نحنا دايرين رئيس/ة وزراء الكتروني/ة
رندا عطية
صحفية سبرانية
عايز اقول لك..
ولا سيبك اقري احسن..
في الجريدة..
عايز اقولك..
ليه اقولك..
ما بقول لك..
لاكثر ولا اقل من (20 دقيقة) الاغنية دي شغالة! من ما ركبنا الترحيل من ال SHC مركز السودان للقلب ، حتى توغلنا في ام درمان!! ولمن خلاص غلبني ، قمت قلت بحراق روح لاخي وزميلي (وليد محمد الحسن) العزيز :
انت يا (وليد) حسع عليك الله الكلام ده ما ضياع زمن! يعني الزول ده حسع لا قال ليها حاجة ، لا خلاها قرأت جريدتها! وكمان إتلادح عليها! حسع لو قال ليها :
i miss u
هي كانت ردت عليه وقالت ليه:
where r u?!!
مش كان هو كسب زمنه ، وما خلاها خسرت زمنها ، وكنا نهينا الموضوع ده!! .
وانتم ستعذرونني ، وتتفهمون موقفي، إن اخبرتكم عن ذاك اليوم ، الذي اتصل علي فيه مدير تحرير صحيفة السوداني آنذاك الاستاذ عبد الرحمن الامين وانا في حافلة المواصلات ؛ ليطلب مني عمود في غير ما اليوم المخصص لي ، وبعد قولي له بمرونة :
جدا.
اخرجت اللابتوب من شنطته ، ووضعته بشكل مستو على رجلي ، وشغلته ، وقمت بالقاء نظرة على الاعمدة التي في طور التكوين ، لاختار احدها ، ومن ثم اطفاءه ، وحينما نزلت قرب مستشفى الشعب ، حاملة اللابتوب في يدي ، لادخله في شنطتي المدروعة في كتفي ، وانا اغذ السير ، نحو مقر جريدة السوداني ، جوار هيئة المؤاني البحرية ، والتي ما ان وصلتها ، حتى بدانا في التفاوض حول الزمن ، حيث قلت لاستاذ عبد الرحمن:
اعطني (30 دقيقة) واسلمك العمود.
ليرد هو بأن :
لا عندك بس (25 دقيقة) ، لحاقا بتصميم الصفحة.
طيب خليها (25 دقيقة).
لنتفق في النهاية على ان اسلمه له خلال (20 دقيقة) ، والتي قُبيل انقضائها، كنت شطبت ، وخلصت العمود ، لانزل السلم الحديدي ، حاملة اللابتوب بين يدي ، بينما نظري معلق بشاشته ، القاء لنظرة اخيرة عليه وو.. وباختصار نحنا دايرين لينا رئيس/ة وزراء يدرك قيمة الدقيقة ؛ ناهيك عن الساعة ، بالنسبة لمصير شعبه ، في عالم شرق اوسط الفوضى الخلاقة ، المتخلق! .
نحنا دايرين لينا رئيس/ة وزراء عملي. ودونكم في ذلك باراك اوباما ، رئيس الولايات المتحدة الاميركية السابق ، الذي في زيارته لاحد المصانع ، والذي حينما اراد شرح سياساته للعمال ، لم يتلفت ، وقام بوضع اللابتوب خاصته على اقرب سطح مستو ؛ ليستعرضها لهم واقفا.
وصاحب اللابتوب هذا سيكون متابع ، مؤشرات البورصة العالمية ، ناس داو جونز ونيكي وناسداك ، والاوبك ، والعملة الرقمية بيتكوين ، متابعا لها واقفا على حيله! فهو لا زول كلام كتير لا خطب ، لا رقيص ، لا عرضة ، لا شايل عصاية يعرض ويرقص حيثما تناهى صوت مزمار او دق دف وقرع طبل.
ومتابع مشاكل المياه ، ويدرك ان الحروب اصبحت حروب الكترونية. يعني لا طلع فوق منصة ، كل الغرض من اعتلائها صرف كلام كتير في الفارغ والمليان.
نحنا دايرين لينا رئيس/ة وزراء يعقد اجتماعاته واقفا.
نحنا دايرين لينا رئيس/ة وزراء ذو رؤية ومخيلة ، تلحقنا بركب حضارة العالم الرقمي. يعرف قيمة الوقت بالنسبة للدول ، ناهيك عن الانسان ، في عالم على حافة الهاوية ، واضعا نصب عينيه مصلحة البلد اولا واخيرا.
نحنا دايرين رئيس/ة وزراء مكتبه هو اللابتوب خاصته.
نحنا دايرين رئيس/ة وزراء دارع شنطة لابتوب في كتفه وعنده بالضرورة حسابات في تويتر X ، آنستغرام ، فيسبوك وو. ونحنا دايرين رئيس/ة وزراء الكتروني/ة.
* مع كثير المحبة والاحترام والتقدير لشاعر الاغنية ومؤديها.
** توضيح ؛
العمود اعلاه والذي بعنوان: (نحنا دايرين رئيس/ة وزراء الكتروني/ة) اقوم بنشره لاول مرة. علما انني قمت بكتابته بنية نشره قُبيل يومين من وقوع مذبحة/فض اعتصام القيادة العامة يومِ الإثنين 3 يونيو 2019م.
[email protected]المصدر: صحيفة الراكوبة