«نزاعات منسية» من أفريقيا إلى هايتي.. 5 أزمات «أسقطها» 2024
حجبتها «غيوم» حروب أخرى فأسقطتها من أضواء 2024 لتلازم الظل مضطرة، وقد تطل أحيانا مدفوعة بتفجرها لكنها سرعان ما تفقد وهجها إعلاميا.
فإلى جانب الحربين اللتين تصدرتا عناوين الأخبار بانتظام خلال العام 2024، في الشرق الأوسط وأوكرانيا، يستمر العديد من النزاعات التي لا تحظى بالقدر نفسه من التغطية الإعلامية في أماكن عديدة في العالم.
وفي ما يأتي 5 من تلك الأزمات منها رصدتها وكالة فرانس برس:
وقد تسبب الصراع، الذي تعتبره الأمم المتحدة أحد أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث، في مقتل ما بين 20 و150 ألف شخص بالإضافة إلى ما يقدر بنحو 11 مليون نازح.
ويضاف إلى تداعيات هذا النزاع المتواصل، شبح المجاعة، إذ يحتاج 26 مليون شخص، أي حوالي نصف السكان، إلى المساعدات الغذائية بشكل متواصل.
ووجهت مراراً وتكراراً اتهامات للأطراف المتنازعة بارتكاب جرائم حرب لاستهدافهم المدنيين عمداً.
وفي نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حذرت الأمم المتحدة من الحجم “المذهل” للعنف الجنسي المتفشي منذ بداية النزاع، مؤكدة أن حالات الاغتصاب، بما في ذلك الاغتصاب الجماعي، مستشرية.
الكونغو الديمقراطية|
يواجه منذ نهاية العام 2021 شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية عودة ظهور حركة “إم 23” (حركة 23 مارس) وهي تمرد استولى على مساحات كبيرة من الأراضي إثر مواجهات مع القوات المسلحة الكونغولية والميليشيات التابعة لها.
وأدى هذا التمرد إلى تفاقم أزمة إنسانية مستمرة منذ ثلاثين عاماً في شمال كيفو (شرق)، وهي منطقة غنية بالمعادن، حيث يتواجد مئات الآلاف من النازحين في ملاجئ مؤقتة على مشارف غوما، عاصمة الإقليم.
وانتهى توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين كيغالي وكينشاسا في بداية أغسطس/آب الماضي إلى استقرار خط المواجهة، لكن “حركة 23 مارس” استأنفت الهجوم في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، واستولت على عدة مواقع.
ومع ذلك، يتشبث البلدان المتجاوران بالحوار، فقد التقى وزيرا خارجيتهما في بداية نوفمبر/تشرين ثاني الجاري، وأكدا من جديد على ضرورة احترام وقف إطلاق النار.
ساحل أفريقيا
وبدأت «بوكو حرام»، أحد التنظيمات المسلحة الرئيسية في المنطقة، تمردًا في نيجيريا في عام 2009، مما أسفر عن مقتل نحو 40 ألف شخص وتشريد أكثر من مليوني شخص، قبل أن تنتشر في البلدان الحدودية.
وفي تشاد، تتواصل الهجمات التي تشنها بوكو حرام أو جماعة منشقة عنها في منطقة بحيرة تشاد.
وأطلق الجيش عملية عسكرية في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي بهدف “القضاء على القوة الضاربة” لبوكو حرام.
وفي ما يسمى بمنطقة “الحدود الثلاثة”، تواجه مالي وبوركينا فاسو والنيجر الإرهابيين في منطقة الساحل المنتسبين إلى تنظيمي داعش والقاعدة.
وقامت هذه الدول، بقيادة أنظمة عسكرية في أعقاب الانقلابات بين عامي 2020 و2023، بطرد القوات الفرنسية من أراضيها وشكلت تحالفا بين دول الساحل للتعاون في مواجهة التهديد الإرهابي.
ولم تحقق الهجمات نجاحا في الوقت الحالي وتسببت في مقتل ما يقرب من 7 آلاف مدني وعسكري في بوركينا فاسو منذ يناير/كانون الثاني الماضي وأكثر من 1500 في النيجر وأكثر من 3600 في مالي، وفقًا لمنظمة أكليد غير الحكومية مع تزايد الصعوبات للحصول على المعلومات.
هايتي
تعاني هايتي من عدم الاستقرار السياسي المزمن منذ عقود، وتفاقم مستوى عنف العصابات، المتأصل بشكل فعلي في الدولة الكاريبية منذ فبراير/شباط الماضي.
وتسيطر العصابات على 80% من العاصمة بورت أو برنس.
وسجلت الأمم المتحدة 4544 حالة وفاة بسبب أعمال العنف منذ بداية العام، مؤكدة أن الاحصاءات “ربما تكون أعلى”.
وتستهدف أعمال العنف بشكل خاص الأطفال في بعض الأحيان، حيث يتم تشويه الضحايا أو رجمهم أو قطع رؤوسهم أو حرقهم أحياء أو دفنهم أحياء.
ودفعت أهوال العنف أكثر من 700 ألف شخص، نصفهم من الأطفال، إلى الفرار من منازلهم، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.
وبدعم من الأمم المتحدة وواشنطن، بدأت بعثة دعم الشرطة المتعددة الجنسيات بقيادة كينيا في الانتشار هذا الصيف.
ميانمار
تشهد ميانمار صراعا دمويا منذ العام 2021 بعد الانقلاب الذي قاده المجلس العسكري ضد حكومة منتخبة ديمقراطيًا.
وتصاعدت حدة الحرب الأهلية، التي تسببت في مقتل أكثر من 5300 مدني وتشريد أكثر من 3,3 مليون شخص وفقًا للأمم المتحدة، خلال العام الفائت بسبب صعود القوات المعارضة للمجلس العسكري.
وفي الأشهر الأخيرة، هاجم المتمردون ماندالاي، ثاني أكبر مدينة في البلاد، بالصواريخ والمسيّرات، وفي نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سيطروا على الطريق الذي يربطها بالصين، الشريك التجاري الرئيسي للبلاد.
والسيطرة على هذا المحور تحرم المجلس العسكري من الضرائب المربحة وتهدد قواعده في السهول الوسطى.
وفي مواجهة هذه الصعوبات، دعا المجلس العسكري الجماعات المسلحة في نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي إلى بدء محادثات السلام، وهو المقترح الذي ظل حتى الآن حبراً على ورق.
العين الاخبارية
المصدر: صحيفة الراكوبة