جمعة محمد عثمان حراز
في صبيحة التاسع والعشرين من مايو 2025، كتب الأشاوس من رجال قوات الدعم السريع صفحة جديدة في سجل المجد الوطني، عندما دوّت أنباء تحرير منطقتي الدبيبات والخوي تباعاً، إيذاناً بتحولات عسكرية واستراتيجية غير مسبوقة في مسار المواجهة مع جيش الحركة الإسلامية الإرهابية ومليشيات الطغيان.
معركة الخوي لم تكن مجرد نزال تقليدي بين قوتين، بل كانت كسراً لشوكة منظومة التسلط القديمة، وتحطيماً لرمزية ما تبقى من بقايا المشروع الإخواني الذي ظلّ يعيث فساداً في الأرض، ويزرع الموت في أرجاء الوطن. فبعد معارك ضارية بدأت فجر الخميس، سطّر رجال الدعم السريع ملحمة جديدة عنوانها الجرأة، والتخطيط، والتفوق الأخلاقي والوطني.
أما في الدبيبات، المدينة الاستراتيجية جنوب كردفان، فقد سُحقت أكذوبة “متحرك الصياد” تحت أقدام المقاتلين، الذين حولوا صرخات الغدر إلى هزيمة نكراء، وخطّوا بدمائهم وشجاعتهم خارطة جديدة للسيطرة تُنذر بقلب موازين المعركة على امتداد الجغرافيا.
في ساعات قليلة، تكبّد العدو خسائر بشرية ومادية فادحة، تجاوزت الثمانمئة قتيل من المليشيات، وتمّت السيطرة الكاملة على آليات ومعدات عسكرية نوعية. تلك الضربات لم تكن فقط ميدانية؛ بل حملت رسائل استراتيجية إلى الداخل والخارج مفادها أن مشروع السودان الحر قد تجاوز مرحلة الدفاع إلى هندسة النصر والتحرير.
هذا التقدم السريع ليس فقط انتصاراً في الميدان، بل هو قصاص مستحق لأرواح الشهداء في الحمادي والخوي، وردّ اعتبار لآلاف المشردين والنازحين الذين طالهم ظلم آلة القهر الكيزانية لعقود. إن ما جرى اليوم هو بداية النهاية لتاريخ طويل من الاستبداد، وفتحٌ لبوابة الحرية، والمساواة، وبناء الدولة المدنية التي تحترم الجميع وتجمعهم لا تفرقهم.
إنَّ سيطرة قوات الدعم السريع على قلب كردفان، ومعها إرادة الجماهير الطامحة للتغيير، تؤكد أنَّ السودان الجديد يولد الآن، من رحم التضحية والإصرار. وعلى أولئك الذين ما زالوا يراهنون على بقايا دولة الظلم أن يدركوا: أن عجلة التاريخ قد دارت، وأن شمس الحرية لن تُحجب بعد اليوم.
التحية للأشاوس… المجد للشهداء… والنصر للثوار
المصدر: صحيفة الراكوبة