“هجمات إيران ضد إسرائيل جاءت بنتائج عكسية ” جيروزاليم بوست
“هجمات إيران ضد إسرائيل جاءت بنتائج عكسية ” جيروزاليم بوست
نطالع في عرض الصحف لهذا اليوم الصراعات في الشرق الأوسط، لا سيما في غزة، ونتعرض في هذا السياق لموقف إدارة بايدن من معاناة المدنيين في القطاع.
ونبدأ أولاً بالصراع الإسرائيلي الإيراني، من صحيفة جيروزاليم بوست، التي نشرت مقالاً للكاتب نيفيل تيلر، عن هجمات إيران ضد إسرائيل وتبعات ذلك على طهران والمنطقة بأكملها.
ورأى تيلر أن “قادة إيران يريدون أن يدمروا العالم، وأن يهيمنوا على الشرق الأوسط، وأن يطيحوا بنموذج الديمقراطية الغربية الذي تُعتبر أمريكا أهم مُمثّل له، وأن يمحوا دولة إسرائيل، وأن يفرضوا النسخة الشيعية للإسلام على العالم”.
وقال الكاتب: “سواء أقرّ العالم الغربي بذلك أم لا، فإن إسرائيل إذْ تحارب إيران، تقاتل في سبيل حرية العالم كله”.
ورأى تيلر أنه “لا مجال للشك في حقيقة أن إيران هي التي تسعى لتدمير إسرائيل وليس العكس”، مشيراً إلى هجوم إيران في يوم 13 أبريل/نيسان على إسرائيل، بوصفه “خطأً استراتيجياً فادحاً، وبأنه تحوُّل رئيسي في سياسة إيران”.
ويعتقد تيلر أن هذا الهجوم الإيراني كان له تبعات سلبية، و”ربما وجودية” على طهران، كونه أول هجوم مباشر من إيران على إسرائيل.
“قراءة خاطئة”
ورجح الكاتب أن القرار بشنّ هذا الهجوم ربما اتُخذ بناء على قراءة خاطئة لواقع إسرائيل: “بأنها في حال من الضعف لم تكن عليها من قبل، وبأنها منخرطة في حرب بغزة، حيث لم تنجح في استئصال حماس أو استعادة الرهائن، وبأنها مدانة من جميع الأطراف بسبب ارتفاع عدد القتلى من المدنيين، فضلاً عن أنها تتلقى هجمات يومية من حزب الله في لبنان شمالاً ومن الحوثيين في اليمن جنوباً”.
وتابع تيلر بالقول إنه لابُد أن مستشاري خامنئي قد أقنعوه بأن مئات من مسيّرات الكاميكازي وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية، كفيلة بأن تغمر إسرائيل، وبأن 50 في المئة على الأقل من هذه الصواريخ ستصيب أهدافها.
“لكن ما وقع، كان على خلاف توقعات خامنئي ومستشاريه في طهران الذين أغفلوا جميعاً دور حلفاء إسرائيل من المنطقة أو من خارجها” بحسب الكاتب.
واستدعى الكاتب مقولة منسوبة لألبرت أينشتاين مفادها أن “الغباء هو إعادة إنتاج الأخطاء نفسها والأمل في الوصول إلى نتائج مختلفة”، مشيراً في هذا الصدد إلى هجومٍ إيرانيّ ثانٍ في الأول من أكتوبر/تشرين أول الماضي، والذي ردّت عليه إسرائيل في الـ 25 من الشهر ذاته.
“وعليه، فإنه لا شك أن إسرائيل وإيران في صراعٍ حتى وإنْ لم تعلن أيّ منهما حرباً رسمية على الأخرى. وهذا يفسّر عدم جدوى توقيع أي هُدنة” بحسب الكاتب.
رسالة بايدن “الأخيرة” لإسرائيل
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه
شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك
الحلقات
يستحق الانتباه نهاية
وننتقل إلى صحيفة واشنطن بوست، حيث نطالع مقالا للكاتب ديفيد إغناطيوس حول حماية المدنيين في غزة أو “وقف تزويد إسرائيل بالأسلحة في هذه الحرب”.
ولفت إغناطيوس إلى أن معاناة المدنيين في غزة باتت “أشدّ صعوبةً” بعد أن حظرت إسرائيل في الـ28 من أكتوبر/تشرين أول المنصرم أنشطة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ليتوقف بذلك دور الوكالة الأممية في تزويد المدنيين الفلسطينيين بالغذاء والدواء والمياه، فضلاً عن الخدمات التعليمية.
ونوّه الكاتب إلى أن قرار الحظر الذي اتخذه البرلمان الإسرائيلي، الكنيست، كان رفضاً مباشرا لطلبٍ تقدّمت به الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن.
وفي رسالة ممهورة بتوقيع وزيرَي الخارجية والدفاع الأمريكيَين أنتوني بلينكن ولويد أوستن، حذّرت إدارة بايدن إسرائيل من مغبة حظر أنشطة الأونروا، وأن ذلك من شأنه “تقويض أعمال الإغاثة في غزة”، ومع ذلك لم يكترث الكنيست للتحذير الأمريكي ومرّر تشريعه بحسب إغناطيوس.
ولفت الكاتب إلى أن رسالة بلينكن وأوستن المؤرخة في 13 أكتوبر/تشرين أول المنصرم، قد يتعين على إسرائيل الردّ عليها اليوم الثلاثاء، مشيراً إلى أن رون ديرمر، المستشار الأكثر قُرباً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كان يُفترض أن يتحدث إلى بلينكن مساء الاثنين بخصوص هذه الرسالة.
وتنطوي الرسالة الأمريكية على تحذير بقطع المساعدات العسكرية عن إسرائيل إذا لم تستجب الأخيرة للوضع الإنساني “شديد التردّي” في غزة؛ حيث يحتشد نحو 1.7 مليون غزّي في مخيمات على طرف الساحل، وحيث تتعطل الشاحنات المحمّلة بالمساعدات عند المعابر، وحيث وكالات الإغاثة “عاجزة عن تقديم ضروريات حيوية”، بحسب الكاتب.
ورأى إغناطيوس أن الرسالة الأمريكية تنطوي كذلك على عنصر ضاغط؛ ذلك أنها تستند إلى مذكرة تفاهم متعلقة بالأمن القومي صدرت في فبراير/شباط وتنصّ على وجوب احترام حقوق الإنسان من جانب أي دولة تتلقى أسلحة من الولايات المتحدة.
وقال الكاتب إن فريق إدارة بايدن يعتبر التعاون من جانب إسرائيل في هذا الصدد “أشبه بالمستحيل” على حد تعبير أحد المسؤولين، مشيراً إلى فشل محاولات متواترة من جانب بلينكن منذ الأيام الأولى للحرب لدفع الإسرائيليين للتعاون من أجل وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة.
ولفت إغناطيوس إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت كان يتدخل أحيانا استجابة لطلب بلينكن من أجل إيصال المساعدات للمدنيين في غزة، وها هو نتنياهو يقيل غالانت الذي كانت الإدارة الأمريكية تعتمد عليه في هذا الخصوص أكثر من غيره في حكومة نتنياهو.
وخلص الكاتب إلى القول إن “بايدن طالب إسرائيل بالتحرك، وحدّد إطارا زمنياً لنتنياهو لهذا التحرّك”.
واختتم إغناطيوس قائلا إن “الكلمات لم تعُد تُجدي نفعاً. هذا هو الاختبار الأخير للرئيس المنتهية ولايته. وإذا لم تتخذ إسرائيل تدابير فورية لحماية المدنيين في غزة، فإن الولايات المتحدة مُلزمة من الناحية القانونية بوقف تزويد إسرائيل بأسلحة تستخدمها في حربٍ كان من المفترض أن تنتهي منذ شهور”.
هل تعني عودة ترامب “عودة صفقة القرن”؟
ونختتم جولتنا من صحيفة القدس العربي بمقال عن “صفقة القرن” للكاتب الفلسطيني محمد عايش.
وقال الكاتب إن عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض تأتي “بعد عام كامل من الانحياز الأمريكي الكامل للحرب الإسرائيلية، وبطبيعة الحال فإن أصوات العرب والمسلمين، التي حصدها في هذه الانتخابات كانت في واقع الحال عقاباً للرئيس بايدن، الذي أطلق العنان بشكل كامل للعدوان الإسرائيلي، وقدّم كل الدعم للاحتلال، وواصل إمداد الإسرائيليين بالأسلحة المستخدمة في هذه الحرب، بل حتى عندما اندلع الخلاف بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لم يستخدم أية وسائل للضغط عليه، وانتهى المطاف إلى تجاهل نتنياهو لمطالب بايدن”.
ورأى عايش أن “بايدن أعطى لنتنياهو كل ما يريد من أجل أن يبدأ بتنفيذ مشروعه الاستئصالي في المنطقة، الذي يقوم على تدمير أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية ولو بعد حين”.
واستطرد الكاتب قائلا: “على المستوى الفلسطيني يبدو أن الاختلاف الرئيسي بين بايدن وترامب هو ذلك المتعلق بصفقة القرن، التي هي مشروع التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين الذي طرحه ترامب خلال ولايته الأولى”.
ويرى عايش أن “أخطر ما في هذا المشروع أنه صفقة وليس اتفاقا، وهذه الصفقة يريد ترامب تنفيذها، دون النظر إلى الفلسطينيين ولا التحدث إليهم، ولا أخذهم بالاعتبار، بل يريد فرضها فرضاً وتنفيذها بإرادة أمريكية إسرائيلية منفردة”.
وأشار الكاتب إلى أنه “خلال فترة ولاية ترامب الأولى بدأت الإدارة الأمريكية بالفعل في تنفيذ هذه الصفقة، التي حازت الموافقة الإسرائيلية، ووجد فيها نتنياهو تلبية لطموحاته، حيث قررت الإدارة الأمريكية نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، وبدأت بالتعامل مع المدينة المقدسة على أنها عاصمة لدولة إسرائيل، خلافاً لاتفاقات التسوية السابقة، كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو، وخلافاً لقرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية”.
ورأى عايش أن “أهم ما في خطة صفقة القرن التي ستعود إلى الواجهة مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، هو أنها تضمن استمرار السيطرة الإسرائيلية على معظم أراضي الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل عام 1967، كما أنها تتضمن ضمّ الكتل الاستيطانية الضخمة في الضفة الغربية إلى دولة إسرائيل، إضافة إلى بقاء مدينة القدس موحدة وتحت السيادة الإسرائيلية، واعتبارها بشكل كامل عاصمة لإسرائيل، بما فيها القدس الشرقية”.
وخلص الكاتب إلى أن “صفقة القرن التي تقع في 181 صفحة تتحدث عن اللاجئين اليهود، مقابل اللاجئين الفلسطينيين، وهو مصطلح جديد لم يسبق الحديث عنه، ولا حتى طرحه في أية مفاوضات، وهذا ما فهمه الكثيرون على أنه باب جديد للحصول على الأموال من الدول العربية، إضافة إلى محاولة لتذويب قضية اللاجئين الفلسطينيين” على حد قوله.
المصدر: صحيفة الراكوبة