اخبار السودان

هل سينفذ الرئيس الأمريكي تهديداته لحركة حماس؟

هل سينفذ الرئيس الأمريكي تهديداته لحركة حماس؟

صدر الصورة، Reuters

  • Author, رافد جبوري
  • Role, بي بي سي عربي واشنطن

جاء تهديد الرئيس الأمريكي لحركة حماس في يوم غريب في واشنطن، فقد وجّه ترامب تهديده لحماس في نفس اليوم الذي كشفت فيه مصادر إعلامية، عن وجود محادثات مباشرة بين الإدارة الأمريكية وحماس، بغرض تأمين إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين.

لكن ترامب وفي مساء يوم الأربعاء، الخامس من مارس/آذار، أصدر تهديده الذي اعتبره التهديد الأخير لحماس بأن تطلق سراح جميع الرهائن فوراً وتغادر غزة، أو أن تتعرض لضربة كبيرة.

“لقد زودت إسرائيل بكل ما تحتاجه لإنجاز العمل!” هكذا كتب الرئيس الأمريكي في منشوره على مواقع التواصل الاجتماعي.

مفاوضات مباشرة بين الولايات المتحدة وحماس

عملياً، قرر ترامب من خلال التفاوض مع حماس أن يفصل بين مسار التفاوض الإسرائيلي العام مع حماس حول الرهائن والقضايا الأخرى، وبين قضية الرهائن الأمريكيين.

قبل ذلك، كانت المفاوضات تجري عن طريق الوسطاء وتحديداً مصر وقطر، وتركز على الأزمة برمتها والرهائن بمجموعهم ولا تقتصر فقط على الأمريكيين منهم، أو ذوي الجنسية المزدوجة الأمريكية والإسرائيلية.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة

قصص مقترحة

قصص مقترحة نهاية

وقد فتح ترامب في هذه المفاوضات بين مبعوثه وحماس خطاً جديداً. لم يؤكد ترامب ولا مساعديه أن المفاوضات شملت القضية الأوسع في إطار الصراع بين حماس وإسرائيل، لكنهم لم ينفوا ذلك أيضاً. فيما عاد ترامب بسرعة إلى نهج التهديد ووضع الأمور على حافة الهاوية.

كان خبر الكشف عن وجود مفاوضات مباشرة بين الولايات المتحدة وحماس، التي تعتبرها واشنطن جماعة إرهابية، سيشكل صدمة كبيرة وإشكالاً سياسياً وقانونياً محتملاً لأي إدارة أمريكية، لكن الأمر لم يكن كذلك مع إدارة الرئيس دونالد ترامب.

فبعد أن كُشف عن وجود مباحثات مباشرة بين مسؤول ملف الرهائن الأمريكي آدم بوينر وحركة حماس في قطر، تلقّت المتحدثة باسم ترامب كارولين ليفيت سؤالاً حول الموضوع، وأكدت حدوث المفاوضات، وقالت إنها تجري من أجل إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين.

كما أكد ترامب وجود محادثات مع حماس، لكنه في الوقت نفسه استبعد مثل المتحدثة باسمه الحديث عن فكرة أن تلك المفاوضات المباشرة تعتبر خرقا للالتزام الأمريكي بعدم التفاوض مع الجماعات التي تضعها أمريكا على لائحة الإرهاب، إذ أن حماس مصنفة كمنظمة إرهابية لدى أمريكا منذ تسعينيات القرن الماضي.

منازل وخيام في غزة

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة، كان لترامب دور أساسي في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار

هل يُنتقد ترامب على تفاوضه مع حماس؟

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة

يستحق الانتباه نهاية

وتشكّل قضية الرهائن الأمريكيين دائماً نقطة حساسة عند أي إدارة أمريكية، ويسعى الرؤساء الأمريكيون دائماً لإطلاق سراح أي رهينة أمريكي في أي مكان في العالم.

لذلك كانت قضية وجود مواطنين أمريكيين من بين الرهائن الذين اختطفتهم حماس منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، المشكلة الأكبر والأولوية الأهم عند إدارة بايدن السابقة وإدارة ترامب الحالية.

ومن هنا جاءت مبادرة ترامب المفاجئة بالتفاوض مع حماس، وهي من الناحية السياسية مبادرة قوية، إذ يصعب على خصومه الديمقراطيين وغيرهم أن يوجهوا له الانتقاد، لأنه يحاول إنقاذ حياة أمريكيين.

لكن مع تقلب ترامب السريع وعودته إلى نهج التهديد، فإن ذلك يفتح الباب للمنتقدين لغياب الاستراتيجية الواضحة في التعامل مع هذا الملف الحساس.

ويرى ستيف ويكسلر، مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد أتلانتيك في واشنطن، أن أسلوب ترامب يرتكز على الحصول على أفضل وضع تفاوضي قبل الدخول في المفاوضات.

ولا يتردد ويكسلر في وصف فكرة ترامب لإجلاء الفلسطينيين من غزة بالتطهير العرقي، ومع ذلك يرى أنها وسيلة لتعزيز الموقف التفاوضي لترامب.

وأثّر اللقاء الذي جمع ترامب بالرهائن المحررين في البيت الأبيض على قراره ورؤيته، فقد استمع إلى رواياتهم عن فترة الاحتجاز، وأثار ذلك غضبه وحنقه على حماس، ليأتي تهديده الذي اعتبره الأخير.

وقبل ذلك، أصدر ترامب أكثر من تهديد لحماس استخدم فيه تعبيراً أصبح معروفاً، وهو أن أبواب الجحيم ستفتح إذا لم يحصل اتفاق لوقف إطلاق النار.

ثمّ تحقق الاتفاق، وكان لترامب دور أساسي في الوصول إليه.

لكن، مع العودة إلى أسلوب التهديد، هل تؤدي كثرة التهديدات إلى إضعاف مفعولها؟

يقول يوسف جان من معهد ولسون في واشنطن، إن تهديد ترامب يجب أن يؤخذ بجدية لأنه من الصعب توقع الطريقة التي تتحرك بها إدارته.

ومع ذلك يرى جان أن ترامب يريد التوصل إلى اتفاق، وأن هذا كان السبب في أنه لم يذكر غزة في خطابه المطول أمام مجلسي الكونغرس، إذ يعتقد أن الاتفاق قد يأتي من أي طرف من الأطراف، وبضمن ذلك الخطة العربية التي قدمتها مصر لمستقبل غزة، رغم أن تلك الخطة تفتقر لعناصر أساسية من منظور إدارة ترامب.

ما الرابط بين “مفاوضات غزة” وجائزة نوبل للسلام

من المعروف أن نهج ترامب يقوم على أساس شعار “أمريكا أولاً”، أي أن المصالح الأمريكية هي الاعتبار الأهم في اتخاذ القرارات، إلّا أنه لديه أيضاً تطلعات شخصية، من أبرزها، الحصول على جائزة نوبل للسلام.

ففي معرض حديثه عن أزمة حرب أوكرانيا والعلاقات مع روسيا، ينظر ترامب إلى الأمور من زاوية الحفاظ على السلام العالمي وتجنب حرب عالمية ثالثة.

ويتحدث عن طموحه بأن يستطيع في المستقبل أن يبرم اتفاقات لتخفيض التسلح النووي مع روسيا ومع الصين أيضاً، وهو أمر تحدّث عنه في فترته الرئاسية الأولى من غير أن يحققه.

لذلك تأتي حرب غزة والقضية الفلسطينية والعلاقات بين إسرائيل والدول العربية في هذا السياق، إذ يشير دائماً إلى اتفاقات أبراهام التي توسطت فيها إدارته أثناء فترته الرئاسية الأولى بين إسرائيل وأربع دول عربية الإمارات والبحرين والمغرب والسودان ويريد الآن أن يوسعها وأن يبرم اتفاقات جديدة بين دول عربية أخرى وإسرائيل.

ويرى جان أن ترامب وبرغم دعمه الكبير لإسرائيل، يحركه دافع تحقيق إنجازات غير مسبوقة مثل السلام في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن ترامب وبرغم تهديداته القوية سيحاول على الأرجح تجنب التصعيد من أجل الحفاظ على فكرة الاقتراب من تحقيق إنجاز كبير.

ويكسلر أيضاً، يرى أن رغبة ترامب بالحصول على جائزة نوبل تحركه في التعامل مع ملف غزة، فهي المشكلة الأكبر والأصعب التي ستجلب له بالتالي النجاح الأكبر.

أما تصريحاته بهذا الشكل، فهي جزء من أسلوبه الفريد والصريح المتمثل في القول للعالم أنه يتفاوض علناً، وأن هدفه إخراج قيادة حماس من غزة، وأن هذا الأسلوب والضغوط هي التي حركت الأطراف المختلفة في الشرق الأوسط وحفزتها، وقد تصل بها فعلاً إلى الحل.

وقد يأتي الحل والسلام فعلاً، وقد يتحقق ما يتوعد به ترامب حماس من جحيم، فمنطقة الشرق الأوسط عصية على التوقعات في الظروف العادية، فكيف بها وهي تواجه تصريحات وتحركات ترامب السريعة المتغيرة.

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *