هل سيضطر أهل الجزيرة إلى حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم؟
طالب العشرات من أبناء الجزيرة في بيان وقعوه سموه نداء الجزيرة وقعوه ونشروه على الإنترنت قيادة قوات الدعم السريع بسحب قواتها من القرى والمدن، ومحاكمة الذين ينتهكون حقوق أهل الجزيرة محاكمة حقيقية، وليست صورية، بجانب رد الممتلكات المنهوبة.
و حمّل النداء القوات المسلحة مسؤولية ما يجري لأبناء الجزيرة بسبب ما وصفه بـ”الانسحاب المخزي للجيش” وفشله في مهمته الأساسية وهي حماية المدنيين.
هذا في الوقت الذي حذر فيه خبراء من أن يدفع استمرار الانتهاكات أهل الجزيرة إلى حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم كما حدث مع أهل دارفور حيث أضطر المدنيون إلى حمل السلاح.
استمرار معاناة أهل الجزيرة
واستعرض البيان ما يتعرض له أبناء الجزيرة منذ أكثر من شهرين، بعد سقوط ود مدني في التاسع عشر من ديسمبر الماضي، وذكر أن قوات الدعم السريع إرتكبت عمليات نهب واسعة تحت تهديد السلاح مثل الاستيلاء على السيارات والأموال ومخازن الإغاثة والمنشآت التجارية وغيرها من الممتلكات.
وأكثر من ذلك، أضاف البيان أن قوات الدعم السريع ارتكبت العديد من الجرائم ضد المدنيين بما في ذلك القتل والاعتقالات العشوائية والاحتجاز في ظروف قاسية والتعذيب والاغتصاب.
وأوضح البيان أن كل أعمال العنف تلك دفعت الآلاف من أبناء الجزيرة إلى الفرار من بيوتهم بحثاً عن أماكن آمنة داخل وخارج السودان، في رحلة محفوفة بالمخاطر.
وتزايدت المخاوف من أن يضطر أهل الجزيرة إلى حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم. ولم يستبعد الدكتور أديب يوسف الخبير في درء النزاعات والوالي السابق لوسط دارفور أن يضطر أهل الجزيرة إلى ذلك كما فعل أهل دارفور قبل أكثر من 20 عاما، وقال لراديو دبنقا إنه في علم تحليل النزاعات توجد نظريات تدعم تلك الفرضية، وأضاف أن الجزيرة التي عرفت بجزيرة السلام لن تستمر هكذا إذا استمر النزاع، وأشار إلى سهولة الحصول على الأسلحة في البلاد:
غياب الإعلام
وقال الخبير الدولي في حقوق الإنسان الدكتور عبد السلام سيد أحمد، أحد الذين أعدوا النداء، لراديو دبنقا إن كل تلك الجرائم ترتكب في الجزيرة دون تغطية إعلامية مع استمرار قطع الإتصالات، وعدم وجود مراسلين لوسائل الإعلام في الولاية، بجانب إستيلاء المسلحين على هواتف المواطنين الذكية، و أقر عبد السلام سيد أحمد بأن الانتهاكات منتشرة في كل مناطق السودان لكنه أشار إلى أن الوضع في الجزيرة يدعو إلى التحرك السريع:
وأمن الدكتور أديب يوسف على حديث الدكتور عبد السلام سيد أحمد والتحذير من الآثار الكارثية لإستمرار الإنتهاكات التي يتعرض لها أهل الجزيرة، وزاد أديب يوسف لراديو دبنقا أن وقف هذه الانتهامات هي الضمان الوحيد لعدم اضطرار الجزيرة لحمل السلاح للدفاع عن أنفسهم وحذر من أن حمل السلاح في الجزيرة يعني استمرار النزاع إلى مدى غير معلوم:
وحذر عبد السلام سيد أحمد لراديو دبنقا مما وصفها بالآثار الكارثية الأخرى ليس على إنسان الجزيرة وحده بل على كل مواطني السودان بسبب تخريب المزارع وأدوات الزراعة ومنع المزارعين من الذهاب إلى حواشاتهم. وقال إن النداء يطالب بسحب قوات الدعم السريع من لاقرى والمدن ومن كل المنشآت المدنية، ويشدد على أن قادة الدعم السريع يعنون ما يقولون عندما يتحدثون عن حماية المواطنين، حتى وإن كان الذين ينتهكون حقوق أهل الجزيرة الأساسية من المتفلتين كما ظلت تردد قيادة الدعم السريع:
العون الإنساني
وفي ظل الوضع الإنساني المتردي في الجزيرة، طالب البيان أيضا، طرفي النزاع بفتح المجال أمام منظمات الإغاثة لتقديم المساعدات الأساسية للسكان المدنيين في الجزيرة، وأوضح عبد السلام سيد احمد لراديو دبنقا أن القوات المسلحة مطالبة أيضا بالسماح لمنظمات الإغاثة بالدخول بجانب تجنب تعريض حياة المدنيين للخطر في عملياتها العسكرية، وعد اعتقال الناشطين المدنيين في عرف الطوارىء الذين يقدمون المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين الذين هم في أشد الحاجة إلى مساعدتهم، وأشار إلى أنه على قوات الدعم السريع التنسيق مع منظمات الإغاثة والسماح بدخول المساعدات:
هذا وشددت وثيقة نداء الجزيرة على ضرورة احترام طرفي الحرب للقانون الدولي الإنساني، وحثت قوات الدعم السريع على العمل مع شركات الإتصالات لإعادة الخدمات، وطالبت الأمم المتحدة بإعطاء لجنة تقصي الحقائق التي كونتها الأولوية لحماية المدنيين في الجزيرة والخرطوم ودارفور وشمال وجنوب كردفان
المصدر: صحيفة الراكوبة