اخبار السودان

هل يتعلق الأوكرانيين بفاغنر للانتشار في السودان؟

مع احتدام النزاع المسلح بين قوات الدعم السريع والجيش في السودان، تداولت العديد من الصحف ووسائل الاعلام معلومات وتقارير حول انخراط قوات أوكرانية في الأعمال المسلحة إلى جانب الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، بالرغم من تداعي محاور الجبهة في أوكرانيا نفسها، ما أثار ضجة وفضيحة دفعت وسائل الاعلام الأوكرانية للاسراع بالتغطية عليها، وتبرير أهدافها، إلى أن كشف مسؤول أوكراني ملابسات ما يحدث والسبب الرئيسي لوجود القوات الأوكرانية إلى السودان.

في البداية كانت المعلومات التي تحيط بتواجد القوات الأوكرانية في السودان منطوية على فيديوهات وصور من شهود عيان من السكان المحليين في السودان، حتى بدأت صحف وشبكات إعلامية بارزة بالحديث عن التواجد الأوكراني في الدولة الإفريقية، وأبرزها ما نشرته شبكة “سي ان ان” الأمريكية حول احتفاظ الاستخبارات الأوكرانية بجزء كبير من قوات النخبة والمرتزقة في السودان، وتأكيد ذلك من خلال شهادات أدلى بها السكان المحليين.

وبسبب استحالة إنكار تواجد قوات أوكرانية في السودان على القيادة الأوكرانية، بدأت وسائل الإعلام الأوكرانية منذ مطلع العام، بالترويج لوجود مثل هذه القوات في السودان بذريعة القيام بعملية عسكرية هناك ضد مجموعة “فاغنر” حسب زعمها، في محاولة منها لاستمالة الرأي العام وتبرير تواجد جزء كبير من قوات النخبة بعيدًا عن محاور الجبهة داخل أوكرانيا نفسها.

في هذا السياق، ومع بداية فبراير الجاري كانت صحيفة “كييف بوست” الأوكرانية قد نشرت مقطع فيديو يُظهر قوات أوكرانية في السودان وهي تأسر عدد من الجنود الذين ينتمون إلى “مرتزقة فاغنر” الروسية، حسب قولها، ويقاتلون ضد قوات الجيش السوداني.

يأتي ذلك، على الرغم من انسحاب عناصر مجموعة “فاغنر” من السودان منذ سقوط حكم الرئيس المخلوع عمر حسن البشير، بعد أن كانت تتواجد هناك بشكل رسمي لتدريب المخابرات السودانية، حسبما أعلن وقتها زعيمها الراحل بريغوجن، إلا أن أوكرانيا وجدت في “فاغنر” الحجة المناسبة لتبرير سبب وجود قواتها هناك أمام المجتمع الدولي والشعب الأوكراني، وبالتالي تخليص نفسها وواشنطن من الاحراج.

واستمرت الحكومة الأوكرانية بروايتها حول محاربة مجموعة “فاغنر” في السودان إلى أن صرح النائب في البرلمان الأوكراني أليكسيي جونشارينكو، بشكل رسمي حول السبب الرئيسي لتواجد هذه القوات في السودان، وقال في حوار مع شبكة “سى إن إن” الإخبارية الأمريكية، إن الأوكرانيين مستعدون لمحاربة إيران أو الصين أو كوريا الشمالية إلى جانب الولايات المتحدة في المستقبل.

وأضاف جونشارينكو: “إذا اندلعت أي حرب في المستقبل وكانت الولايات المتحدة بحاجة إلى مقاتلين، فمن سيكون في الخنادق قرب طهران؟ لا أعتقد أن العديد من الدول مستعدة لذلك. الأوكرانيون مستعدون لذلك، مستعدون للوقوف جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة أو في الخنادق قرب طهران، أو في كوريا الشمالية، أو قرب بكين، لا يهم”.

وأكد على أن أوكرانيا “حليف مهم جدًا للولايات المتحدة”. لذلك، يجب على واشنطن الاستمرار في تقديم المساعدة لكييف.

وجاءت هذه التصريحات لتقطع الشك باليقين بأن تواجد القوات الاوكرانية في السودان ليس إلا تلبية لأجندات واشنطن ولحماية مصالحها في المنطقة، وهي أول إعلان رسمي من أوساط القيادة الأوكرانية، حول توجه كييف واستعدادها لتجنيد كل قواتها كـ”مرتزقة” لخدمة مصالح واشنطن في أي دولة بالعالم.

في السياق ذاته، أكدت صحيفة “الايكونميست” في مقال نشرته الأسبوع الماضي، الأنباء حول وجود مجموعات خاصة من القوات الأوكرانية في السودان تقاتل إلى جانب الجيش السوداني، وقالت الصحيفة: “يتفق بعض الدبلوماسيين الغربيين والمصادر القريبة من القوات المسلحة السودانية مع هذه الأنباء. بينما لم تؤكد أوكرانيا أو واشنطن هذه المزاعم أو تنفيها”.

وبحسب الصحيفة، وفقاً لـ ألكسندر خارا، الباحث في مركز استراتيجيات الدفاع ومقره كييف، لأوكرانيا عدة أسباب للتواجد في السودان أهمها: تعطيل تدفق الذهب والسيطرة عليه، استخدام السودان كنقطة عبور للحصول على الأسلحة من دول أخرى، وايصال رسالة لواشنطن بأننا مستعدون للوقوف بجانبك، واستهداف القوات الروسية في أي مكان، في حال تواجدها هناك.

وبحسب بعض المحللين فإن الفيلق الأفريقيالروسي المُزعم إنشائه، لن يواجه على الأرجح معارضة من الجماعات الجهادية المحلية، بل من القوات الخاصة الأوكرانية ومرتزقة، تم تشكيلها من وكالات الأمن، والشركات العسكرية الخاصة، والمشاركين في العمليات العسكرية، والحركات الانفصالية وغيرها.

ومن الجدير بالذكر، إلى أنه بالإضافة لمشاركة القوات الأوكرانية في الصراع السوداني، بالرغم مما تعانيه من نقص بالسلاح والأفراد في حربها مع روسيا، فقد انتشرت الكثير من المعلومات، عن دعم أوكرانيا الكامل إعلامياً للأفكار الانفصالية والجهادية لميليشيات الطوارق والفولاني، اللتين تنشطان في مالي، وترتكب الكثير من الأعمال الإرهابية بحق السكان المحليين لأسبابٍ دينية وعرقية.

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *