هل تخلي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول/ البرهان عن “لبس خمسة “.. وجنح للمدنية؟!!
بكري الصائغ
عودة الي خبر قديم له علاقة بالموضوع الحالي ونشر بالصحف البريطانية والعالمية عام ١٩٤٠م اثناء فترة اندلاع الحرب العالمية الثانية :
يقول اصل الخبر ، ان الفوهرر الالماني/ في عام ١٩٤٠م قرر احتلال بريطانيا ليكتمل بها مجموعة الدول الاوروبية التي خضعت لسيطرته مثل فرنسا التي استسلمت له خلال اقل من يوم واحد بعد دخول ضباط وجنود الرايخ الثالث الالماني الي داخل باريس.
ولكن حلم هتلر باحتلال بريطانيا تعرض لمقاومة شديد من الشعب البريطاني الذي وقف بصلابة مع رئيس الحكومة البريطانية وقتها/ ونستون تشرشل ، الذي اعلن عبر المذياع في رسالة وجهها للشعب ان بريطانيا ستكون مقبرة للغزاة ، وما ان علم هتلر بتصميم الشعب البريطاني بعدم الاستلام كفرنسا وبولندا حتي اعترته حالة هستيرية من الغضب العارم واصدرته توجيهاته الصارمة لسلاح الطيران الالماني بقصف شديد علي مدينة لندن ودكها دكا لا تقوم بعدها قيامة لهذه العاصمة.
وبالفعل ،، تلقى سلاح الجو الألماني المعروف بـ”اللوفتفافه” (Luftwaffe) يوم ٦/ أيلول/سبتمبر ١٩٤٠م أوامر من أدولف هتلر والرايخ مارشال هرمان غورينغ ، قائد سلاح الجو ، بشن غارات ليلية مكثفة على العاصمة لندن وعدد من المدن البريطانية الأخرى ضمن ما عرف بعملية بليتز (Blitz) ، واستمرت هذه العملية ما بين شهري سبتمبر ١٩٤٠ ومايو ١٩٤١م ، وشهدت أواخر ديسمبر١٩٤٠ واحدة من أسوأ عمليات القصف التي عرفها التاريخ متسببة في ظهور مصطلح حريق لندن الكبير الثاني ، حيث حلّت الطائرات الألمانية فوق مدينة الضباب لتخرّب مساحة تجاوزت تلك التي دمّرها حريق لندن عام ١٦٦٦.
وخلال الليلة الفاصلة بين يومي ٢٩ و٣٠ ديسمبر ١٩٤٠م ، حلّت أكثر من (١٣٥) قاذفة قنابل ألمانية فوق العاصمة البريطانية لندن لتلقي بنحو (١٠٠) ألف قنبلة ، كان من ضمنها (١٢٠) طنا من المواد المتفجرة و(٢٢) ألف قنبلة حارقة ، على مناطق مختلفة منها استمر هذا القصف المدمر لساعات، حيث بدأ في حدود الساعة السادسة والربع مساء وتواصل لحدود الساعة العاشرة ليلا .. تعرض القصر الملكي الذي كانت تقيم فيه الاسرة المالكة الي دمار في كثير من اركانه .. حتى ذلك الوقت ، لم تتعرض الأميرة/ إليزابيث للحرب بشكل مباشر وعاشت حياة محمية للغاية ، ومع ذلك ، فقد كان والداها الملك والملكة يزوران الناس العاديين ، حيث وجدت وزارة التموين أن زياراتهم لأماكن العمل مثل المصانع زادت الإنتاجية والروح المعنوية بشكل عام.
لم يكن امام المسؤولين داخل القصر المهدم بعد القصف المتواصل الا تقديم طلب عاجل للاسرة المالكة باخلاء القصر فورا والرحيل عنه ، وقالت الأميرة/ إليزابيث بنبرة حادة”ماذا سيقول الشعب عني اذا اخلت القصر وملايين الاسر مازالت تتمسك بالقاء في منازلها؟!!”، ولكنها قررت بدل عن الجلوس في القصر بلا شغل ولا مشغلة أن تنزل الي ساحات المعارك لتساهم بما تقدر عليها من خدمات للضباط والجنود في مواقع القتال.
في عام ١٩٤٠م ، قامت الأميرة إليزابيث بأول بث إذاعي لها خلال ساعة الأطفال في البي بي سي حيث خاطبت أطفالًا آخرين في بريطانيا والمستعمرات البريطانية والمناطق الخاضعة للسيطرة الذين تم إجلاؤهم بسبب الحرب. ووجهت رسالة إلى أطفال العالم قائلة : «نحاول بذل كل ما في وسعنا لمساعدة البحارة الشجعان والجنود والطيارين ، ونحاول أيضًا أن نتحمل نصيبنا من خطر الحرب وحزنها ، نحن نعلم ، كل واحد منا ، أنه في النهاية سيكون كل شيء على ما يرام». كانت إليزابيث حريصة على المساعدة في المجهود الحربي ، رضخ والدا إليزابيث في عام ١٩٤٥م وسمحا لابنتهما البالغة من العمر (١٩) عامًا بالانضمام ، في فبراير من نفس العام ، انضمت إلى خدمة الإقليم المساعدة للمرأة (مثل فيلق الجيش النسائي الأمريكي أو WACs) برقم الخدمة 230873 تحت اسم إليزابيث وندسور ، كما خضعت إليزابيث لدورة تدريبية في ميكانيكا السيارات لمدة (٦) أسابيع في Aldershot في ساري، وبحلول يوليو ارتفعت من رتبة ثانوي إلى قائد مبتدئ ، علمها تدريبها كيفية تفكيك وإصلاح وإعادة بناء المحركات وتغيير الإطارات وقيادة مجموعة من المركبات مثل الشاحنات وسيارات الجيب وسيارات الإسعاف ، وانتهت خدمتها العسكرية باستسلام اليابان في وقت لاحق من ذلك العام.
هدف المقال الحالي من اعادة الخبر البريطاني القديم ، هو عمل مقارنة ما بين ما قامت بها الاميرة الصغيرة/ اليزابيث من مجهودات كبيرة ومقدرة اثناء تعرض بلادها لعدوان خارجي ، وما بين تصرفات وسلوكيات القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول/ البرهان القابع بلا عمل في عاصمته الجديدة بورتسودان بعد هروبه من القيادة العامة في الخرطوم يوم الجمعة ٢٥/ أغسطس ٢٠٢٣م حتي اليوم.
من طالع بدقة واهتمام أخبار البرهان خلال فترة الـ(١٦) شهر الماضية بعد وصوله الي بورتسودان ، يجد ان كل ما قام بها من انجازات (ان كانت هناك بالفعل انجازات!!) تمثلت في قرارات وتوجيهات اصلا لم تنزل الي حيز التنفيذ ، أغلب القرارات والتوجيهات كان طابعها مدني لا علاقة لها بالعسكرية او بالقتال الضاري الذي دخل ولايات جديدة!! ، فهناك عشرات القرارات بتعيينات واقالات ولاة ومسؤولين في السلطة ، او الاطاحة باعضاء في جهاز الخدمة المدنية!! .
لم نري البرهان ولا مرة واحدة ولو عن طريق الخطأ أن قام بارتداء “لبس خمسة” المعروف في العرف العسكري انه لبس الطوارئ والاستعداد لدخول المعارك او القيام بانقلاب عسكري، وما رايناه ولا مرة منذ اندلاع القتال في الخرطوم يوم السبت ١٥/ ابريل ٢٠٢٣م أن قام بالتوجه الي احد مناطق القتال والتقي مع الضباط واجنود في مواقعهم القتالية وشاركهم القتال او الاشراف علي سير المعارك والقتال بصفته القائد العام للقوات المسلحة!!.
البرهان قام بزيارة كثير من المواقع والثكنات العسكرية في مناطق أمنة وهادئة لا قتال فيها ولا كر ولا فر بين الجانبين المتقاتلين ، ومناطق لا يوجد فيها قوات من “الدعم السريع”، رايناه في كثير المرات يلتقي بضباط وجنود ويحثهم علي القتال حتي اخر جندي واخر رصاصة .. وبعدها يعود طائرا لقواعده سالما الي بورتسودان ليواصل من هناك رحلة عمله المدني بالاقالات والتعيينات والاطاحة بضباط من رفقاء السلاح!! .
مرفق صورة الاميرة/ اليزابيث بالزي العسكري :
١ الملكة إليزابيث بالزي العسكري أثناء التحاقها بالجيش خلال الحرب العالمية الثانية وكانت لا تزال ولية العهد https://www.instagram.com/7agatadeema/p/DDi2nK1snuY/
٢ صور نادرة للملكة إليزابيث بالزي
العسكري في الحرب العالمية الثانية
https://shabiba.com/article/137714
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة