هل تصبح الهواتف الذكية هي القنابل التالية بعد هجمات أجهزة النداء في لبنان؟
هل تصبح الهواتف الذكية هي القنابل التالية بعد هجمات أجهزة النداء في لبنان؟
رباب محمد الحسن
بعد الهجوم يوم الثلاثاء الماضي، على آلاف من أجهزة (النداء الآلي او البيجر) التي يستخدمها أعضاء حزب الله والذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن تسعة أشخاص، وإصابة أكثر من 3000 آخرين، ووفقًا لشبكة سي ان ان فإن اجهزة النداء الآلي التي تصنعها شركة “أبولو قولد” التايوانية وتوزعها شركة أوروبية، كانت مزودة بالمتفجرات، مما حول أداة اتصال أساسية إلى سلاح دمار، ووفقًا لتقارير متعددة، بما في ذلك صحيفة نيويورك تايمز وشبكة سي ان ان أن الجُناة تلاعبوا بسلسلة التوريد، من خلال تضمين متفجرات داخل أجهزة النداء، ومن الممكن بعد ذلك تنشيط هذه المتفجرات عبر إشارات إلكترونية، مثل الرسائل النصية الأبجدية الرقمية.
مع تقدمنا في العصر الرقمي، فإن هذا الهجوم يمثل تذكيرًا صارخاً بأن حتى أكثر التقنيات العادية يمكن إعادة استخدامها كأدوات تدمير، وإنه بمثابة دعوة للعمل لخبراء الأمن السيبراني والحكومات والشركات على حد سواء لحماية الأجهزة التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الحياة الحديثة، وآثار هذا الهجوم تمتد إلى ما هو أبعد من أجهزة النداء، والاحتمال الأكثر إثارة للقلق يكمن في المستقبل: ماذا لو كانت الأهداف بدلا من أجهزة النداء، الهواتف الذكية؟ لقد دفعت الطبيعة الجديدة والمفاجئة للهجوم البعض إلى القلق من أنه قد يمثل جبهة جديدة في الحرب، وتساءل كثيرون عما إذا كان هذا يعني أن جميع أجهزتنا الاستهلاكية يمكن اعتبارها آمنة حقاً!
بشكل عام، لا تنفجر الهواتف من تلقاء نفسها، حتى إذا تم التلاعب بها من قبل القراصنة لزيادة حرارة البطارية عن طريق تعديل التيار الذي يتدفق إليها، فإنها لن تنفجر بشكل جماعي، قد تحدث حوادث معزولة واحدة أو اثنتين, ويرجع ذلك إلى أن الهواتف تحتوي على دوائر كهربائية تعمل بصفة أمان كلما حدثت زيادة في الحرارة على سبيل المثال، في حالة آيفون، إذا بدأت درجة حرارة الهاتف ترتفع يتم قطع الشحن تلقائياً.
من دون معرفة بالضبط كيف قام المهاجمون بتعديل أجهزة النداء، فمن الصعب أن نعرف على وجه اليقين أن أجهزتنا الاستهلاكية آمنة، لكن الخبراء ينصحون بعدم القلق، لا يحتاج الشخص العادي إلى القلق بشأن المخاطر المحتملة من هجوم سلسلة التوريد الموجه إلى مجموعة محددة من الناس. (على الرغم من أن مثل هذه الأحداث مقلقة، لكن لا يوجد تهديد واضح للناس العاديين) دانييل كارد زميل معهد تشارترد لتكنولوجيا المعلومات.
بالرغم من ذلك تحاول وكالات الأمن والمنظمات الخاصة الأخرى باستمرار اختراق أجهزتنا، وإن كان ذلك في أغلب الأحيان من خلال البرامج التي تعمل عليها بدلاً من اختراق الأجهزة فعليًا.
التسلل إلى سلسلة التوريد وقضايا الثقة أحد أكثر الجوانب المثيرة للقلق في هذا الموقف هو التسلل المشتبه به إلى سلسلة التوريد، فقد ورد أن أجهزة النداء التي يستخدمها حزب الله تم العبث بها قبل تسليمها إلى المجموعة، ومن المحتمل أن تكون المتفجرات مدمجة داخل الأجهزة، ويشكل هذا النوع من هجمات سلسلة التوريد مصدر قلق بالغ الأهمية في مشهد الأمن السيبراني، وخاصة أن الأجهزة يتم تصنيعها في سلاسل توريد عالمية معقدة حيث يمكن المساس بالأمن في أي مرحلة.
تحذير قاتم لما هو آت
يقول أحد محللي الأمن السيبراني: “يجب على الحكومات والشركات أن تكون استباقية في تأمين نظام إنترنت الأشياء.
تسلط تفجيرات أجهزة النداء اللبنانية الضوء على الخطوط التي أصبحت ضبابية بشكل متزايد بين الحرب التقليدية والحرب الإلكترونية، في عصر أصبحت فيه الأجهزة أكثر اتصالاً، يتطور مشهد التهديد بسرعة، اليوم أجهزة النداء هي التهديد الرئيسي وغدًا قد تكون الهواتف الذكية أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة أو أي عدد من الأجهزة المتصلة.
يؤكد خبراء الأمن على ضرورة وضع تدابير قوية للأمن السيبراني لمنع مثل هذه الهجمات, إن تشفير قنوات الاتصال وتحديثات البرامج المنتظمة والمراقبة المتقدمة لشبكات الأجهزة ليست سوى نقاط البداية، هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود في مجال تأمين سلسلة التوريد، أيضًا يمكن لمسؤولي أمن المعلومات تنفيذ عمليات فحص ومراقبة صارمة للموردين والبائعين، واستخدام تقنية مثل Blockchain لتتبع وتدقيق حركة ومعالجة المكونات المهمة لضمان النزاهة في جميع أنحاء سلسلة التوريد، وضمان عدم تمكن الجهات الخبيثة من العبث بالأجهزة قبل وصولها إلى المستهلكين.
المصادر: The Independent
India Today
63SAT
المصدر: صحيفة التغيير