عبدالحافظ سعد الطيب
السياسيون الذين تعودوا على تدوير السلطة بينهم.
الأحزاب التي ورثت أزماتها الفكرية منذ الاستقلال وظلت تكرر نفسها بلا مراجعة.المفكرون الذين توقفوا عن الإبداع وصاروا ناقلين للأمراض التاريخية عابرة الزمن والجغرافيا
المجتمع نفسه الذي استسلم لاستهلاك الهويات المستوردة والبرامج الجاهزة. والمنتجات الاستهلاكية المستوردة القاتلة للمنتج المحلي
نحو ثورة شاملة للفكر والسياسة معاً
الثورة لا يجب أن تكتفي بتغيير السلطة، بل يجب أن تغيّر العقل السياسي الذي ينتج تلك السلطة داخل الحزب وفي الدوله.
السياسيون:
يجب أن يتخلوا عن عقلية الغنيمة، وعن التنافس على المناصب.والثراء من الوظيفة السياسيةيُحاسَبوا على إخفاقاتهم كما يُحاسَب الجنرالات على جرائمهم.. الأحزاب:
تحتاج إلى ثورة داخلية تعيد بناء نفسها من جديد، على أساس برامج تخدم الناس لا الزعامات. مفهوم السلطة ليس يصيب الأحزاب والسلطة
لا يكفي أن تتحدث عن الديمقراطية وهي مبنية على الولاء الطائفي أو القبلي. او الزعامي
المفكرون والنخب:
مطالبون بقطع الصلة بعقل النقل والاستهلاك. مطالبون بالقطيعة مع القديم
علينا إنتاج فكر سوداني حيّ، لا وصفات جامدة أو ليبرالية مستهلكة.ولايمين متكلس متحجر والديمقراطية الليبرالية نفسها احد الشرين.
المجتمع والثوار:
الثورة ليست للمطالبة بالخبز فقط، بل للكرامة والحرية وصناعة وعي جديد.
إذا تغيّر كل شيء وبقي العقل كما هو، نعود للدائرة نفسها.
الثورة ليست مجرد إسقاط نظام، بل إسقاط العقل السياسي القديم والطبقة التي تحكمنا منذ الاستقلال.
التغيير يجب أن يصيب الجميع بلا استثناء:
الحاكم والمعارض.
الحزب والطائفة.
المفكر والسياسي.
حينها فقط يمكن أن نقول إننا في طريقنا إلى سودنة جديدة تنتج فكراً وديمقراطية وبرنامجاً لا يشبه إلا السودان.
إن ما نعيشه اليوم ليس مجرد أزمة سياسية أو اقتصادية، بل أزمة وعي وهوية وفكر. نحن نكرر أسئلة قديمة لم نعد قادرين على تجاوزها، وننقل إجابات ميتة من عصور وأماكن أخرى، فنغدو كإبل الرحيل، نحمل السقا ونعطش، نمتلك تاريخاً وتجارب لكننا غير قادرين على تحويلها إلى وعي جديد.
هوية قاتلة في زمن الاستهلاك
لقد تحولت الهويات في السودان إلى أدوات قتل: عربي ضد أفريقي، مسلم ضد مسيحي، قبيلة ضد قبيلة. لكن الأخطر أن هذه الهويات نفسها تدار وتُستغل من قِبل رأسمالية الاستهلاك العالمية، التي تريد لنا أن نكون مجرد زبائن في سوقها. هويتنا اليوم لم تعد ما ننتجه، بل ما نستهلكه..
الناقل المعطوب
المفكر المحلي والسياسي أصبح موظفاً في تروس آلة السوق العالمي المفتوح : ينقل مقولات قديمة كما هي، أو يردد صدى الليبرالية الغربية، أو يعيد إنتاج خطاب العرواسلاميين من القرون الوسطى. هكذا يتعطل التفكير، ويتوقف الإبداع، ونتحول إلى مستهلكين للأفكار مثلما نحن مستهلكون للسلع..
ما بعد الماركسية السودانية الجامدة
نحن ماركسيون ، بل ضد الماركسيات المتحجرة التي تحولت إلى أيقونات. نحن بحاجة إلى ماركسية متجددة، تنطلق من الواقع السوداني، تنتج برنامج ثورة وحزب ثوري يقود الثورة بانتاجه البرامجي الثوري وليس التوقف في برنامج مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية
المفكر الماركسي محمد ابراهيم نقد سبق هذه المرحلة بوضع سفرين مهمين من تاريخ علاقات الرق وعلاقات الأرض،ليس كتوثيق تاريخي بل كمفاتيح لحل الازمة والمشكل السوداني
من الحرب والهجرة والمجاعات، والقتل الاقتصادي وتجريف الأرض والعقل السوداني من تنوع الثقافات واللغات. ماركسية قادرة على فهم ان القبيلة تستخدم كأداة سلطة، والدين كقوة اجتماعية، والعولمة كرأسمال قاتل. ان ندعوا لمؤتمر سودنة كبناء قاعدي لمؤتمر دستوري مخرحاته يصوت عليها كل السودانين مادة مادة.
نحو مؤتمر للسودنة
قبل أي مؤتمر دستوري، وقبل أي حديث عن “ديمقراطية ليبرالية” لا جذور لها في أرضنا، نحن بحاجة إلى مؤتمر للسودنة:
مؤتمر يفكك سؤال الهوية المفخخ الملغم السؤال المحمول عبر التاريخ القديم بما يتجاوز ثنائية “عربي/أفريقي ومسلم /كافر وعبد /سيد
مؤتمر يعيد تعريف الانتماء بوصفه مركباً متعدد الأبعاد، لا اختزالاً قاتلاً.
مؤتمر يطرح ديمقراطية سودانية، لا نسخة ليبرالية مستعارة، ديمقراطية تنبع من خبرتنا التاريخية من واقعنا ما من اكتر
الجدلية الجديدة
نحن بحاجة إلى جدلية جديدة:لا هي جدلية أوروبا القرن التاسع عشر.ولا هي جدلية ميتة من فقهاء القرون الوسطى.
بل جدلية سودانية حيّة، تسعى إلى إنتاج فكر يطابق واقعنا ويقفز على كل التفكير القديم، مثلما يقفز على أوهام العرواسلاميين وأكاذيب الليبرالية الجديدة.
هذه ليست دعوة لتغيير شعارات الثورة السودانية فقط، بل دعوة لإنتاج وعي سوداني جديد، يؤسس لسودنة قبل الدستور، وفكر قبل السياسة، وإبداع قبل النقل.دعوة للتفكير الجديد السلطة الاقتصادية للمنتج
لسنا بصدد فقط نقد رغم أهميته أو تلخيص، بل بصدد بناء تفكير جدلي فكري، يفتح أفقاً جديداً
سودنة فكرية سودنة الارض قبل سودنة السياسة.
مؤتمر للسودنة كإطار تأسيسي، يسبق أي مؤتمر دستوري أو حديث عن ديمقراطية ليبرالية.
المصدر: صحيفة الراكوبة