
ياسر عرمان
في خطوة هامة هي الأولى في حجمها وصول قافلة قبل يوميين لمدينتي الدلنج وكادقلي، قامت بتنسيقها اليونسيف أحدى وكالات الأمم المتحدة الهامة، وشملت وجبات للأطفال والفئات الضعيفة وادوية ربما تغطي حاجة ١٢٠ الف شخص من المدنيين وهي خطوة جيدة وحق من حقوق المدنيين لا يستحق الشكر، بل ان تجويع المدنيين جريمة واستخدام الطعام كسلاح جريمة في القانون الإنساني الدولي.
في أبريل ١٩٨٩ وقعت الحركة الشعبية بقيادة د. جون قرنق دي مابيور وحكومة السيد الصادق المهدي اتفاقاً فريداً من نوعه أطلق عليه عملية شريان الحياة لمعالجة المجاعة الواسعة التي ضربت مناطق كبيرة من جنوب السودان سيما اقليم بحر الغزال، وملخص العملية هو ارسال الطعام دون وقف لاطلاق النار، وعرفت هذه العملية ب (OLS) وقادها الراحل جيمس غرانت الشخصية اللامعة في مجال العمل الانساني، وقد شارك فيها برنامج الغذاء العالمي واليونيسيف وأكثر من ٣٥ منظمة غير حكومية، لقد سبق لي ان كتبت مقال عن هذه العملية في بداية الحرب ٢٠٢٣ وطالبت بالعودة مرة أخرى لها لإنقاذ المدنيين.
تعميم نموذج الدلنج على الفاشر والأبيض
وبابنوسة والنهود ونيالا والخرطوم والجنينة والفولة وبارا وغيرها باتفاق الطرفين:
ندعو طرفي النزاع طالما ارادا الاستمرار في الحرب ان يسمحا بعملية شريان حياة مرة أخرى لإنقاذ ارواح الالاف من المدنيين الذين تهددها حربهم بالاتفاق على ارسال الطعام رغم استمرار القتال، فالمدنيون هما ضحايا ويلزم القانون الإنساني الدولي اطراف القتال بتوصيل الطعام لهم، ولذا سميت بعملية شريان الحياة، ان الامتناع عن ارسال الطعام جريمة حرب، اننا ندعو مرة أخرى لإنقاذ أرواح المدنيين خصوصاً في الفاشر والأبيض والنهود ونيالا وبابنوسة وكافة مناطق الحرب باتفاق الطرفين، وعلينا ان ننخرط في حملة واسعة ضد استخدام الطعام كسلاح من اي من اطراف الحرب.
٢٦ أغسطس ٢٠٢٥
المصدر: صحيفة التغيير