نصف الكوب المملوء من مسالة الحرب
ياسر زمراوي
لكل كوب فارغ نصفه نصف مملوء , يحتاج الناس دوما للنظر لنصف الكوب المملوء , يساعد النظر لرؤية نصف الكوب المملوء في تهدئة البال وقوة الفكر , وقدرات التامل والنظر للمعطيات والنواقص , وكيفية مل النصف الاخر بحل المشاكل ومعرفة النواقص , وكيفية ايجادها وكيفية العمل لايجادها , والخطوات المطلوبة والعوامل المساعدة والافراد , والاجسام سياسية ام نقابية ام اجتماعية ام فنية المتطلبة للعمل علي حل النواقص.
تتطلب النظر لروية النصف المملوء قدرات روحانية , تكون موجودة في كل الاديان ولنا في شعبنا السوداني باختلاف اديانه وثقافاته رصيد روحي مؤسس فوق للعبادات والطقوس , بامور اخري هي الاجتماعيات بين افراد شعبه واجتماعهم في السراء والضراء , والتفافهم بعد خروج المصلين في الجامع وعند البقية اطفالا ونساء , في المناسبات , تلك المناسبات التي تعمر القلوب وتملاھا بالاحساس بفائدة ومعني ان يكون الفرد في مجتمع يهتم بهم ويهتمون به عملت التنظيمات الحاكمة في بلادنا العربية علي تزكية نار الخلافات المذهبية وتفاصيل اداء العبادات الدقيقة من شكل السجود والركوع الي التفاصيل الاكبر في من ولمن تكون الزكاة والتصدق , كان لنا في السودان نصيب لذلك , وربما حتي في المعارضون للانقاذ لايستطيعون ربط الدور الفردي لاعضاء المؤتمر الوطني اينما حلوا في ارساء مفاهيم جدالية في شكل اداء العبادات استغلوا فيها رغبة المسلم من السودانيين في ان تكون صلاته و صيامه في اكمل وجه , وقل بذلك الرابط الروحي المستشف من شكل اكتمال النسيج الاجتماعي بين الناس .
الان بعد الانفتاح علي العالم , ورؤية العالم من الانترنت , وبعد قوة الاحزاب المعارضة وتحالفاتها المتحركة , في لجة النضال وقوة شباب الاحزاب , واستطاعتهم لفرض اراء تواكب فكرة ان طولان الخسارات في هذا العصر الحديث الذي طالت فيه الاستبداد والظلم والنهب والسرقة الممنهجين شيئا مستهجنا , واستطاعتهم تحويل ذلك لتنظيمهم الاقوي لجان المقاومة , قويت روحانياتهم في شكلها الاجتماعي , وازدادت الصلابة والقدرة علي رؤية علي النصف المملوء من نتائج كل خطوة يخطوها الشعب بقواه وتنظيماته واجسامه . الا ان كل ذلك توقف بالحرب , والحرب نفسها نصف كوب مملوء فلاقل من خلال كتابتي هذه عن النصف الاخر .
ربما من الاكبر رؤية في نصف الكوب المملوء انقطاع عدد كبير من من انقادوا لنظام الانقاذ وكان لهم تبريرا تم لخطوات الاستبداد انهم الان انقطعوا عن رؤيتهم ذلك بعد الدمار والحرب الدائرة التي دمرت كل ڜئ . جزء اخر من النصف المملوء الربط الجدلي عند الفرد السوداني حتي البسيط منه والغير متابع لقضايا السياسة ان نتائج السياسات الانقاذية وخطواتها الفوضوية لمقاومة الردود والمقاومة سواء ان كانت المناطقية كما في الجنوب او دارفور او في الاحزاب القومية كلها عملت علي ان يكون لها اثر لاحقا واعني بذلك تاسيس الدعم السريع وادخاله للعاصمة وبذلك قوي وعي الفرد السياسي السوداني . جزء اخر من وعي الفرد الذي قوي وهو من نصف الكوب المملوء احساسه الان بوجوب وجود كامل لتغيير , مثله الشعب في زيادة ووجوب تحقيق مطالبه بالمدنية وان يذهب الجيش للثكنات وان ينحل الجنجويد .
من ايجابيات ايام الحرب هذه , عدم انقياد الشعب في تشتته هذا بين قري ومدن تدور فيها الحرب وبين مناطق امنة , عدم انقياده للخطاب العنصري الرابط بين اثنيات الدعم السريع التي بعضها من منطقة معينة والكثير منها من امتداداته في غرب افريقيا وبين سعي الفلول في اعلامهم لجعلها حرب اثنية , لا اتحدث بوحدي عن الشعب , لكن من متابعاتي وحواري مع الكثير من الافراد ومن متابعاتي للاعلام الكثيف الدائر في السوشيال ميديا نجدهم يضعون خطا واحدا لهذه الحرب هو ان تقف الان قبل الغد , وان ينحل الجنجويد ويذهب العسكر للثكنات .
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة