نحو ميثاق ثقافي سودانوي جامع


✍️ طه هارون حامد
في ظل التحديات التي تواجه السودان في بناء دولة عادلة وشاملة، تبرز الحاجة الملحة إلى وضع ميثاق ثقافي سودانوي يُكرّس لقيم التنوع الثقافي ويُعزز من الاعتراف بالموروثات المتعددة كمكوّن أساسي للهوية الوطنية. هذا الميثاق لا يُعنى فقط بالاعتراف بالتنوع، بل يسعى إلى تحويله إلى مصدر قوة وتماسك مجتمعي، يُنهي حالة الإقصاء ويؤسس لفضاء عام يحتضن الجميع بعدالة.
ينص هذا الميثاق على ضرورة التمييز الإيجابي المنظّم لصالح المجموعات المُهمشة، بوصفه خطوة ضرورية لمعالجة اختلالات تاريخية طالما أثّرت على التوازن المجتمعي. وهو لا يستهدف خلق امتيازات، بل تحقيق عدالة تصحيحية تُمهد لبناء مجتمع يقوم على المساواة والاحترام المتبادل.
ولأن الخطاب الثقافي والإعلامي يلعب دورًا كبيرًا في تشكيل الوعي الجمعي، فإن الميثاق يتبنى آليات واضحة لمناهضة خطاب الكراهية والتعالي الطبقي، من خلال سن تشريعات ثقافية وإعلامية تُعزز ثقافة التعايش، وتحفز على الحوار والانفتاح بين مختلف المكونات.
كما يُشجع الميثاق على التمثيل العادل في مؤسسات الدولة والفضاءات الثقافية والفنية والتعليمية، بما يضمن حضوراً متوازناً وشاملاً يعكس الواقع المتنوع للسودان.
إن هذا الميثاق، بوصفه أداة استراتيجية، لا يهدف فقط إلى إدارة التنوع، بل إلى إعادة بناء اللحمة الوطنية على أسس من الإنصاف والاعتراف المتبادل، لتكون الثقافة رافعة حقيقية لوحدة السودان .
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة