالم الصور المروعة لعشرات الأطفال والرضع وهم يُقتلون بالقنابل؟ إلى متى ستبقى وسائل الإعلام متواطئة في جرائم الحكومة الإسرائيلية؟”.
تقول الكاتبة إن المشكلة لا تتعلق بوسائل الإعلام وبـ “إخفائها للحقائق أو التلاعب بها”، بل هي “ثمرة تلقين عسكري عنصري يبدأ في رياض الأطفال ويستمر حتى الممات”، على حد تعبيرها.
تشير مجادلة إلى “الصراع” الذي يخوضه التيار الليبرالي داخل إسرائيل لـ “إنقاذ” الديمقراطية في البلاد، وترى أن هذا الصراع قائمٌ في ظل “غياب شبه تام لأي إشارة إلى العواقب القاتلة للحرب على غزة وسكّانها”، وتتساءل: “كيف يمكن التوفيق بين القيم الديمقراطية وبين وضع يُقتل فيه عشرات الآلاف في الجانب الآخر بضربة واحدة؟”
“متى تأمن إسرائيل؟”
صدر الصورة، Reuters
في صحيفة الشرق الأوسط، نقرأ مقالاً لرضوان السيد، عنونه بتساؤل عريض: “متى تأمن إسرائيل؟”.
يستعرض السيد في بداية المقال التحركات الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة، ويقول إن إسرائيل أعلنت متابعة القتال في غزة لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والقضاء على حماس، كما تتحرك القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية ضد المخيمات، وهناك غارات يومية على سوريا ولبنان، وهجمات أمريكية في اليمن، مع “تضاؤل الحديث عن وقف إطلاق النار”.
يضيف السيد أنه خلال وبعد الضربات التي يشنها الإسرائيليون والأمريكيون، يزعم الطرفان “أنهما يستهدفان أذرع إيران، ويوشكان على استهداف إيران نفسها”. ويقتبس من حديث لمبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قال فيه “إن الحروب لن تتوقف حتى تأمن إسرائيل”.
فيتساءل الكاتب: “متى تأمن إسرائيل؟”.
لكن السيد يرى أن السؤال لا يتعلق فقط بـ “متى تأمن إسرائيل؟”، بل يجب أن يُطرح كذلك حول إيران، أي “متى تأمن إيران؟”، فيجيب: بالنسبة لإيران فإن الملف “النووي يعدّ حزام الأمان لها منذ عام 2004. وقد كانت أذرعها في المنطقة هي خط الدفاع الأول، أو هي أمنها الاستراتيجي. بيد أن تلك الأذرع التي تهدد إسرائيل ما عادت تستطيع ذلك، وقد ارتدّت للدواخل تهدّد بسلاحها أمن الدول وسيادتها واستقرارها”.
أما بالنسبة لإسرائيل، فيجيب: “إسرائيل لن تأمن إلا بتفكيك لبنان وسوريا والعراق لكي تصبح الساحة من حولها فارغة”، على حدّ تعبره.
يقول السيد: “إسرائيل واضحة في هذا الصدد، إذ إن الأمن لن يتحقق إلا بالقضاء على القدرات العسكرية لسائر الخصوم، ومن ناحية الاستراتيجيات المستقبلية، فإنه لا بد من تفكيك الدول من حولها، وهو الأمر الذي لم توافق عليه إدارة ترامب حتى الآن”، على حد قوله.
المصدر: صحيفة الراكوبة